-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
بعد امتثالهم لإجراءات التباعد الاجتماعي لمدة 3 أشهر

الخمّارون يرفعون الحجر الصحي ويستأنفون قعدات الجسور والغابات بسطيف

سمير مخربش
  • 1832
  • 4
الخمّارون يرفعون الحجر الصحي ويستأنفون قعدات الجسور والغابات بسطيف
ح.م

عاد رواد جلسات الخمر بولاية سطيف إلى النشاط تماشيا مع قرار تخفيف إجراءات الحجر، والعودة الجزئية للنشاط التجاري وفق ما تقتضيه تداعيات وباء كوفيد 19 الذي أثر هو كذلك على نشاط الخمارجية الذين كان عليهم احترام التباعد الاجتماعي وتجنب قعدات الغابات والمناطق الصناعية.

الوباء بطبيعته لا يفرق بين غني وفقير وأصيل وحقير، كان عليه أن يرسل جنوده من الفيروسات إلى تلك التجمعات المعروفة محليا باسم “الميسات” التي تطوف فيها أواني الخمر بين المدمنين وتتعدد فيها المشروبات الروحية وتتنوع بين النبيذ المحلي والكانيطات وزجاجات الويسكي والفوتكا، وهي الجلسات التي كانت تبرمج طيلة أيام الأسبوع في الغابات والمناطق الصناعية وتحت الجسور ومجاري الوديان الجافة، أين يلتقي عشاق الزجاجة الخضراء وأخواتها من مختلف الطبقات، فقد تفرقهم المناصب والمكاسب، لكن تجمعهم جلسات الحجر والشجر على قلب زجاجة واحدة، فيتبادلون الأكواب والطاسات والكانيطات التي تُقبِل الشفاه في تواضع مشترك قبل أن ينتهي بها المصير إلى منحدر الوادي.

هؤلاء الذين لم تذكرهم مراسيم تعليق النشاطات التجارية ولم يتم إدراجهم في قائمة النشاطات المحظورة بسبب الوباء، أظهروا درجة من الوعي والانضباط بالإعلان عن تعليق نشاط “الميسات” والحظر التلقائي لجلسات الخمر تفاديا لانتشار الفيروس، وقد كان التزامهم بالحجر الصحي أكثر انضباطا مقارنة مع العديد من القطاعات بدليل أنه لم يتم تسجيل أي إصابة بفيروس كورونا وسط “الميسات” وتجمعات الخمارجية التي عُلقت طواعية بقرار من عقلاء السكارى.

وقد ظل نشاطهم مجمدا قرابة ثلاثة أشهر ومراكز نشاطهم بدت طيلة هذه الفترة قاحلة بزجاجاتها الخاوية وبقايا الكانيطات وقطع الكارطون والمقاعد الحجرية التي هجرت كذلك لقلة المنتج والمواد الاستهلاكية وصعوبة نقل المؤونة في فترة الحجر الصحي.

وقد تأثرت هذه الفئة من توقف النشاط في شقيه التجاري والاستهلاكي ولم يعد ينقصهم سوى الاحتجاج والمطالبة بمنحة المليون كتعويض على الضرر الذي لحق بهم منذ بداية الحجر، لكن بعد التسهيلات الأخيرة وما لوحظ من خرق لإجراءات الوقاية في الأسواق والأماكن العمومية، قرر الخمارجية التخفيف من حدة انضباطهم والعودة مثل غيرهم إلى النشاط تدريجيا، فعادت الزجاجات الخضراء المغلقة بإحكام إلى الظهور من جديد، وكان افتتاحهم للموسم الجديد بقوة بإدخال كميات كبيرة من المشروبات الكحولية التي جيء بها لكسر هدوء الميسات المهجورة التي أبدى أصحابها استعدادهم للالتزام بإجراءات الوقاية بتوفير المعقمات وتطبيق التباعد الجسدي واحترام مسافة 1 متر أو أكثر بين سِكير وآخر، مع ضرورة ارتداء الكمامة وعدم إنزالها إلا عند احتساء الخمر، وفكر بعضهم في توفير نفق التعقيم في مدخل كل “ميسة” بعد ما تخلت عنه العديد من المؤسسات.

ورغم كل الاحتياطات، إلا أن العودة إلى النشاط لم تكن موفقة، حيث تلقى أصحاب الميسات ضربة مقصية بعد ما تمكنت مصالح الدرك بسطيف من حجز شاحنة ذات مقطورة بها 20 ألف وحدة من المشروبات الكحولية، وهي كمية كبيرة ضبطت ببلدية صغيرة تسمى قصر الأبطال جنوب ولاية سطيف والتي كادت أن تغرق في واد من خمر.

كما قامت مصالح أمن ولاية سطيف مع نهاية الأسبوع المنصرم بحجز 6000 وحدة من المشروبات الكحولية من مختلف الأنواع والأحجام بما فيها المشروبات الفاخرة، لتكون بذلك مصالح الدرك والأمن قد نجحت في سحب جزء هام من المواد الأولية التي تشغل الميسات التي سجلت تعثرا مع بداية الموسم الجديد في انتظار نتائج الترصد الموجه إلى هذه الفئة التي رفعت الحجر الصحي واستأنفت الشرب الروحي وسط تدابير وقائية لم تقها من المتابعات الأمنية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
4
  • الأمين

    ضحكتنا يا شيخ !
    كأنهم فئة من المجتمع مهمشة و يجب علينا و على الحكومة مساعدتهم

  • ملاحظ

    هٶلاء اصحاب فرنس 5 التي تدافع عنهم فرنسا وماکرون بإسم حرية تنتج الخمور وتستهلك مع رغم ان في دستور دين الدولة الاسلام نجد هذه الافة الخبيثة تنتج الخمر ويستهلکها اعداء الجزاٸر وهم منهم ويرفعون بها في المسيرات الاحتجاجية استفزازية وتضرب مادة 2 من الدستور عرض الحاٸط کما يريدونه هم بحذفها...فرنسا الاستعمارية تسري في عروقهم وجالية فرنسا قوية جدا هدفهم تحطيم الجزاٸر داخليا وفرض منهجهم شيطان ودستور ابليس وکورونا لن يزول مع هذا

  • خليفة

    لا حول و لا قوة الا بالله ،يدعون الالتزام باجراءات الحجر الصحي و لا يلتزمون،باوامر رب العباد الذي حرم شرب الخمر ،وباء كرورونا كان عقاب و انذار للبشر الذين عاثوا في الارض فسادا ،و لكن للاسف الشديد هؤلاء القوم لا يفقهون حديثا و لا يعتبرون ،بل يستمرون في عصيانهم ،ربما حتى يلقوا الله على هذه الحال ،نسال الله لنا و لهم الهداية الى سواء السبيل ،و التوبة النصوح، و ان يردنا جمعيا اليه ردا جميلا ،انه ولي ذلك و القادر عليه.

  • واحد ززايري

    خونا الصحافي يشعر على السكارجية