-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
يكشف عنها الرئيس المدير العام، حمزة بن حمودة في حوار لـ"الشروق":

“الجوّية الجزائرية”.. جديد الأسعار والخدمات وخطة التطوير

إيمان كيموش
  • 6898
  • 0
“الجوّية الجزائرية”.. جديد الأسعار والخدمات وخطة التطوير
الشروق
الرئيس المدير العام لشركة الخطوط الجوية الجزائرية، حمزة بن حمودة

كشف الرئيس المدير العام لشركة الخطوط الجوية الجزائرية، حمزة بن حمودة، في حوار خص به جريدة “الشروق”، عن تفاصيل خطط تطوير الشركة والطموحات المستقبلية التي تسعى لتحقيقها. وتناول بن حمودة في حديثه مجموعة من النقاط الهامة، أبرزها نجاح مبيعات عرض الصيف “أسرة” الذي أطلقته الجوية الجزائرية نهاية أفريل الماضي، حيث تجاوزت مبيعاته ربع مليون مقعد خلال شهر واحد، وخطط استلام الطائرات الجديدة في إطار صفقة اقتناء 15 طائرة ستشرع الجزائر في استلامها بدءًا من عام 2025، بالإضافة إلى تأكيده على استمرار برنامج تجديد الأسطول الجوي للشركة وإمكانية الذهاب نحو اقتناء 20 طائرة مستقبلا.
كما أشار بن حمودة إلى أن ملف إطلاق الخط الجوي الجديد الجزائر نيويورك لا يزال على الطاولة، موضّحا أن الإجراءات التي تم اتخاذها لتأجير الطائرات خلال موسمي الصيف والحج، ساهمت في توفير 471 ألف مقعد إضافي.
وأولى بن حمودة أهمية للحديث عن الورشات القائمة في إطار مراجعة الاتفاقيات الجماعية ونظام العمل والبروتوكولات الخاصة بطواقم العمل، مؤكدا على أهمية تحسين الخدمات وتطوير البنية التحتية للشركة لتحقيق الأهداف المرجوة في السنوات القادمة، مؤكّدا أن “الأبواب مفتوحة للعمال والشريك الاجتماعي باستمرار في الجوّية الجزائرية”.

بعد 3 أشهر من تنصيبكم كرئيس مدير عام، كيف تقيم وضعية الخطوط الجوية الجزائرية؟
فتحت شركة الخطوط الجوية الجزائرية اليوم، ورشة عمل كبرى لجعل أدائها في مستوى التحديات، ونحن نعمل يوميا على تصحيح المشاكل والاختلالات، ذلك أننا لا نسير وضعا عاديا مستقرا بل نجتهد كفريق عمل، لجعل هذه الشركة الوطنية التي تعتبر جواز سفر عالمي للجزائر ورمزا لسيادتنا المدنية، معلما من معالم التنافس الدولي.
أمامنا عمل كبير لجعل هذه الشركة فعلا وقولا في مستوى تطلعات الزبائن الكرام، وتوجهات السلطات العليا، وطموح العمال لتكون شركتهم فاعلة وتنافسية أمام تحولات عالمية فارقة وكبرى.

ما هو برنامج العمل الذي سطرتموه لهذا الغرض؟
منذ تولّيت مُهمتي شهر فيفري المنصرم، سطّرنا برنامج عمل مع أهداف مرتبطة بمستقبل الشركة، تمتد على المدى القصير وعلى المديين المتوسّط والطويل تجنى ثمارها الأولى الآن وتستمر إلى غاية سنة 2040. تبنّي إصلاحات جديدة قد يستغرق فترة أطول مما نرغب فيه بالنظر إلى الإجراءات التي ترافق عملية التنفيذ. كما أن التغيير المنشود قد يمتد في بعض المجالات لـ5 سنوات على الأقل، فتجديد الأسطول الجوي لتحسين الخدمة مثلا يتطلّب عدّة سنوات، بحكم أن صفقة اقتناء طائرة واحدة جديدة، تفرض تقديم طلبية لشركات صناعة المركبات الجوية الرائدة دوليا ثم الوقوف في الطابور لانتظار تصنيعها وسط طلب عال في السوق الدولية من طرف شركات طيران أخرى منافسة. وهنا أثمّن التوجه الاستراتيجي الذي أخذته السلطات العليا، وأحيي كذلك جهود من سبقوني على رأس الجوية الجزائرية الذين قدّموا طلبيات لاقتناء 15 طائرة، حيث أنني أتابع الملف اليوم شخصيا وعن كثب. كما أننا نُجابه على سبيل المثال ضغطا حتى في عملية اقتناء قطع غيار المركبات الجوية بغرض الصيانة نتيجة الطلب العالمي العالي عليها، بالرغم من هذا نبقى متحكمين في الوضع. باختصار فإن خطتنا في الجوية الجزائرية تقوم على أهداف وإصلاحات عميقة ترتكز على تحسين خدمات الشركة أمام زبائنها الكرام وفق المعدلات العالمية المقبولة، مع تطوير الأداء الاقتصادي والتنافسي للشركة أوّلا، والحفاظ على قيمها كشركة عمومية مواطناتية ثانيا، وهذا لا يتحقّق إلا من خلال تحسين جودة الخدمات وتطوير القدرات التنافسية ورفع العائدات في محيط دولي يتطوّر بشكل أسرع يوما بعد الآخر.

