الرياضيات.. النقطة السوداء في بكالوريا 2022

أحدث اختبار مادة الرياضيات في امتحان شهادة البكالوريا، حالة استثنائية وسط المترشحين العلميين والتقنيين، بسبب صعوبة الأسئلة التي شكلت لهم “صدمة”، ودفعت بالبعض منهم إلى التفكير في التخلي عن الامتحان لولا تدخل مستشاري التوجيه المدرسي المهني، في حين استقبلت مراكز التجميع للإغفال محاضر عن حالات غش فاقت بأحد المراكز أزيد من 300 محضر.

وتميزت دورة البكالوريا، بتسجيل سهولة في أغلب المواضيع لمختلف الشعب الأدبية والعلمية والتقنية، وذلك يعود إلى احترام مقاييس ومعايير بناء الأسئلة، إذ تمت مراعاة مستوى المترشح المتوسط، لتحقيق تكافؤ الفرص بين المترشحين، باستثناء مادة الرياضيات التي وردت مواضيعها صعبة، حسب تصريحات أغلب الممتحنين، بما في ذلك الممتازين الذين طالبوا وزارة التربية بإعادة برمجة الاختبار خوفا من النقطة الإقصائية.

تراجع الغش المتطور وعودة “الحروز”

أرعبت العقوبات الجزائية التي أقرها قانون العقوبات للسنة الثانية على التوالي، المترشحين وتحولت إلى مصدر خوف لفئة الغشاشين، إذ اتضح من خلال تقارير الأساتذة الحراس، غياب الغش المتطور، وعودة الغش التقليدي عبر القصاصات الورقية والتي يصطلح عليها بالعامية “الحروز” وجهاز “البلوتوث”، وهو الأمر الذي أدى إلى إقصاء عدد كبير منهم لمدة تتراوح بين خمس و10 سنوات.

ونقلت مصادر “الشروق” بأن مراكز التجميع للإغفال، استقبلت محاضر عديدة لحالات غش، إذ تم تسجيل بمركز واحد للتجميع للإغفال بثانوية “محمد بن تفتيفة” بولاية البليدة، والذي يستقبل أوراق إجابات المترشحين الواردة إليه من 13ولاية، أزيد من 300 حالة غش باستعمال وسائل تقليدية.

المتعاقدون يقاطعون الحراسة

وقاطع الأساتذة المتعاقدون الحراسة في  شهادة البكالوريا، بسبب مشكل الترسيم، وفي الموضوع، أوضح قويدر يحياوي، الأمين الوطني المكلف بالتنظيم بالنقابة الوطنية لعمال التربية، لـ”الشروق”، أن تقارير “الأسنتيو” وقفت على بداية العودة إلى الطريق الصحيح في تسيير ملف الامتحانات الرسمية لاسيما امتحان شهادة البكالوريا وخلافا للدروات السابقة، قد حققت مبدأ تكافؤ الفرص بين المترشحن لعدة اعتبارات أبرزها، أنها قد جاءت خالية من الأخطاء اللغوية والمعرفية، ولم تخرج عن المقرر الدراسي، وتناولت دروس الفصلين الأول والثاني فقط دون دروس الفصل الثالث، وجاءت في متناول المترشح المتوسط، والدليل أن أغلب الممتحنين استحسنوا طريقة صياغة الأسئلة.

ومن الناحية التنظيمية، أشار المتحدث إلى اختفاء شبه كلي، لظاهرة نشر وتسريب المواضيع المزيفة على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي ظلت تشكل مصدر تشويش على التلاميذ، باستثناء بعض الحالات المعزولة المسجلة في هذه الدورة، داعيا إلى إعادة النظر في امتحان البكالوريا كليا، بدءا بمعالجة الثغرات المسجلة في دليل تسيير الامتحان، وذلك على خلفية إقصاء مترشحة من الامتحان بولاية سطيف بعد تعرضها لوعكة صحية بقاعة الامتحان، من خلال تحديد مصير كل ممتحن يغادر مركز الإجراء لظروف صحية قاهرة، بإقصائه أو بالترخيص له بمواصلة الامتحان شريطة الاستناد إلى نص قانوني واضح وصريح.