الرأي

“الخضر” يجتازون مرحلة الشك

ياسين معلومي
  • 890
  • 0

بعد الخسارة غير المنتظرة لـ”الخضر” أمام المنتخب الغيني بملعب نيلسون مانديلا لحساب الجولة الثالثة من تصفيات كأس العالم 2026، وهي الخسارة التي أدخلت الشك في نفوس الجزائريين حتى إن البعض منهم أكدوا أن رفقاء القائد ماندي لن يتواجدوا في المونديال القادم، وطالبوا بذهاب المدرِّب وطاقمه، وحتى بعض اللاعبين الذين تراجع مردودهم بشكل ملفت للانتباه.. بعد هذه الخسارة المفاجئة والمريرة، تداركت التشكيلة الوطنية الأمر، وعادت بفوز ثمين من أوغندا، وحافظت على صدارة الترتيب في انتظار الجولتين القادمتين المقررتين شهر مارس 2025 أمام كلّ من بوتسوانا والموزمبيق، وهذا رغم الظروف الصعبة التي لُعبت فيها المباراة، ويكون بذلك المنتخب الوطني قد أعاد ترتيب البيت، وخاصة المدرِّب فلاديمير بيتكوفيتش الذي سيدرس جميع الأخطاء المرتكبة خلال تربُّص جوان حتى يعمل على تصحيحها لإعادة “الخضر” إلى مكانهم الحقيقي، والسير بخطى ثابتة نحو تأهُّل خامس إلى المونديال، مع حفظ درس الإقصاء من مونديال قطر في الثواني الأخيرة من مباراة الكاميرون الشهيرة.
مردودُ المنتخب الوطني بدأ يتحسّن في اللقاء الرابع لبيتكوفيتش، وهو ما ظهر جليا في الشوط الثاني؛ فبعد أن كان مهزوما في النتيجة في الشوط الأول أمام أوغندا، أظهر اللاعبون نضجا تكتيكيا كبيرا، وتجاوزوا كل الصعاب وتمكّنوا من تسجيل هدفين ثمينين والفوز بالمباراة وثلاث نقاط ثمينة، وحتى التشكيلة التي اعتمد عليها المدرب والتغييرات التي أجراها خلال المباراة تؤكد أن التقني الصربي يحاول إيجاد شخصية جديدة للمنتخب غائبة منذ سنوات، ومع لاعبين جدَّد فيهم الثقة، وآخرين أعادهم بعد غياب طويل، فاتحا الأبواب لكل من يستطيع تقديم الإضافة، خاصة القائد رياض محرز الذي قال عنه رئيس “الفاف” إن الملف سيطوى مستقبلا، إذ تحدَّث مع بيتكوفيتش من أجل طي الصفحة نهائيا، وعودته إلى المنتخب أصبحت أكثر من ضرورية لمرافقة الجيل الجديد من اللاعبين في الاستحقاقات القادمة.
وإذا كان البعض في مواقع التواصل الاجتماعي يوجِّهون أصابع الاتهام إلى المدرِّب بيتكوفيتش وبعض اللاعبين وحتى رئيس “الفاف”، محمِّلين إياهم تراجع مستوى المنتخب، إلا أن الحقيقة قالها محرز بعد نهاية كأس إفريقيا بكوت ديفوار: “لم نجد الطريقة المثلى للفوز باللقاءات، وتراجعنا بشكل مذهل، وعلينا إيجاد الحلول اللازمة”، وهو ما يحاول منتخبنا البحث عنه الآن، وعلى الجميع الوقوف بجانب المنتخب ومساندته، خاصة وأنه يمرُّ بمرحلة انتقالية تتطلب من الجميع توفير ظروف النجاح.
لا يحقُّ لنا كجزائريين أن نقف ضد منتخبنا مهما كان السبب، وهنا نتذكّر مقولة المرحوم كرمالي الذي تُوِّج بأول كأس إفريقية سنة 1990: “المدرب تحكمه النتائج فعندما تفوز.. لا أحد يزعزعك من مكانك، وعند الخسارة احزم أمتعتك من دون انتظار القرار”.. سنتان بعد تتويجه بكأس إفريقيا، خرج من الدور الأول في كأس إفريقيا سنة 1992، وغادر منصبه بهدوء، وهو الذي أدخل كرتنا التاريخ.
الفوز أمام أوغندا أعاد الثقة لكتيبة المحاربين من أجل انطلاقة صحيحة، وطي صفحة خسارة غينيا داخل الديار، خاصة المدرب وطاقمه المطالبين بإيجاد حلول سريعة، وإسكات أفواه بعض المشككين الذين يريدون الاصطياد في المياه العكرة، فعلى الاتحاد الجزائري أن يوفر الحماية للمنتخب محليا، وأيضا من كل المؤامرات التي قد تحاك في أروقة “الكاف”.

مقالات ذات صلة