الجزائر
 شدد على محاربة الفساد بكل حزم خلال لقائه بلينكن

الرئيس تبون: سأواصل العمل لتمكين المزيد من الشباب وتسليم السلطة لهم

عبد السلام سكية
  • 2248
  • 0
ح.م
جانب من اللقاء

 أكد الرئيس عبد المجيد تبون، أنه ملتزم بتنفيذ كل ما وعد به خلال حملته الانتخابية، قائلا إنه سيواصل العمل “حتى نهاية فترته لتمكين المزيد للشباب، وتسليم السلطة للشباب”.

وتحدث الرئيس تبون عن الإجراءات التي اتخذها لتطهير الساحة السياسية ومن ذلك “إلغاء كل ما يفسد الانتخابات سواء بالمال الفاسد أو التزوير”، خارجيا أكد الرئيس تبون أن تونس الأقرب للجزائر، وأدان المناورات المغربية التي تعمل على زعزع الاستقرار، وحذر من الخطر الذي تشكله ليبيا في ظل الصراع الذي تعرفه.

نشرت الخارجية الأمريكية، فحوى كلام الرئيس عبد المجيد تبون، مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، وذلك قبل اجتماعهما، حيث تحدث تبون أمام ضيف الجزائر، عن الوضع الداخلي وأولوياته وما تحقق منذ وصوله لقصر المرادية في ديسمبر 2019، كما قدم قراءة مستفيضة عن الوضع الإقليمي خاصة “الخلاف” مع المملكة المغربية، والأزمات في ليبيا ومالي والتشاد وتأثيراتها.

وعن الوضع الداخلي والمناخ السياسي والاقتصادي، والوعود التي قدمها الرئيس تبون في حملته الانتخابية والمعروفة بالوعود الـ54، قال “خلال حملتي الرئاسية كنت واضحا جدا، وأنا ملتزم بما كتبته، ونحن نسعى لتحقيقها، لقد عملت وسأواصل العمل، حتى نهاية فترة ولايتي لتمكين المزيد من الشباب، وتسليم السلطة للشباب، ألغيت كل ما يشوه الانتخابات سواء بالمال أو التزوير وما إلى ذلك”.

 وأكد الرئيس في حديثه عن المواعيد الانتخابية التي شهدتها الجزائر بداية برئاسيات 12 ديسمبر 2019،  وبعدها التشريعية ومن ثم المحلية، أنه لم يقل أحد سواء من المعارضة أو غيرها إنها مزورة، وتحدث عن إتاحة الفرصة للشباب لدخول المعترك السياسي، وذكر في هذا الخصوص “يمكننا إدخال الكثير من الشباب إلى المجالس المحلي حتى يتعلموا كيفية التشريع وكيف تعمل السياسة، لقد شجعنا الكثير من الشباب على الترشح لإدارة المجالس المحلية والولائية”.

 من النماذج الشبابية التي توقف عندها الرئيس، الوزير المنتدب لدى الوزير الأول المكلف باقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة ياسين المهدي وليد حيث ورد ذكر الحقيبة الوزارية التي يديرها في حديثه مع بليكين، ونقلت الخارجية الأمريكية “تتمثل الرؤية في أن هذا البلد الشاب، يجب أن يكون مدعومًا من قبل الشباب على الصعيدين السياسي والاقتصادي، ولهذا السبب ندعم الشركات الناشئة، ولدينا وزير صغير جدًا يبلغ من العمر 26 عامًا وهو مسؤول عن الشركات الناشئة ويقوم بعمل رائع”.

 قانون استثمار جاهز بعد شهر وسيضع حدا للأوليغارشية

 في الجانب الاقتصادي، كشف الرئيس أنه أعطى  تعليمات ليكون قانون الاستثمار جاهزا في غضون شهر أو شهر ونصف، وسيتضمن القانون ما من شأنه إبعاد “الأوليغارشية” التي كانت متحكمة في دواليب الاقتصاد سابقا، على حد تعبير الرئيس.

 وتوقف تبون في أكثر من مرة للتأكيد على عزمه محاربة الفساد ووقف تهريب الأموال، دون هوادة، وأبلغ بلينكن “نحارب بكل ما يلزم من طاقة ضد الفساد وكل ما يلوث بلادنا ويحول أموال البلاد، فيما كان يمكن أن يتجه نحو الناس ونحو تنمية هذا البلد، نواصل القتال من هذا القبيل”، وفي موضع آخر “نحن البلد الوحيد الذي يتميز بالديناميكية في محاربة الفساد”،  مع مع إشارته إلى الترسانة القانونية التي جعلت المال الفساد بعيدا عن الانتخابات والعلمية السياسية.

 أسطول جوي وبحري جزائري وإنتاج 30 مليون من من الحبوب

 ووضع الرئيس تبون المسؤول الأمريكي الرفيع في إدارة الرئيس جو بايدن، في صورة المشاريع الاقتصادية الجاري التخطيط لها، ومن ذلك الوصول إلى إنتاج 30 مليون طن من الحبوب، يمكن تصدير 21 مليون طن /الاكتفاء الذاتي 9 مليون/، وتأسيس أسطول بحري وجوي جزائري، إضافة إلى مد خط السكك الحديدية إلى مالي والنيجر.

 على الصعيد الإقليمي، وجه الرئيس تبون، خلال كلمته أمام وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، جملة من الاتهامات للمغرب واصفا المملكة بالبلد الذي بالسعي إلى التوسع على حساب جيرانه.

