جواهر
عندما يحصل تبادل في الأدوار وتستلم المرأة زمام الحكم:

الزوج النعامة والزوجة اللبؤة!

جواهر الشروق
  • 10988
  • 16
ح.م

أين يمككنا تصنيف الزوج المستكين “المسكين” الذي أشهرت زوجته في وجهه البطاقة الحمراء وطردته خارج “ملعب” الحياة الزوجية؟ وأين يمككنا تصنيف الزوجة التي استأثرت بجميع القرارات واستلمت مهام “رئيس الحكومة” ولم تترك لزوجها من المسؤوليات إلاّ الفتات؟.

لو قذفنا هذين السؤالين إلى المجتمع لتلقينا إجابة سريعة وحاسمة يحفّها الاستياء والتذمر وتنبعث منها رائحة”الدخان” مفادها أن الرجل تنازل عن رجولته لزوجته، وأن الزوجة تنازلت لزوجها عن أنوثتها تحت تصفيقات الجمعيات النسائية التي تدعو إلى تبادل الأدوار على هذا النحو.

إلى الخلف در

قد تبدو الإجابة الحقيقية على هذين السؤالين غير بعيدة عن هذا التصور، و لكن بصيغة أخرى، فالرجل بما تعنيه هذه الكلمة من قوامة وسلطة كلما تراجع خطوة إلى الوراء تقدمت المرأة خطوة إلى الأمام ومتى انسحب الزوج من مكانه وتوارى عن الأنظار، قفزت الزوجة إلى مكانه مالئة الفراغ وفق ما تمليه سنن الطبيعة التي تأبى الفراغ، وشيئا فشيئا يحدث تبادل نسبي للأدوار لا يبدو مؤثرا على العلاقة الطبيعية بين الرجل والمرأة في بداية الأمر، ولكنه إذا تجاوز حدود اللياقة والأصول انقلبت الأدوار على رأسها كليا وأمسكت المرأة بزمام الأمور جميعها وحتى بزمام زوجها الذي يصبح حينها جنديا في “كتيبة” زوجته التي لن تقبل أن يكسر أوامرها أو يقولها لها “لا” طالما أنها أحدثت “انقلابا” في سلطته، ومن هنا نفهم لماذا يصل الحد ببعض الزوجات إلى ضرب أزواجهن ب ” الشبشب” والمزهرية وعمود المكنسة، وفي هذا الصدد كشفت دراسة حديثة أن نحو 20 بالمائة من النساء اعتدين على أزواجهن بالضرب بسبب عصيان أوامرهن، فيما اعترف 38 بالمائة من الأزواج أنهم تعرضوا للعنف من طرف زوجاتهم من خلال سبر للآراء أجرته إحدى الصحف العربية.

الزوج “الطفل” و الزوجة “الأم”

يرجع علماء النفس ظاهرة سيطرة الزوجة على الزوج إلى عدة عوامل أساسية أهمها ضعف شخصية الزوج، إلاّ أن هذا يعني بالضرورة أن الزوجة تتمتع بالشخصية القوية، وإنما لأنها تلقت تكوينا في طفولتها أقرب ما يكون إلى الطبيعية الذكورية أو بسبب خلل غير معروف، فتولد الفتاة بتكوين فزيولوجي هرموني كامل وتنمو كامرأة عادية ولكنها تحمل داخلها تكوين رجل فتصبح مؤهلة لأداء دوره باقتحامها كل مجالاته ويكون ذلك على حساب دورها كأنثى، ويساهم الزوج بدوره في تفشي هذه الظاهرة عندما لا يكون مؤهلا لأداء دوره كرجل وذلك لخلل في شخصيته يطلق عليها علم النفس “التوحد”، أي أن الزوج يتعامل مع زوجته كما لو أنها أمه فيعود إلى أيام الطفولة البريئة ويخشى أن يخطئ في أمر ما فيكون العقاب نصيبه، ويجمع علماء النفس على أن هذا الرجل لم يفطم على العلاقة الأبوية، أي أنه ما يزال يعتبر نفسه طفلا ولذلك لا تجد زوجته حرجا في تأديبه وإهانته أمام الناس لأنها مقتنعة بدور “الأم” الذي تمارسه مع زوجها.

تفكك الأسرة

أول من يتأثر بهذه العلاقة غير الطبيعية بين الزوج و الزوجة هم الأطفال الذين ينشأون نشأة مضطربة من شأنها أن تؤثر على حياتهم و طريقة تعاملهم مع الطرف الآخر في المستقبل ومن غير المستبعد أن يكرروا نفس الخطأ، لذلك من الضرورة بمكان أن يتم إعادة تأهيل المرأة والرجل على السواء، ليصبح الرجل رجلا، والمرأة امرأة دون أن “يسطو” أحدهما على دور الآخر، أو يتحول الزوج إلى نعامة و تتحول الزوجة إلى لبؤة مفترسة.

مقالات ذات صلة