الجزائر
جائحة كورونا أثّرت على الوضع المالي لكثير من المحسنين

الدخول المدرسي “يحرج” الجمعيات الخيرية!

وهيبة سليماني
  • 1480
  • 0
أرشيف

أماط اقتراب الدخول المدرسي، اللثام عن عجز شريحة واسعة في سد حاجيات أبنائها من الكتب والأدوات المدرسية، وهذا من خلال التهافت على الجمعيات الخيرية، التي وجدت نفسها هي الأخرى عاجزة عن إعانة كل العائلات المسجلة في قوائمها.
وقد أثقل الغلاء كاهل العائلات المحدودة الدخل خاصة من لديها أكثر من طفلين متمدرسين، فالزيادة في بعض الأدوات المدرسية فاقت ثلاثة مرات أسعار السنة الماضية أخلطت أوراق تحضيراتها للدخول المدرسي، فحتى الجمعيات الخيرية التي كانت تعتمد عليها بعض الأسر المعوزة، تأخرت في عمليات جمع وتوزيع هذه الأدوات المدرسية التي يتصدق بها بعض المحسنين، وهي أكثرها من المحافظ والكتب القديمة.
وفي هذا الصدد، أكّد رئيس جمعية “البركة”، الشيخ أحمد ابراهيمي، لـ”الشروق”، أنّ تنامي عدد المحتاجين، وغلاء المعيشة، جعل الجمعيات الخيرية، عاجزة على إعانة الأعداد الهائلة للأسر العاجزة عن شراء الأدوات المدرسية وتعليم أبنائها، حيث رغم سعي جمعيته إلى مساعدة 50 ألف عائلة مع الدخول الاجتماعي، إلا أن الأمر لم يعد سهلا كما ذي قبل.
وأكد الشيخ براهيمي، أن إعانات الجمعية لهذه العائلة تتمثل في توزيع المحافظ، والكتب القديمة التي يتبرع بها المحسنون، موضحا أن تجربته في الميدان الخيري، كشفت له، أن ثلث التلاميذ الذين سيلتحقون بالمدرسة هذه السنة، يحتاجون إلى مساعدة وتبرعات المحسنين.
ودعا الشيخ براهيمي، إلى ضرورة تكاثف الجهود في العمل الخيري، لإنقاذ أطفال بعض العائلات الجزائرية من دوامة تكاليف التعليم، حتى لا يضيعون، حسبه، في الشارع، مشيرا إلى أن عائلة من 7 أطفال يصعب عليها مواجهة تكاليف الدخول المدرسي حتى ولو كانت متوسطة الدخل.

شح التبرعات يضع الجمعيات الخيرية في حيرة
وبحسب الكثير من ممثلي ورؤساء الجمعيات الخيرية، فإن عملية المساعدات الموجهة للعائلات المعوزة والفقيرة واليتامي، مع كل دخول اجتماعي، لم تأت في وقتها هذه المرة، بالنظر إلى شح التبرعات التي يقدمها المحسنون وذوي القلوب الرحيمة، وأمام اتساع قائمة المسجلين عند هذه الجمعيات من الذين لديهم أولوية الاستفادة، فإن التأخر في توزيع الأدوات المدرسية والكتب، وضع العمل الخيري في حرج.
وفي هذا السياق، قال رئيس جمعية قوافل الخير لرعاية الأرامل واليتامى، طارق بوسكين، إن العمل الخيري أصبح صعبا، حيث أثرت جائحة كورونا، وإجراءاتها، حسبه، على الوضع المالي للكثير من المحسنين، مما أخرهم عن تقديم المساعدات للفقراء والمساكين.
وأوضح، أن الدخول الاجتماعي، سيكون مختلفا هذه المرة، في ظل غلاء أسعار الأدوات المدرسية، وتأخر المساعدات التي تقوم بها الجمعيات الخيرية لبعض العائلات، وعليه فإن جمعيته ترصد عبر خرجات من حين إلى آخر، لمعرفة أسعار الأدوات المدرسية، قبل تحديد قائمة العائلات التي ستستفيد من التبرعات الخاصة بالجمعية.
وأكّد بوسكين أنّ أحد المحسنين، منح جمعية قوافل الخير مبلغا ماليا معتبرا يتمثل في قسيمات شراء أدوات مدرسية، حيث سيستفيد مبدئيا 1000 يتيم من هذه القسيمات، في الوقت الذي سجلت الجمعية 2400 يتيم في أمس الحاجة لإعانة المحسنين مع الدخول الاجتماعي.

