-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
تسابق نحو التسجيل في مدارس إلكترونية خاصة

الدروس الخصوصية عبر “الزوم” تفتح شهية الأساتذة مع بداية الموسم

وهيبة سليماني
  • 1826
  • 0
الدروس الخصوصية عبر “الزوم” تفتح شهية الأساتذة مع بداية الموسم

فتحت تقنية “الزوم”، شهية التعليم عن بعد، وباتت فرصة للأساتذة لربح مصاريف إضافية خارج الراتب الشهري الذي لم يعد يكفي لسد حاجيات ضرورية في الحياة، بل إن الكثير من التلاميذ ورغم المبلغ الذي يدفع للتعلم عبر “الزوم”، استحسنوا التواصل مع بعض أساتذتهم خارج القسم، إلكترونيا بالصوت والصورة، للفهم أكثر واستيعاب دروس في غاية الأهمية.
وانتشرت مؤخرا بعض المدارس الخاصة الإلكترونية، تستقطب أساتذة من المتوسط والثانوي لتقديم دروس عبر الزوم في الرياضيات والفيزياء والإنجليزية، وغيرها من المواد التي يحتاجها التلاميذ الذين لا يستوعبونها في القسم داخل المدارس التعليمية الرسمية.

أسعار تتجاوز 2000 دج للحصة
وتنشر بعض المواقع التعليمية الجزائرية الخاصة بالتعليم عن بعد، أسعار حصص الدرس، التي تناهز في الغالب 2000 دج، وتتجاوز ذلك أحيانا، وتعطي هذه المواقع أهمية أكثر للرياضيات والفيزياء والكيمياء واللغة الإنجليزية.
وقالت في السياق، الأستاذة “ب. أ” من ثانوية بالعاصمة، تقدم دروسا خصوصية عبر “الزوم”، إن أسعار هذه السنة قد تزيد عن 2000 دج للحصة، موضحة أن الطلب على التعليم عن طريق “الزوم”، توسّع إلى الكثير من العائلات التي باتت تهتم كثيرا بنجاح أبنائها.
كما أكد عبد القادر سايجي، أستاذ في الرياضيات، أن هذه المادة يعتمد عليها كثيرا في الأقسام العلمية وفي الامتحانات الرسمية، ويتخوف بعض التلاميذ من امتحانها، الأمر الذي رفع من أهمية الدروس عبر الزوم.
وقال: “إني أعتقد أنّ التوافد على الدروس الخصوصية عبر الزوم سيشهد انتعاشا هذه السنة، بل إنّ الدروس الخصوصية في المستودعات وفي البيوت ستتراجع، ويصبح سهلا على كل أستاذ التواصل خارج المدرسة مع أحد تلاميذه أو بعضهم أو كلّهم عبر تقنية الزوم”.
وكشف بعض الأساتذة عن الأرباح التي قد تحقّقها الدّروس الخصوصية عبر الزوم، حيث تصل شهريا حسب أحدهم، إلى 50 مليون سنتيم، ولكن في المقابل فإن هناك تلاميذ تمكنوا من التفوق في بعض المواد البيداغوجية في المتوسط والثانوية بفضل هذه الدروس.

تقنية الزوم تفتح آفاق التعليم عن بعد للمؤسسات التربوية
وترى في هذا الصّدد، الدكتورة حدّة رحال، أستاذة في الثانوي، وناشطة جمعوية، أنّ تقنية التعليم عبر “الزوم” قد تفتح آفاق التعليم عن بعد داخل الإطار الرسمي، وامتصاص التسرب المدرسي، حيث أكدت أنها قامت بدراسة ميدانية منذ 2004، ووقفت من خلالها على واقع رسوب التلاميذ، وتسربهم من المدرسة، وحسبها، فإن التعليم عن بعد أصبح ضروري في حياة التلاميذ خاصة في ظل اكتظاظ بعض الأقسام.
ودعت الدكتورة حدة بن رحال، وزارة التعليم إلى جعل علاقة مباشرة بين التعليم العادي بكل أطواره، من خلال تحويل التلميذ المطرود مباشرة إلى التعليم عن بعد بدلا من تحويله إلى الحياة المهنية.
وتقترح بأن يكون التسجيل على مستوى الملحقات بسعر رمزي، وتعود بذلك المداخيل للمؤسسة التربوية قصد الاستفادة منها.
وقالت إنّ فتح مراكز تتوفر على تقنيات حديثة ومقرّات لائقة وبوجود خبراء وأساتذة متمكنين، يسمح بتعليم على مستوى عال عبر تقنية “الزوم”، أو عبر صفحات إلكترونية.

انتشار الدروس الخصوصية عبر “الزوم” قد يهدد الانضباط في المدارس
وحول الموضوع، أكد عضو مجلس الأمة، عبد الكريم قريشي، المختص في الشأن التربوي، أنّ التعليم الحضوري ضروري، ولن يحل محله التعليم عن بعد ولو باستعمال الزوم، والتحاور مع الأستاذ مباشرة وطرح الأسئلة عليه، لأن جانب التعايش والاحتكاك بين التلاميذ في القسم والتنافس بينهم حضوريا ، حسبه، له دور نفسي وتربوي.
وقال إنّ هناك عيوبا قد تلحق بالتعليم في ظل انتشار الدروس الخصوصية عبر الزوم، فرغم الاستفادة من الشرح والتفسير الإضافي عبر الانترنت، إلاّ أنّ ذلك قد يفتح مجالا لـ”البزنسة” في الدروس، والضغط على العائلات لتدفع أموالا هي في حاجة لها في ظل تدني القدرة الشرائية، للأساتذة الذين يقدمون دروسا خصوصية لأبنائهم.
وكما أنّ مثل هذه الدروس عبر الزوم، قد تدفع بعض الأساتذة للتهاون والتلاعب في طرق تقديم الدرس داخل الأقسام الرسمية، خاصة حسبه، أن هناك نقصا في المفتشين التعليميين، الذين يلعبون دورا هاما في الوقوف على طرق التعليم الجيد داخل المؤسسات التربوية.
وركّز عضو مجلس الأمة، عبد الكريم قريشي على ضرورة التكوين الجيد للأساتذة أولا، وللمفتشين ثانيا مع زيادة عددهم، وذلك تزامنا مع انتشار الدروس الخصوصية عبر الزوم.
ويرى قريشي، أنّ فكرة توظيف الأساتذة عن طريق عقود تجدّد سنويا، يجب أن تأخذ بعين الاعتبار، حيث يلزم ذلك كل موظفي القطاع بلعب دورهم الحقيقي، وخاصة أثناء تقديم الدروس، ما يرفع من مستوى التلميذ ويدفع بالتعليم في الجزائر إلى آفاق واسعة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!