-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
المحامية فهيمة ابنة عبد الحميد كرمالي:

الرئيس الشاذلي قال لوالدي لقد جنبت الجزائر بركانا حقيقيا

صالح سعودي
  • 13661
  • 0
الرئيس الشاذلي قال لوالدي لقد جنبت الجزائر بركانا حقيقيا

تتحدث المحامية فهيمة كرمالي، في هذا الحوار الذي خصت به مجلة “الشروق العربي”، عن العديد من الأسرار التي ميزت سيرة ومسيرة والدها الشيخ عبد الحميد كرمالي رحمه الله، وتعود بكثير من الإسهاب إلى عوامل نجاحه في تتويج المنتخب الوطني بلقب كأس إفريقيا عام 1990، كما تتحدث عن فلسفة شيخ المدربين في حياته وطريقة تعامله مع أموره المهنية والعائلية، وتأسفت المحامية فهيمة كرمالي على التهميش الذي تعرض له والدها بعد عامين فقط على وفاقته، خصوصا على الصعيد الرسمي، منوهة في الوقت نفسه بالاحترام الذي تكنه الجماهير الكروية لوالدها رحمه الله.

مرت سنتان على وفاة الشيخ عبد الحميد كرمالي، فكيف هي أجواء عائلته الصغيرة؟

الأمور عادية،صحيح أننا افتقدنا كثيرا الشيخ الذي يتصف بالحيوية وطيبة القلب وحسن التواصل مع الجميع، لكن ما يهم أكثر هو أنه لا يزال في ذاكرة محبيه من المواطنين البسطاء، وكل الذين يعرفون قيمته، وقيمة الخدمات التي قدمها للكرة الجزائرية طيلة مسيرته، سواء لاعبا أو مدربا أو مربيا.

هل يمكن أن تصفي لنا أبرز مميزات الشيخ كرمالي رحمه الله؟

لا يمكن أن أحصرها في هذا المقام، لكن ما يمكن قوله إنه لم يكن ديكتاتوريا، فقد كان كثير التواصل مع أهله وأبنائه، وكان يترك لنا حرية اتخاذ القرار في مختلف المسائل التي تخص يومياتنا أو مستقبلنا، مثل الدراسة والزواج أو أي شيء من هذا القبيل، وكانت فلسفته في التعامل مع أمور العائلة مثل تعامله مع اللاعبين، حيث لديه منهجية فعالة، يعرف كيف ومتى يتكلم ويسعى إلى تسوية أي مشكل يطرح في حينه، والشيء الأهم في كل هذا هو أن الوالد رحمه الله يتصف بالتواضع، ما رفع من قيمته لدى الجميع، سواء في العائلة أو وسط الأنصار والجماهير الكروية. الشيخ ترك أثرا إيجابيا ولا يمكن لأحد أن يعوض مكانته.

ما هي الجوانب التي يمكنأن يؤاخذعليهافي مسيرته الكروية، حتى ولو تم ذلك بصفة اضطرارية؟

ربما الإشكال الذي كان يطرح، هو أنه فرّط كثيرا في أمور العائلة، وهو ما لمسه في السنوات الأخيرة من حياته، حيث اقتنع بأن كرة القدم جعلته بعيدا عن محيطه الأسرة، ولم يفق لكبر أبنائه، ولم يلمس نجاحاتهم في حينها، “الله غالب”، فمهنته فرضت عليه ذلك، وهنا أقول لك إنه أثناء نهائيات كأس إفريقيا للأمم عام 1990 لم نره لمدة شهرين كاملين، وهذا في غمرة التحضيرات الجارية، وتركيزه العميق من أجل إهداء الجزائر لقبا إفريقيا غاليا تفتخر به، حدث ذلك أثناء مأدبة غداء أقامها الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد.

أكيد أن هذا اللقب كان له أثر إيجابي على الجميع، فكيف لمست ذلك في كلام والدك؟

هذا صحيح، خصوصا أن ذلك تزامن مع فترة صعبة مرت بها الجزائر، بعد أحداث أكتوبر 88، وفي أحد لقاءاته بالرئيس الراحل الشاذلي بن جديد، قاله له بصريح العبارة، لقد جنبت الجزائر بركانا حقيقيا، وأهديت الوطن لقبا غاليا.

كيف كان شعوره وهو يهدي اللقب الإفريقي للجزائر لأول مرة في تاريخ الكرة الجزائرية؟

هذا الإنجاز يصنف ضمن 3 أمنيات أراد الشيخ كرمالي رحمه الله أن يحققها في حياته، والحمد لله أنه وفق في ذلك بسبب جديته وروح المسؤولية التي اتصف بها، إضافة إلى الجهود الكثيرة التي بذلها منذ توليه مهمة العارضة الفنية للمنتخب الوطني أثناء لقاء العودة أمام مصر لحساب تصفيات مونديال 90.

ما هما أمنيتاه الأخريان؟

خوض غمار الاحتراف، وهو ما تحقق في عز مسيرته الكروية كلاعب، وفي نفس الوقت تمنى أن يلبي نداء الواجب الوطني، وهو ما تجسد أثناء تأسيس فريق جبهة التحرير الوطني، حيث كان من ضمن اللاعبين العشرة الذين غادروا فرنسا، وتنقلوا مباشرة إلى تونس، حدث ذلك رغم الإغراءات المادية، حيث  فضل نداء جبهة التحرير الوطني، هذه هي الأمنيات الثلاث التي أراد تجسيدها ووفقه الله في تحقيقها.

