جواهر
استشاريون أسريون يكشفون:

“الزوجة الثانية” ليست جانية على ضرتها فقط بل ضحية أيضا

سمية سعادة
  • 8439
  • 8

يطلق عليها” خرّابة البيوت”، “خطّافة الرجال”، تلك هي الزوجة الثانية التي تستدرج الرجل المتزوج إلى شباكها في اللحظة المناسبة.

وقد استطاعت الأفلام والمسلسلات التلفزيونية أن تغذي هذه الفكرة وتمنحها صوتا قويا في المجتمعات العربية عامة، والمجتمع الجزائري خاصة.

ففي أي مكان، وتحت أي ظروف، لا يأتي الحديث عن الزوجة الثانية إلا وتُستدعى كل المفردات والألفاظ الجارحة، والاتهامات المعممة التي لا تراعي الأسباب والظروف التي تم فيها هذا الزواج.

وفي ظل هذه النظرة القاسية للمجتمع، تحتفظ الزوجة الثانية لنفسها بالعديد من المبررات التي تراها مقنعة وقوية، غير أنها لا تستطيع أن تعلنها على الملأ لأنها لن تجد من يصغي إليها، فتتصرف وفق الوصف الذي أطلق عليها.

مونيا، هو اسم مستعار لسيدة لا ترغب في أن تذكر اسمها الحقيقي لأن زوجها يريدها أن تعيش في الظل، وأن تتكتم على السر”الخطير” المتمثل في زواجه منها دون علم زوجته الأولى التي تعيش في بحبوحة مع أولادها لأن زوجها مقاول كبير.

اقتنعت مونيا بالزواج من رجل يكبرها بسنوات كثيرة بسبب ظروفها الاجتماعية السيئة، حيث مات والدها وبقيت تعيش تحت سيطرة إخوتها الذكور.

وافقت محدثتنا أن تتزوج بالفاتحة دون عقد مدني استجابة لرغبة زوجها الذي وفر لها مسكنا أنيقا، إلاّ أنه حرمها من الإنجاب وهددها بالانفصال لو أنها حاولت إخبار زوجته بطريقة ما لأنها تعرفها.

أمضت مونيا الأشهر الأولى في سعادة تامة، رغم أنها كانت تعيش بمفردها لأن زوجها لا يزورها إلا قليلا وفي وضح النهار حتى لا تشعر زوجته بغيابه.

وبعد مرور سنوات على الزواج، بدأت مونيا تلح على الإنجاب، لكنها وجدت وجها آخر من زوجها الذي هدّدها بالطلاق، وبدأ يعدّد لها صفات زوجته الأولى التي أخبرها أنه لا يطيق الابتعاد عنها وأنها لا تساوي شيئا أمامها.

اضطرت مونيا أن ترضى بالظروف التي تعيش فيها لأنها لا تملك حلا آخر، خاصة وأنها لا تملك عقدا مدنيا يبرر زواجها.

وتقول سيدة أخرى تحفظت على ذكر اسمها أيضا، إنها الزوجة ثانية لرجل منحها السعادة في بداية زواجها مع أنه لا يزورها إلا مرة واحدة في الأسبوع في بيت أهلها حيث تقيم.

لم تستمر هذه السعادة في حياة هذه السيدة كثيرا، لأن ضرتها بدأت تشك في تصرفات زوجها ما أثّر سلبا على حياتها الزوجية، وجعلها تتعرض لنوبات من الغضب الأمر الذي تسبب في إجهاضها أكثر من مرة.

وبعد سنوات من الزواج، ندمت هذه السيدة لأنها تزوجت من رجل لا يملك قرار نفسه، وكلما طلبت منه الإعلان عن زواجهما هدّدها بالطلاق.

ضحية أيضا

ينظر المستشارون الأسريون إلى الزوجة الثانية على أنها امرأة جانية ومجني عليها في نفس الوقت بسبب التضييق الذي تعيشه من طرف زوجها الذي يحاول أن يحافظ على استقرار بيته الأول على حساب مشاعرها.

فالمرأة الثانية في نظرهم، لا تحظى بزوج كامل بل بنصف زوج، يعطى معظم اهتمامه لزوجته الأولى وأبنائه، بل يعتبر زوجته الثانية مجرد محطة للاستراحة.

كما يتعين على الزوجة الثانية قبل الزواج أن توافق على شروط قاسية من شأنها أن تحرمها من هدفها الأول من الأزواج وهو الإنجاب، وقد تستجيب الزوجة لرغبة الزوج في البداية أملا في إقناعه مع مرور الوقت، غير أن محاولاتها تبوء بالفشل ناهيك عن إمكانية تعرضها للطلاق في حالة إلحاحها.

ومن المحتمل جدا أن يحن الزوج لزوجته الأولى خاصة عندما لا يجد في الثانية الخصال والصفات الحميدة التي تتمتع بها الأولى، وأي محاولة للمقارنة بين الاثنتين من شأنها أن تصب في مصلحة الزوجة الأولى.

ويحذر الاستشاريون الأسريون الزوجة الثانية من أنها قد تواجه نفس مصير الزوجة الأولى، فتصبح الثانية بعد الثالثة والرابعة وربما يحاول الزوج أن يتخلص من ثقل المسؤولية فيتخلص منها في لحظة ضعف ويطوي صفحته معها.

مقالات ذات صلة