هل بإمكانكم منحنا تفاصيل أكبر عن خطة عمل الشركة؟
الخطة جاري تجسيد رؤيتها وفق مخطط مستدام يخدم مستقبل الشركة ولا يتأثر بتغير الأشخاص أو تغير الظروف، بل هي عملية ديناميكية تجمع بين إدارة راشدة تملك نظرة واضحة المعالم وعمال مجتهدين مخلصين لوطنهم ومؤسستهم مهما كانت التحديات والتحولات التي تواجههم. وتحمل الخطة ثلاث مراحل أولية ومتوسطة وطويلة الأمد، كلها مربوطة بحجم التحديات. وعلى سبيل الذكر نحن نعمل حاليا على إصلاح المشاكل المتعارف عليها من الناحية التنظيمية والتقنية وما يتعلق بمستوى الأداء والقضاء على التأخرات وغيرها.
بالمقابل، فإننا نعمل على تطوير جودة خدماتنا وعلى رأسها لسلامة الرحلات والتي تعد أول معيار لتصنيف شركات الطيران، حيث منذ تقلدي المسؤولية اجتمعت بقسم الصيانة ووفرت لهم كل الاحتياجات اللازمة، وأكدت بشكل حاسم على جعل هذا القسم يعمل بأقصى مستوى لتقديم أفضل ظروف السلامة لزبائننا الكرام، وهنا أود التأكيد بأن القسم يعمل بشكل فعال ويؤدي ما عليه بشكل ممتاز خاصة وأن الشركة تمتلك أفضل الإمكانيات المتعلقة بالصيانة إفريقيا وهي تقوم بتقديم خدمات الصيانة إلى جانب صيانة طائرات الخطوط الجوية الجزائرية لطائرات شركات عالمية تهبط بمطارات الجزائر، وتقدم صيانة كلية لشركات دول إفريقية شقيقة وصديقة.
فضلا عن عملنا على تحقيق جودة الخدمات في التسجيل الذي شرعنا في تجسيده رفقة مصالح مطار الجزائر – هواري بومدين عبر توفير آلات التسجيل للمسافرين بدون أمتعة بشكل آلي لتسهيل عملية سفرهم، زيادة عن عملنا لتحسين ظروف الركوب والضيافة، والاهتمام بكل الجوانب التي يمكن أن تجعل عملية السفر تجربة ممتعة لزبائننا الأكارم، فضلا عن تدعيم مكانة الشركة في السوق الجزائرية وتطوير الخطوط الداخلية، خاصة الولايات الجنوبية التي هي رأس أولويات السلطات العليا للبلاد ومن أكبر اهتماماتي. وفي هذا الجانب دعمنا البرنامج بـ68 رحلة جديدة، منها 44 للولايات الجنوبية. وسنعمل كلما سنحت لنا الظروف والامكانيات بتعزيز هذا الجانب، لأنه قبل أن يكون عملية نقل فهو التزام تعمل الدولة الجزائرية على تطويره بشكل دوري منذ الاستقلال في إطار مقاربة الربط بين مناطق البلاد، وفك العزلة وتعزيز التنمية المستدامة، وتطوير أداء الشركة في خدمة جاليتنا الوطنية بالخارج التي توليها الدولة الجزائرية أهمية قصوى لتعزيز ارتباطها بأرض الوطن.