جمعية الأيادي البيضاء تدعم ضحايا الحرائق بالأدوات المدرسية
وفي السّياق، أكّد الأستاذ بوزيد شناف، رئيس جمعية الأيادي البيضاء، أنّ التبرعات الخاصة بالأدوات المدرسية والمآزر وجّهت في أغلبها إلى ضحايا حرائق الغابات التي عرفتها مناطق مثل الطارف شرق البلاد، أين تضررت عائلات بأكملها وخاصة منها الفقيرة.
وقال إنّ الدخول المدرسي هذه المرّة تزامن مع ارتفاع واضح في أسعار الأدوات المدرسية والألبسة، وحدوث الكثير من الوقائع التي أدخلت أسرا في دائرة الفقر، مثل الحرائق التي مسّت العديد من سكان المناطق الغابية هذه الصائفة، وهو ما جعل الجمعيات الخيرية تضاعف جهودها، لجمع أكبر عدد من التبرعات قبل الدخول الاجتماعي.
وأفاد الأستاذ بوزيد شناف، بأن الجهود متواصلة لحد الساعة لتلبية حاجيات عائلات فقيرة تواجه مصاريف الدخول المدرسي في عدة ولايات جزائرية، حيث أخذت جمعية الأيادي البيضاء هذه الفترة بعين الاعتبار كمرحلة صعبة يمر بها الكثير من الأولياء الذين لديهم أبناء يدرسون.

الهلال الأحمر يوزّع أكثر من 12 ألف محفظة على أبناء الجنوب وضحايا الحرائق
وضع الهلال الأحمر الجزائر قاعدة بيانات إلكترونية بالتعاون مع الولاة، لمعرفة عدد اليتامى عبر التراب الوطني، قصد منحهم إعانات مالية تزامنا مع المناسبات الدينية والوطنية والدخول المدرسي، وذلك عبر حساب بنكي خاص.
وكشفت ابتسام حملاوي، رئيسة الهلال الأحمر الجزائري في تصريح لـ “الشروق”، عن توزيع 12 ألف و400 محفظة من طرف المكتب الوطني للهلال، على أطفال العائلات المحتاجة المقبلين على الدخول المدرسي، مراعاة لظروفهم المالية في ظل غلاء الأدوات المدرسية، حيث أوضحت أن أغلب هذه المحافظ تضم كل مستلزمات الدراسة بما فيها الكتب.
وتم توزيع هذه المحافظ، حسب حملاوي، على ولايات صحراوية، حيث استفادت منطقة برج باجي مختار من 2400 محفظة، ووزعت في الجلفة، 1500 محفظة، كما استفادت كل من منطقة بني عباس وبشار من 2000 محفظة، واستفادت عائلات في منطقتي عين قزام ومناطق مجاورة من 2500 محفظة، كما وزع الهلال الأحمر الجزائري، 2000 محفظو في تميمون، وادرار.
واستفادت تلاميذ العائلات المحتاجة أيضا في النعامة ومنيعة ومغير وأولاد جلال وعين صالح، في إطار إستراتيجية، إحصاء الأسر التي تقع تحت خط الفقر.
وأكدت حملاوي أن المكاتب الجهوية للهلال الأحمر الجزائري، قامت بدورها في توزيع من 200 إلى 500 محفظة تحوي مختلف الأدوات المدرسية، على عائلات عجزت عن شراء مستلزمات الدراسة لأبنائها، ففي منطقة تيزي وزو، وزعت 300 محفظة استفاد منها أيضا أبناء ضحايا الحرائق، في غرداية تم توزيع 500 إلى 1000 محفظة، على بعض التلاميذ المعوزين.
وأشارت رئيسة الهلال الأحمر الجزائري، إلى توزيع 1500 محفظة تضم أدوات مدرسية، على أطفال المخيمات الصيفية، الذين تواجدوا في شواطئ سيدي فرج، وبجاية، والقل شرق الجزائر.

مقالات ذات صلة