الرأي

“الخضر”… عهدٌ جديد

ياسين معلومي
  • 428
  • 0

بعد الإقصاء من كأس العالم بطريقة تبقى وصمة عار في تاريخ الإتحاد الإفريقي والحكم غاساما وبعض المتحاملين على المنتخب الجزائري، عاد “الخضر” إلى المنافسة بوجوه جديدة وإرادة فولاذية من أجل التألق من جديد، مؤكدين للجميع وخاصة أعداء الكرة الجزائرية أن ما حدث في كأس إفريقيا الأخيرة وفي تصفيات كأس العالم وخاصة في مقابلة العار أمام المنتخب الكاميروني، ما هو إلا مخطط  ضرب استقرار الخضر الذين سيطروا على القارة الإفريقية منذ سنة 2019 بالفوز بكأس إفريقيا، وبعدها كأس العرب.. وسلسلة لاهزيمة دامت 35 مباراة كاملة.. ولبداية مرحلة تحدّ جديد للمشاركة ولعب الأدوار الأولى في كأسي إفريقيا 2023 و2025 والعمل على التواجد في كأس العالم 2026.

جمال بلماضي الذي قرّر البقاء مع “الخضر” وإكمال المشوار رغم العراقيل التي واجهته، ارتأى ضخَّ دماء جديدة لبداية مشوار صعب وطويل، تاركا الباب مفتوحا للاعبين آخرين للالتحاق بالمنتخب وبداية عهد جديد في ظل قرار بعض اللاعبين الاعتزال الدولي، وإصابة آخرين بعد موسم طويل وشاق، وعدم استدعاء بعضهم بسبب نقص المنافسة، أو تراجع مستواهم الفني، في انتظار بعض الأسماء الثقيلة لتغيير جنسيتهم الرياضية وخاصة حسام عوار ابن مدينة تيموشنت الذي قد يكون أفضل خلف لفغّولي وسيكون مجيئه دعما كبيرا ومرافقة بعض اللاعبين الشبان مستقبلا على غرار عمورة وتوغاي وتوبة وبلال براهيمي.. وتكوين منتخب قوي تنتظره استحقاقاتٌ قادمة في غاية الأهمية والصعوبة.

المرحلة الجديدة لمنتخبنا الوطني تتطلَّب من الجميع وخاصة الجمهور الرياضي ووسائل الإعلام الوقوف معه ومساندته للعودة إلى مستواه الحقيقي.. الأجدر اليوم على الاتحاد الجزائري لكرة القدم ورئيسه الذي سيُنتخب يوم السابع جويلية القادم فتح صفحة جديدة خاصة مع المنتخب، بغية إعادة الروح التي غابت عنه على الأقل منذ بداية السنة، وإبعاد بعض المتطفلين الذين صنعوا مجدا وثراءً لهم على حساب “الخضر” الذين أعادوه إلى نقطة الصفر، إذ وصل في بعض الفترات إلى ترتيب متقدم عالميا واتحادنا الكروي أحد أغنى الاتحادات في إفريقيا وربما في العالم.. وأصبح اليوم لا يستطيع حتى تسديد الأجرة الشهرية لعماله، رغم أن الرئيس روراوة ترك أكثر من 700 مليار سنتيم عند مغادرته مقر دالي إبراهيم، ومبلغا معتبرا بالعملة الصعبة.. لا ندري كيف صرفت في ظرف قياسي؟

عندما نشاهد ما يحدث في البطولة الجزائرية مع نهاية كل موسم من بيع وشراء، وتسهيل مهمّة فوز فريق على آخر، وتراجع رهيب لمستوى لاعبينا رغم الملايير التي تمنحها الدولة لكل الأندية، فإنّ هذا يجعلنا نطالب أنديتنا بالإسراع في إرسال لاعبيها إلى الاحتراف خدمة للمنتخب الوطني، لأن السياسة الكروية في الجزائر المعتمدة لا تنتج لاعبين بإمكانهم تشريف الراية الوطنية، فمن بين 500 لاعب ينشط في بطولتنا لم يُستدعَ إلا قلب هجوم الوفاق بن عياد.. وهو ما يجعلنا نقرأ السَّلام على كرتنا.. اللهم إلا إذا تغيرت الأمور مستقبلا، ولكن ليس بهؤلاء المتطفلين الذين يعيثون فسادا في كرة زرعت لسنوات الفرحة في نفوس الشعب الجزائري.

مقالات ذات صلة