ماذا تتضمن الاستراتيجية متوسطة وطويلة الأمد؟
الاستراتيجية متوسطة المدى تتمثل في تحديث أداء جميع مديريات الشركة لتعمل في انسجام تام، وتعزيز فاعلية عملياتها التشغيلية وفق المهام المنوطة بها، فضلا عن إشراك جميع الموظفين في استراتيجية الحوكمة وإحداث التحول المنشود ومواجهة التحدي، والخروج من التسيير الجزئي Micro-managment إلى الكلي Macro-managment، وهناك تصور لتحديث وهيكلة الشركة بالتنسيق مع الجهات المختصة، العمال والنقابات، لضمان أن يكون التغيير توافقيا وفعالا من ناحية الرؤية والتطبيق، فضلا عن مواكبة التحديات والرهانات الكبرى لبلادنا في الداخل والخارج من خلال توسيع الخطوط على المستوى المحلي، الإقليمي، الافريقي، والعالمي، وإعادة توجيه الرؤية التجارية للشركة.
وبالنسبة للرؤية طويلة الأمد، فتتمثل في تحديث وتوسيع الأسطول الجوي، تطوير الأداء الكلي للشركة وتحقيق تقدم كبير في ترتيب الخطوط الجوية الجزائرية في كافة المعايير بشكل تنافسي أمام الشركات الإقليمية كمرحلة أولى وأمام الشركات العالمية كخطوة موالية.

مرت اليوم سنتان عن انتهاء كابوس وباء كورونا، هل استرجعت الجوية الجزائرية كامل طاقتها، وما مدى تأثير الوباء على الشركة؟

 
لا يخفى على أحد أن وباء كورونا، كان له تأثير كبير وبالغ على جلّ شركات الطيران المدني في العالم التي أُحيلت إلى عطلة تقنية وعملية لمدة سنتين، ثم استأنفت نشاطها بشكل تدريجي بعد خسائر جمّة، حيث لم تتمكن شركات رائدة عالميا إلى اليوم وبعد انقضاء سنتين عن الإعلان عن اختفاء جائحة كوفيد 19 من العودة للعمل بكامل طاقتها. أما بالنسبة للجوية الجزائرية فقد كان الوضع مختلفا، فرغم الخسائر المالية الكبرى التي تكبّدتها خلال تلك الفترة، ونظرا للجانب المواطناتي للشركة وإلزامية خدمة الزبون الجزائري، استأنفت النشاط منذ اليوم الأول للإعلان عن اختفاء وباء كورونا، وقامت مختلف الطواقم بعمل جبّار ومجهود كبير بعد انقطاع عن العمل دام سنتين، ذلك أثّر على جودة الخدمات وأضعفها في بعض الجوانب، كما باتت الطائرات بحاجة إلى صيانة أكبر وتحديث لتأمينها من الأعطال التقنية، وهو ما نسعى اليوم إلى تكريسه، وفق خطّة مدروسة لنستطيع الخروج من انعكاسات الوباء التي لا تزال موجودة لحدّ الساعة.
بالمقابل، نحن نعود تدريجيا للوتيرة العادية ونواجه طلبا أكبر مما كان قبل الجائحة أي في عام 2019 ( تم تسجيل نحو 7 مليون مسافر)، حيث سجلت الخطوط الجوية الجزائرية خلال عام 2023 حوالي 7.2 مليون مسافر بزيادة 200 ألف مسافر عن المعدل المسجل قبل كوفيد-19، والشركة تعمل بشكل مستمر على استئناف جميع الخطوط السابقة أو المبرمجة حسب الإمكانيات المتاحة والاستراتيجيات الممكنة والجدوى الاقتصادية التي تفرض علينا أحيانا ضروراتها في بعض الخطوط الدولية. الوباء أثر على الشركة ككل الشركات العالمية ونحن اليوم نعمل على تصحيح ما يمكن تصحيحه وترميم الآثار السلبية التي خلفها، وأود التنويه هنا إلى أن الشركة نقلت خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام الجاري 2361189 مسافر من أصل 3221456 مقعد كانت متوفرة لدينا خلال ذات الفترة، وهذا يوضح أن قدرات الشركة الحالية تستطيع نقل رقم 9664368 مقعد سنويا، وأن قدراتها سترتفع خلال العام القادم مع استلامها أول دفعة من الطائرات الجديدة مع مطلع عام 2025، كما أن هاته الأرقام كذلك يتم تغطيتها بطائرات يتم استئجارها.

