الجزائر
"الطابع الرسمي" طغى بشكل كبير وفق عملية تقييمية أولية

“السانكيام” في دورته الثانية.. أسئلة صعبة وأخرى “مربكة”

نشيدة قوادري
  • 3929
  • 0
أرشيف

أظهرت عملية تقييمية أولية لامتحان تقييم مكتسبات مرحلة التعليم الابتدائي، دورة ماي 2024، والذي اختتمت فعالياته الثلاثاء الفائت، بأن التقليص في أيام الإجراء من شهر كامل إلى ثلاثة أيام فقط قد قلّل شعور الأساتذة والمديرين بالإرهاق والتعب، وأثلج بذلك صدور التلاميذ، غير أن الأسئلة المطروحة عليهم في بعض المواد، قد أربكتهم بسبب طبيعتها “الصعبة” جدا.
وإلى ذلك، أجمع أفراد الجماعة التربوية من مديرين وأساتذة وأولياء أمور وحتى مفتشين، على أن “الطابع الرسمي” قد طغى بشكل كبير على “السانكيام الجديد”، بحيث وردت المواضيع “مشابهة” تماما للأسئلة التي تطرح عادة في الامتحانات المدرسية الرسمية، برغم أن الامتحان بصيغته الجديدة المعدّلة، يعد “تقييميا” بحتا بالدرجة الأولى وليس مصيريا، حيث استحدث لأجل تقويم مجموعة كفاءات لدى المتعلمين، إذ لا يتم احتساب نتائجه في الانتقال إلى القسم الأعلى.
وعقب إسدال الستار عن امتحان تقييم مكتسبات مرحلة التعليم الابتدائي، دورة ماي 2024، والذي أجري في ثلاثة أيام ابتداء من تاريخ 12 ماي الجاري، بادر مديرون وأساتذة بإجراء “تقييم أولي” له، وذلك قصد الوقوف على الإيجابيات والعمل على تثمينها، وكذا لتسجيل السلبيات بغرض السعي لتفاديها، بهدف الارتقاء بالمدرسة العمومية، والوصول إلى وضع “نظام تقييم” وطني، عصري وناجع.

مواضيع صعبة في الرياضيات ومربكة في اللغة العربية
ومن ناحية المواضيع المنجزة من قبل مفتشي البيداغوجيا لمرحلة التعليم الابتدائي، فقد أجمع أساتذة على صعوبة الأسئلة المطروحة على التلاميذ في مادة الرياضيات، والتي وردت أيضا طويلة، حيث تسبّبت في إرباكهم وإحباط معنوياتهم، ولم يتمكّنوا بذلك من الإجابة على كافة التمارين نظرا لضيق الوقت، وأكدوا في نفس السياق، على أن معدّي المواضيع لم يتقيّدوا بأسس بناء سؤال موجّه لامتحان “تقييمي”، حيث أن مضمون المواضيع لم يتطابق إطلاقا مع الحجم الساعي المخصّص للاختبار، على حد تعبيرهم.
أما بخصوص اللغة العربية، والتي برمجت في اليوم الأول من امتحان “السانكيام الجديد”، أوضحت مصادر “الشروق”، وبناء على تقييم أساتذة الاختصاص، بأن المادة التعليمية، قد تحولت من مادة “مدعمة” للتلاميذ ومشجعة لهم على مدار سنوات عديدة، إلى “مسقطة”، وذلك بسبب طبيعة الأسئلة المطروحة، بحيث طغى عليها طابع “الغموض” وعدم الوضوح وتستدعي بذلك التركيز لاستدعاء المكتسبات وتوظيفها بشكل صحيح، في حين وردت أيضا طويلة جدا، الأمر الذي دفع بالتلاميذ إلى هدر وقت طويل في قراءة السند لعدة مرات قبل البدء في الإجابة.
وفي نفس السياق، لفتت مصادرنا إلى أن الأسئلة في مادتي التاريخ واللغة الفرنسية، قد رفعتا من معنويات التلاميذ، وذلك لأنها وردت سهلة وبسيطة وغير معقدة، وفي متناول المترشح المتوسط، إذ وجد عدد كبير منهم سهولة في الإجابة، رغم أن أغلبهم يتخوفون كثيرا من هاتين المادتين.