 كل حدونا مشتعلة وعلاقاتنا وثيقة مع تونس

 وقال “نحن محاطون بدول لا تشبهنا كثيراً باستثناء تونس، لهذا السبب لدينا علاقات وثيقة للغاية مع تونس، لأن لدينا أوجه تشابه في العديد من المجالات”،  وتابع “كل حدودنا مشتعلة: ليبيا ومنطقة الساحل بأسرها مثل تشاد وبوركينا فاسو ومالي والنيجر، وحتى موريتانيا ليست بتلك القوة، وفي الجوار لدينا المملكة المغربية حيث شهدت علاقاتنا دائمًا تقلبات معها منذ استقلالنا وليس بسبب قضية الصحراء الغربية”.

 الجزائريون لن ينسوا محاولة المغرب احتلالنا بعد الاستقلال

 وشدد وهو يتحدث عن المغرب “بالنسبة للمغرب والجزائر هناك نوعان من العقليات، وطريقتان لرؤية الأشياء، نحن نحترم جميع الأشخاص، نحترم حدود الأشخاص بينما هم يريدون التوسع، وأنت تعلم أنه لم ينس أحد ولن ينسى أي جزائري أن المغرب هاجمنا عام 1963، وفي ذلك الوقت لم يكن لدينا حتى جيش نظامي، وقد هاجمونا بالقوات الخاصة والمروحيات والطائرات، وسقط 850 ضحية جزائري، كانوا يهدفون إلى أخذ جزء من أراضينا”، وأضاف “في وقت لاحق رفضوا الاعتراف باستقلال موريتانيا منذ عام 1960، عندما كانت موريتانيا عضوا في الأمم المتحدة، وكان لها سفراء خاصون بها، لكن المغرب كانت لديه مطالب إقليمية في موريتانيا، وكان عليهم الانتظار حتى عام 1972 عندما وافق الملك المغربي على مصافحة الرئيس الموريتاني الذي اعترف به بعد 12 عامًا من استقلال موريتانيا”.

وأكمل بالقول “خلال تلك السنوات الـ 12، كان لدى الحكومة المغربية وزير للأراضي الموريتانية، و بعد ذلك جاءت قضية الصحراء، لكن ما ينبغي معرفته أن التوترات بين المغرب والجزائر كانت قائمة حتى قبل تفجر النزاع عام 1975”.

 المغرب يريد زعزعة استقرار الجزائر

 وأكد الرئيس تبون أنه ليست لدى الجزائر أطماع في الصحراء، مضيفا “إنها مشكلتهم، لقد أرادوا دائمًا زعزعة استقرار الجزائر، ولا أعرف سبب ذلك، على الرغم من أننا كنا نحمي المغرب دائمًا، وليس من الطبيعي أن تظل الحدود بين البلدين مغلقة”.

وأكمل بالقول “موقفنا تجاه الصحراء الغربية – وليس تجاه المغرب – والجميع يعلم أن هذا كان دائمًا نهجنا، مثل تجاه تيمور الشرقية، فعلى سبيل المثال، انتهى بنا المطاف بإقناع أصدقائنا الإندونيسيين الذين تربطنا بهم علاقة قوية للاعتراف بتيمور الشرقية ومنحها الاستقلال، ونفس الأمر مع جزر القمر”، واسترسل “الجزائر بذلت كل الجهود الدبلوماسية لتدمير نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا، وعندما أُطلق سراح نيلسون مانديلا من السجن وسقط نظام الفصل العنصري، أقامنا تحالفًا قويًا بين بريتوريا والجزائر، لذلك هذا ليس جديدا بالنسبة لنا، ولا يتعلق الأمر بالصحراء الغربية فقط، لقد كان هذا هو نهجنا دائمًا”.

 التعامل مع القضية الصحراوية والفلسطينية على قدم المساواة

 وأضاف “لقد تعاملنا على الدوام مع قضية الصحراء الغربية والقضية الفلسطينية على قدم المساواة، أما بخصوص القضية الفلسطينية، فإن الموقف الجزائري لم يتغير، لقد تم اتخاذ قرار في الجامعة العربية بالتوصل إلى سلام مع إسرائيل –يشير إلى القمة العربية ببيروت لسنة 2002، وأن تعترف إسرائيل بدولة فلسطين، وهذا ما نتبعه في الوقت الحالي، المشكلة الوحيدة التي لدينا هي فلسطين ولا شيء آخر على الإطلاق”.

 نرفض تواجد المرتزقة وليبيا ساحة صراع إقليمي

 وعرج الرئيس تبون في حديثه مع بلينكين، إلى الأزمة ليبيا، مؤكدا الموقف الثابت للجزائر من المرتزقة، وقال “نحن ضد وجود كل المرتزقة أيا كانوا، نحن لا نقبلهم في أي مكان بالقرب من حدودنا. لقد فعلنا كل شيء حتى تسنح الفرصة لأشقائنا وأخواتنا الليبيين للتعبير عن أنفسهم”.

ونبه الرئيس إلى أن ليبيا قد تحولت إلى ساحة حرب إقليمية وقودها أطراف ليبيا، وقال “أسوأ ما في الأمر هو أنه في ليبيا هناك قوى تخوض الحروب بالوكالة… ما يعني أن الحل في مكان آخر، في رأيي، يمكن أن يكون من خلال الأمم المتحدة”.

 

مقالات ذات صلة