الجزائر
دخلاء يستغلون منصات التواصل للاحتيال على بعض التلاميذ

الرقية والحجامة.. ملاذ المقبلين على “الباك” لطرد قلق الامتحان

نادية سليماني
  • 436
  • 0
أرشيف

مع اقتراب امتحان شهادة البكالوريا، يزيد الضغط على أولياء التلاميذ الباحثين عن أي فرصة لضمان تركيز أبنائهم، وجعلهم من الناجحين، ولا حل بعد الدروس الخصوصية سوى التوجه نحو الرقاة والطب البديل.. حالة سيئة يصل إليها الأولياء، فيجدها البعض مصدرا للاسترزاق من خلال الإعلانات في الشوارع وعبر منصات التواصل الاجتماعي عن وجود حجامة خاصة بـ”الباك”، وخلطات أعشاب تقوي التركيز والذاكرة.
إن قلوب الأولياء مُعلّقة وعقولهم مشتتة، فالكل يريد أن يكون ابنه ضمن قائمة الناجحين في البكالوريا، ولذلك يبذل الأولياء كلّ ما بوسعهم للحُصول على وصفة النّجاح المثالية فيجرّبون كل مُتاح.
وفي هذا الصدد، يشهد الإقبال على تلقي دروس الدعم من طرف ممتحني شهادة البكالوريا تزايدا ملحوظا خلال الآونة ألأخيرة، رغم ارتفاع أسعارها، بحيث فاجأنا أحد طلاب البكالوريا من الجزائر العاصمة، عندما أخبرنا أن تلقيه دروس دعم لمدة 3 أشهر في مادة الرياضيات كلفت عائلته 6 ملايين سنتيم..! ومع ذلك أكد عدم استيعابه لدروس الدعم بشكل ممتاز، وسيتلقى دروس دعم أكثر.
ومثل هذه الاعترافات الصادرة من التلاميذ، هي ما يجعل أولياءهم يتخبطون بحثا عن حلول مضمونة للنجاح، ولعل أهمها لدى البعض اللجوء إلى جلسات رقية خاصة بالنجاح مثل ما يصفها بعض الرقاة.

ماء زمزم وخلطات الأعشاب للنجاح
وفي هذا الموضوع، أخبرتنا ليلى، والدة لطفل مقبل على اجتياز امتحان شهادة البكالوريا، بأنها دخلت في رحلة بحث للعثور على أحسن راق لطلاب البكالوريا، قائلة “ابني حضر جيدا للبكالوريا في شعبة العلوم الطبيعية، ومع ذلك تتملكه حالة قلق وذعر كبيرين، جعلت النوم يفارق جفونه، ما جعلني أعتزم أخذه عند راق ليخفف عنه قليلا”.
وسيدة أخرى كشفت بأنها ستشتري قارورات مياه شرب مرقية لابنتها المقبلة على “الباك” بمبلغ 300 دج للواحدة من أحد الرقاة، زيادة على بعض خلطات الأعشاب لزيادة التركيز بمبلغ 1500 دج، وقارورة ماء زمزم بمبلغ 2000دج.
واستغلت بعض الصفحات الإلكترونية، قلق الأولياء بشأن شهادة البكالوريا، وباتت تعرض خلطات وأمورا تدعي أنها تضمن النجاح 100 بالمائة، ومنها صفحات مختصة في الحجامة النبوية، تدعو الطلاب المقبلين على البكالوريا، بالتقرب من مقرها للخضوع إلى جلسات حجامة، تفيد هؤلاء في زيادة التركيز والقضاء على “الخلعة” وبمبلغ “خيالي”، على حد ما كتب في احدى صفحات “الفايسبوك”.
ومن أغرب ما سمعناه، هو لجوء فتيات لوضع الحناء المرقية على اليد التي يكتبن بها للإجابة على أسئلة امتحان البكالوريا، على أمل أن تجلب لهن الحظ حسب توصية أحد الرقاة.
وحتى طلاب ذكور باتوا يستعملون الحناء المرقية، فيما يحمل بعضهم حروزا وطلاسم، يلجأ طلاب آخرون إلى الإفراط في تناول الفيتامينات والمكملات الغذائية دون استشارة طبيب، والتي قد تضرهم أكثر مما تنفعهم أحيانا.

فيتامينات ومكملات وأعشاب مجهولة
وبات ما يعرف بأعشاب الذاكرة مجهولة المكونات، التي يروج لها باعة الأعشاب، تشكل خطرا حقيقيا على متعاطيها، خاصة للمراهقين الذين يضعون نصب أعينهم النجاح في البكالوريا، ولو على حساب صحتهم.
وتعتبر المختصة النفسانية، ليلى بن روان، أن أحسن تحضير أو استعداد للبكالوريا يكون أولا بالإلمام الجيد بجميع الدروس المحدّدة في العتبة بدون استثناء، بعيدا عن المراجعة العشوائية.
والفصل، حسبها، بين الدروس الصعبة والسهلة، واختيار وقت مناسب للمراجعة، بدل الضغط على النفس اثناء الإحساس بالنعاس أو التعب، حيث تبقى أفضل فترة للمراجعة بعد صلاة الفجر.
وأكدت المختصة في تصريح لـ”الشروق”، على ضرورة تلخيص كل درس وكتابة أفكار أساسية عنه لتسهيل عملية الاسترجاع في يوم الامتحان.
وقالت المختصة بن روان، إن على الأولياء تجاهل اللجوء للرقية أو الحجامة أو تناول الأعشاب، لأنها سلوك تكميلي قد يلحق ضررا بالبعض، “وليس أحسن من الاستماع للقرآن الكريم، ورقية انفسنا مع اليقين في الله تعالى لتحقيق النجاح”.

مقالات ذات صلة