الجزائر
كتيبات وملخصات في الأجسام والأحذية

الحصار التكنولوجي يعيد تلاميذ البكالوريا للغش التقليدي

زهيرة مجراب
  • 719
  • 3

شهدت بكالوريا هذه السنة عودة قوية لطرق الغش التقليدي بعدما نجح الحصار التكنولوجي المفروض على مراكز الامتحان في منع استخدام الهواتف النقالة وكذا مواقع التواصل الاجتماعي خلال عملية الغش، مثلما كان معمول به في السنوات السابقة، لترجع هذه السنة القصاصات الورقية والكتابة على الجدران وغيرها من الطرق التي تخلوا عنها منذ سنوات.

لم ينجح الحصار التكنولوجي الذي قررت وزارة التربية الوطنية إتباعه هذه السنة في إنقاذ شهادة بكالوريا 2018 من الغش، فبعد منع إدخال الهواتف النقالة لمراكز الامتحانات وحجب الأنترنت وغيرها من الإجراءات الصارمة التي قررت الوزارة اتباعها للقضاء على الغشاشين والمسربين، حيث تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي صورا لمرشحي البكالوريا وهم يتفنون في الغش على الطريقة التقليدية.

ومن بين الأساليب التي لجأ التلاميذ إليها كتيبات صغيرة كتبوا عليها ملخص مادة العلوم الشرعية والسور والآيات وكذا الأحاديث النبوية الشريفة ليطووها بطريقة احترافية ويدسوها بين ملابسهم بعناية فائقة حتى يستعينوا بها خلال الإجابة، في حين لجأ آخرون لتقنيات أكثر جنونا، حيث أظهرت الصور المنتشرة على “الفايسبوك” تلاميذ أقدموا على كتابة الدروس على أجسادهم بالكامل وأرجلهم، وينتهزون الفرص لقراءة ما كتبوه وآخرون تعمدوا ارتداء سراويل الجينز الممزقة حتى يروا من خلال الثقوب الدروس التي يحتاجونها.

ولا يقتصر الأمر على الذكور بل حتى الإناث أيضا فإحداهن نشرت صورة لها وقد كتبت بداخل حذاءها الصيفي من نوع “بالغين” ملخص للدروس وبنزعها يمكنها قراءة الدرس، بينما قامت المحجبات باستعمال “البلوتوث” بارتدائه تحت الخمار، وبذلك يكون بإمكانهم الغش بكل أريحية دون أن يكتشف أمرهم.

ومع أن وزارة التربية قد قررت السماح لمرشحي البكالوريا بالدخول لقاعات الامتحان ساعة كاملة قبيل الموعد الرسمي لانطلاقه، غير أن تلك المدة استغلها التلاميذ في غشهم وذلك بالكتابة على جدران وطاولات القاعة حتى يتسنى لهم نقل الدروس، وبعدما كان الغش مقتصرا على المواد الأدبية الكثيرة الحفظ، فيما يتعلق بالتواريخ والسور القرآنية والأحاديث النبوية بل وحتى المقالات الفلسفية، أصبحت المواد العلمية كالفيزياء والكيمياء والعلوم الطبيعية والرياضيات هي الأخرى مواد يتم الغش فيها، فيفضلون كتب القواعد والقوانين ليحصلوا على التقييم الخاص بها بدلا من ضياعها كلها.

مقالات ذات صلة