الجزائر
مترشحون يطلبون أصوات الطبقة المتوسطة ويلعبون على وتر الأجور

الحملة بعد أسبوع.. شعبوية وتبرّؤ من العصابة!

أسماء بهلولي
  • 4569
  • 9
ح.م

لم تحد خطابات المترشحين لانتخابات 12 ديسمبر المقبل، عن الوعود الشعبوية المغازلة لجيوب الجزائريين والمستهدفة للطبقة المتوسطة، حيث تعهد جميعهم برفع الأجور وإزاحة الضرائب وضبط الأسعار، مجتهدين في تبرئة أنفسهم من نظام بوتفليقة، رافعين شعارات “نحن لسنا من العصابة”، متنصلين من انتماءاهم، والقرارات المتخذة في وقت مضى.

انقضى الأسبوع الأول من الحملة الانتخابية للرئاسيات المقبلة، التي  ميزها خطاب سياسي باهت بإجماع الخبراء والمختصين الذين حكموا على المترشحين الخمسة بـ”الفشل” في استمالة المواطنين، خاصة أنهم اكتفوا بتقديم وعود وصفت بـ”الخيالية” والشعبوية على-  حد وصفهم-، ولم يدخروا أي جهد في تبرير انتمائهم السياسي السابق، وهو حال أغلبية المترشحين الذين رفعوا شعارات أبرزها  “نحن ضحية النظام السابق”، فهم يحاولون الدفاع عن أنفسهم، وهو ما يؤكده أستاذ الاتصال والإعلام بالمدرسة العليا للصحافة، العيد زغلامي، لـ”الشروق” الذي قال إن كل المترشحين ينتمون لنظام بوتفليقة فمنهم من كان مسؤول وآخر وزيرا، وبالتالي سيسعون بكل الطرق لتبرير انتمائهم.

ويرى زغلامي، أن الحملة الانتخابية للرئاسيات القادمة مميزة، عن سابقتها، فهي ليست مفبركة ولا مزورة، رغم أنها تجري في ظروف استثنائية يميزها الاحتقان والتشنج، فالمترشحون الخمسة في مواجهة الشعب، فليس من الغريب اعتماد خطابات “شعبوية” لتسويق برنامجهم، حتى إن كانت هذه الوعود خيالية، لكن السؤال المطروح حسب الأستاذ الجامعي، هو كيفية إقناع الجزائري بالتصويت، وقال”الخطابات المتداولة قديمة ولا تصلح.. وأنجع طريقة هي الاتصال المباشر مع المواطنين وليس اعتماد خطاب طويل ممل وغير مفيد”.

وهو نفس ما ذهب إليه أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية رضوان بوهيدل، الذي اعتبر خطابات المترشحين لرئاسة الجمهورية  في الأسبوع الأول من الحملة الانتخابية قريبة من الشعبوية وغامضة ومبهمة بل تصل إلى حد أحلام اليقظة،  حسبه.

 ويرى بوهيدل أن السقطات المسجلة التي وقع فيها المترشحون لرئاسة الجمهورية في أول أسبوع للحملة، هي تبرئة أنفسهم مما يعرف بـ”العصابة”، وتملق أغلبهم للحراك و”هو خطأ في الخطاب السياسي – حسبه – لأن الوعي في الشارع لم يعد يتقبل من يقول إنه هو من أطلق شرارة الحراك”، بالإضافة إلى التملق للمؤسسة العسكرية التي ليست بحاجة – حسبه –  إلى ذلك،  وهي من رافقت الحراك منذ الأسابيع الأولى قائلا:  “لا يجب تشويه صورة المؤسسة العسكرية من خلال التملق لها في الخطابات السياسية للمترشحين وهو ما لا يخدم المؤسسة وصورتها أمام الناخب ولا أمام الرأي العام الدولي”.

ودعا بوهيدل في تصريح للقناة الأولى المترشحين إلى تبني خطاب مغاير للمراحل الماضية، مؤكدا أن المترشح الشجاع الذي ينزل إلى الشارع ويلتقي المواطنين ويستمع ويجيب هو الذي سيصل إلى قصر المرادية، وأضاف  “المترشح الذي سيتمكن من اختراق الشارع بآلية الحوار المباشر مع المواطن سيكون له الأسبقية للذهاب إلى منصب رئيس الجمهورية”.

مقالات ذات صلة