إجراء “السانكيام” على مرحلتين عملية مرهقة للتلاميذ
وفيما يتعلق بالصيغة الجديدة والتي اعتمدت في الدورة الثانية لـ”السانكيام الجديد”، أكدت ذات المصادر على أن الأساتذة قد انتقدوا عملية إخضاع التلاميذ لعدة أنماط وصيغ من التقييمات في آن واحد، ويتعلق الأمر باختبارات كتابية حسب الميدان، اختبارات شفوية واختبارات أدائية، والتي اختتمت ببرمجة اختبارات كتابية في ست مواد وموحّدة بين خمس مقاطعات بيداغوجية، ولفتوا إلى برمجة الامتحان على مرحلتين اثنتين ووفق عدة محطات، قد أرهق المتعلمين كثيرا، وأضحى “ضاغطا” عليهم.
كما سجل مديرو مدارس ابتدائية عمومية وحتى خاصة، غيابات وسط المترشحين في اليوم الثالث من الامتحان التقييمي، بسبب “صدمة الرياضيات”، بحيث تم الوقوف على تقلص عدد الحضور، مقارنة باليومين الأوليين، اللذان شهدا حضورا قويا للتلاميذ، الراغبين في تعويد أنفسهم على أجواء الامتحانات المدرسية الرسمية.
مقابل ذلك، استحسن أولياء الأمور قرار وزارة التربية الوطنية، والقاضي باجتياز أبنائهم للتقييمات الكتابية المشتركة بمدارسهم الابتدائية، من دون نقلهم إلى مؤسسات تربوية أخرى، بحيث أثّر الإجراء بشكل إيجابي على نفسيتهم ورفع معنوياتهم، في حين أن مدارس أخرى وبرغم أن أفعالها تدخل في خانة “المعزولة”، إلا أنها قد تورطت في تسريب أجوبة الامتحان للتلاميذ، ولم تحقق بذلك عامل الإنصاف بين جميع الممتحنين.
وهو الأمر الذي يستوجب التدخل السريع لمصالح وزارة التربية الوطنية المختصة، لأجل اتخاذ الإجراءات والتدابير القانونية المناسبة واللازمة، ضد المتورطين في ممارسة الغش، ومخالفة قوانين الجمهورية ساري العمل بها.

تسخير موارد مادية ومالية هامة لإنجاح عملية طبع المواضيع
أما في الشق المادي والمالي، فقد أشارت المصادر نفسها إلى أن الوصاية ومن خلال مصالحها المختصة، جنّدت إمكانيات هامة وخصّصت موارد مالية معتبرة، لأجل إنجاح امتحان “السانكيام الجديد” في دورته الثانية، بحيث تم توفير آلات النسخ والطباعة بشكل كاف، في حين قد بادرت عديد المتوسطات الموزعة وطنيا بتسخير جميع وسائلها وتجهيزاتها، ووضعها بذلك تحت تصرف المدارس الابتدائية، لتسهيل مهمة طباعة مواضيع الامتحان.
واستخلاصا لما سلف، لفتت ذات المصادر إلى أن الدورة الأولى لـ”السانكيام الجديد”، قد برمجت فعلا في فترة طويلة قاربت الشهر، في حين أن مضامين المواضيع والتي طرحت، آنذاك، قد وردت مناسبة جدا للمستوى الدراسي الفعلي للمتعلمين، في حين أن امتحان هذه الدورة، قد أجري في ثلاثة أيام فقط، وهو الأمر الذي استحسنه جميع أفراد الجماعة التربوية، غير أن الأسئلة جاءت صعبة جدا ومربكة لعدد كبير من الممتحنين، خاصة في مادتي اللغة العربية والرياضيات.

مقالات ذات صلة