أين وصل ملف تعويض زبائن كوفيد 19؟
بالنسبة لتعويض الزبائن، أخذنا إجراءات في هذا الجانب بتاريخ 26 مارس 2024 لتعويض جميع الزبائن، وقد تم حتى الآن تعويض 44808 زبون، والعملية متواصلة لطيّ هذا الملف قبل نهاية العام الجاري.

أطلقتم جملة من العروض الترويجية للزبائن، على غرار عروض رمضان والعيد والصيف “أسرة”، كيف كان الإقبال؟
الإقبال كان ممتازا وقويا جدا وكثيفا كذلك، خاصة في عرض “أسرة” الذي وفرناه في الوكالات وعلى الانترنت أيضا نتيجة الإقبال الهائل الذي توافد على وكالاتنا في الداخل والخارج، وهو كما تعرفين التزام مواطناتي وتيسير لمواطنينا وجاليتنا الوطنية وجميع زبائننا الكرام بالداخل وبالخارج على قضاء العطل في وجهات خارجية يختارونها بالنسبة للمقيمين بالجزائر، وتسهيل قدوم الجالية لقضاء المواسم في أحضان وطنهم العزيز وبين عائلاتهم الكريمة بكل يُسر وبأقل تكلفة ممكنة، وهو واجبنا والتزامنا كشركة وطنية قبل كل شيء.

هل بإمكانكم تقديم بعض الأرقام عن حجوزات “أسرة”؟
كما تعلمين العرض في بدايته وهو عرض مستمر إلى غاية 31 أوت 2024 من ناحية الحجز، حيث يمكن الحصول على فرصة سفر معنا من خلاله إلى غاية 30 سبتمبر 2024، وبالتالي، فإن الأرقام الأولية المسجلة إلى غاية نهاية شهر ماي هي 289016 مقعد، وهو رقم مرشح للارتفاع خلال الثلاثة أشهر المقبلة المتبقية.
وعند إطلاق هذا العرض في 22 أفريل الفارط، تم تقديم جميع المقاعد المتاحة وهي 1,160,000 على شبكة فرنسا للبيع على جميع الرحلات المجدولة للموسم المرتفع، دون أي قيود، اليوم، لا يزال هناك مخزون كبير من المقاعد غير المحجوزة يصل 571,600 مقعد على نفس الشبكة في فترات أو تواريخ قد لا تتوافق مع رغبات زبائننا، باختصار، هذا العرض التنافسي والمعقول لا يزال متاحًا ولكن في تواريخ ليست مفضلة جدا لدى الزبائن.
بالمقابل، اتخذنا الخطوات اللازمة مع السلطات المختصة في البلدان المعنية أي الأكثر طلبا، حيث طلبنا الحصول على رُخص رحلات إضافية نحو عدد من البلدان.

ما هي خطط الشركة وخدماتها المرتقبة لمواجهة موسم الحج “وبصفة خاصة عودة الحجاج”؟
بالنسبة لملف الحج، تنقل الخطوط الجوية الجزائرية 20303 حاج من أصل 45 ألف حاج جزائري هذه السنة وقد سهرنا من خلال مركز تنسيق الحج بمتابعة عمليات حجز حجاجنا الميامين تذاكر سفرهم بالتنسيق مع الديوان الوطني للحج والعمرة، وتوفير كل التسهيلات اللازمة لسفرهم وعودتهم في أفضل الظروف المطلوبة، ونحن نتابع كل صغيرة وكبيرة في هذا الشأن لإنجاح موسم الحج وفق توصيات السلطات العليا، ونحن نستعد لاستقبالهم بداية من أول رحلة عودة في 20 جوان المقبل، بتوفير كل الشروط اللازمة لذلك حيث تتأهب طائراتنا لقيادة رحلة الإياب مثل الذهاب بحرص لتوفير أحسن وأفضل الخدمات اللازمة، وهنا أود التأكيد بأن هناك بعض الظروف والتحديات التي قد تواجهنا ولكننا سنتصدى لها بكل التزام ومهنية.