 ما هي أبرز خصوصيات كرمالي من الناحية المهنية حسب رأيك؟

كرمالي كان يخلص لعمله، بدليل أنه ترك بصمات إيجابية مع الأندية التي أشرف عليها، فهو مرن مع الجميع، لكنه صارم في قراراته، حيثيتحمل مسؤولية خياراته الفنية، ويرفض أن يتدخل أحد في عمله. والدليل على ذلك حجم الإنجازات التي حققها، كما أنه يعرف كيف يحفز لاعبيه نفسيا، ففي نهائيات “كان 90” قال للاعبين “لا تفكروا في المنح والأموال، ولكن فكروا في كيفية الحصول على اللقب الإفريقي حتى نهديه للجزائر”، وهو من بين أسرار تألق المنتخب الوطني للأواسط نهاية السبعينات، وكذا حصول “الخضر” على الكأس الآفرو آسيوية وغيرها من الإنجازات المحققة.

 بعد مضي سنتين عن رحيله، هل ترين أن السلطات تذكرت الشيخ كرمالي؟

الخلاصة التي خرجت بها، هي أن أي شخص يتحلى بالوطنية لا يأخذ حقه في هذا الوطن، وحتى لا أظلم أحدا أقول بصراحة إن الشيخ لم يأخذ حقه موازاة مع مسيرته لمدة أكثر من 60 سنة في الملاعب،للأسف في الجزائر ينجح الذين ينهبون وليس المخلصين والأوفياء، ورغم ذلك فإن كرمالي ترك كلاما مهما، حيث كان يقول لنا “أنا مديت بلا مزيتي.. هاذي بلادي تستاهلنمدلها أكثر وأكثر”.

 نفهم من كلامك أنه لا أحد تذكره في ذكرى رحيله؟

كما قلت لك في البداية، تذكره المواطنون البسطاء ومحبوه بصدق، ما عدا ذلك، فإن الجهات الرسمية لم تتذكره، قيل لي إن الأنصار علقوا راية في ملعب 8 ماي خلال مباراة وفاق سطيف أمام شبيبة القبائل، لكن هذا غير كاف، أريد أن يتم تذكره بمشاريع وإنجازات رياضية، ويتم تدوين اسمه على ملعب أو مرفق رياضي حتى يبقى راسخا في الذاكرة الرياضية والوطنية.

 علمنا أن القائمين على مركز مستشفى السرطان لم يوجهوا الدعوة لعائلته رغم أن الشيخ كرمالي ساهم في إنجاز هذا المرفق؟

هذا المركزأثر علينا كثيرا، وسيبقى نقطة سواء في أنفسنا، كرمالي سعى إلى إنجاز هذا المركز خلال حفل الاعتزال الذي نظم على شرفه، وفضل أن يخصص المداخيل لهذا الغرض (280 مليون) بعدما لاحظ الوضعية الصعبة لمرافقي المرضى الذين ينامون على الأرض ودون أفرشة وفي ظروف صعبة، هو قام بذلك لوجه الله، وقام بجهود مع العديد من النجوم الكروية والرياضية، إضافة إلى اتصاله الحثيث مع الولاية، لكن السلطات في الأخير وجهت الدعوة إلى الجميع ونسيت عائلة كرمالي التي سمعت بخبر تدشين المركز عبر الصحف فقط.

كيف هي أحوال عائلة كرمالي المادية حاليا؟

نحمد الله،حالنا مثل حال أغلب الجزائريين، فعائلة كرمالي تعيش من منحة تقاعد الشيخ الخاصة بوزارة المجاهدين وكذا سوناطراك بحكم أنه كان إطارا في هذه المؤسسة.

 هل فكرت في إنجاز مذكرات عن سيرة ومسيرة الرجل؟

فكرت جديا في ذلك، وجمعت المعطيات اللازمة، لكن في كل مرة أتلقى مستجدات، واقتنعت في النهاية أنه يصعب حصر مسيرة 60 سنة في الملاعب لمدرب قدم الكثير وحقق إنجازات كبيرة ويصعب ضبطها بسهولة.

 الشيخ كانت له مكتبة، فهل كان ناجحا في التجارة؟

بالعكس خسر فيها، والأكثر من هذا وقع في دين يقدر بمليار سنتيم، فالشيخ كرمالي ليست له علاقة بالتجارة، لأن المكتبة تركها لبعض معارفه، لكن للأسف لم يتكفلوا بها بشكل جيد، في الوقت الذي لم يتسن لأبنائه تولي هذه المهمة (5 بنات وذكران)، كما فتح مطعما ووقع له نفس المشكل، ما اضطره إلى غلقه.

هل يمكن أن تصفي حالة أخيك الذي يعاني من متاعب صحية؟

أخي تعرض إلى انهيار بسبب حادث وقع له، وقد رفعت حينها دعوى قضائية لدى النائب العام لدى مجلس قضاء سطيف، وراسلت المدير الوطني للأمن الهامل، لكن لا شيء حدث، بدليل أنه لم يتم القبض على المتسبب في الحادث.

يبدو أن أبناء كرمالي صغار في السن، فهل سبق للشيخ أن تزوج وكون أسرة قبل ذلك؟

كرمالي تزوج أثناء وجوده في فرنسا، خلال مسيرته الاحترافية كلاعب، وتنقلت معه إلى ليون، وأثناء تلقيه نداء جبهة التحرير الوطني، طلبت منه زوجته رفقة والديه البقاء مقابل حمايته، إلا أنه فضل المغادرة، في الوقت الذي فضل بعض زملائه اللاعبين التنقل مرفوقين بزوجاتهم، إلا أنه اعتذر لها وغادر التراب الفرنسي بمفرده مفضلا فتح صفحة جديدة، وحين وصل إلى تونس طلب منها الطلاق، وهو ما حدث.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
  • أحمد

    لا للتغليط. هو ساهم مع جمعية النور في بناء دار الصبر وليس مركز مكافحة السرطان