ماذا عن إجراءات تسهيل عودة أبناء الجالية هذا الصيف، لاسيما بفرنسا وهي منطقة تمركز أكبر نسبة من المهاجرين الجزائريين، هل يمكنك منحنا بعض التفاصيل؟
بالنسبة للجالية الوطنية بالخارج فالبرنامج الحكومي واضح ونحن نحرص على تجسيده، بحيث تم إيلاء الجالية الأهمية الكبيرة لتعود لأرض الوطن في أحسن الظروف ووفق توصيات السلطات العليا حيث تم توفير خلال شهر رمضان المبارك تذاكر سفر بنصف سعرها وبرقم إجمالي وصل إلى أزيد من 84 ألف تذكرة، منها أزيد من 50 ألف تذكرة في فرنسا، حيث تتركز معظم جاليتنا الوطنية بالخارج، فضلا عن ذلك وكما سبق وذكرت فقد وفرنا تسهيلات خاصة لعودة الجزائريين خلال عيد الفطر وبأسعار تفضيلية، لكن الأهم والأكبر كان عرض “أسرة” الذي وفرنا من خلاله للجالية الوطنية بالخارج والجزائريين بالداخل كذلك إمكانية قضاء عطلهم في الجزائر بالنسبة للجالية وإمكانية السفر للخارج لقضاء العطل للمقيمين بالجزائر في أفضل الظروف.

تم الإعلان سابقا عن برنامج لاقتناء 15 طائرة جديدة، هل الصفقة مستمرة؟
الصفقة مستمرة وهي رؤية استراتيجية تتعلق بتعزيز وتقوية أداء الخطوط الجوية الجزائرية خاصة أن هناك رهانا كبيرا على جعل الشركة شركة فاعلة إقليميا وعالميا لتستجيب لرهانات وطموحات الجزائر في النمو والتطور، وتحقيق دورها الرائد ومكانتها الحيوية كدولة إفريقية نامية، والاستجابة لتطلعات زبائننا الكرام في تقديم خدمات حديثة وأكثر جودة.
وبصفة عامة، سنشرع في استقبال هذه الطائرات بداية من سنة 2025، وعلى المدى البعيد، ولتلبية طموحاتنا وأخذ مكانتنا في إفريقيا نطمح لإضافة لأسطولنا الجوي 20 طائرة أخرى، سنحتاج إلى عدد أكبر بكثير من الطائرات، لكن الوقت لا يزال مبكرًا لتقديم تفاصيل دقيقة، وسنركز في نوعية المركبات التي سنستقبلها على الجودة والأمان، كما نولي أهمية كبرى لتدريب طواقم الطيران، وسنتعامل مع شركات تصنيع طائرات عالمية ذات قدرات عالية.

ماذا عن صفقات تأجير الطائرات لموسمي الصيف والحج؟ هل يمكنك منحنا بعض التفاصيل حولها؟
استأجرت الخطوط الجوية الجزائرية ثلاث طائرات ذات حجم كبير تحتوي على 269 مقعد لكل منها، وطائرة واحدة بحجم 150 مقعد، مما سيسمح بتوفير 471 ألف مقعد خلال فترة التأجير، وهذا لضمان نقل مريح لزبائننا ولتلبية الطلب العالي خلال هذه الفترة من السنة.

هل تحضرون لفتح خطوط دولية جديدة؟ وما الوُجهات المستهدفة؟


نحن نعمل على تطوير شبكتنا الداخلية والخارجية، بحيث نسعى الآن في الداخل والخارج إلى توفير ظروف ديمومة الخطوط، لأن العملية ليست رؤية ظرفية بل توجه مستدام لتحقيق التزام أكبر تجاه توجهات بلادنا الاستراتيجية وضمان استمرارية خدمة زبائننا الكرام، وعليه، فإن مسألة تدشين وفتح خطوط جديدة أخرى من بينها خط نيوروك هو عملية قيد التنفيذ ونأمل أن تتم العملية في المستقبل المنظور بشكل فعال ومستدام.

لماذا قامت الخطوط الجوية الجزائرية بتجميد بعض الخطوط الدولية مؤخرا؟
تم تعليق بعض الخطوط بالفعل بسبب المشاكل المتعلقة بتوفر الطائرات، لذلك كنا مضطرين لاتخاذ قرارات مع مراعاة الحفاظ على الوجهات التقليدية وذات الإمكانات التجارية العالية، ومع ذلك، سيتم إعادة جدولة معظم الوجهات المعلقة خلال موسم الصيف.

بمجرد تنصيبكم، اجتمعتم بمعظم نقابات الشركة، ما خلاصة اللقاءات؟
من منطلق التزامي ومسؤولياتي أنا مؤمن بأهمية الحوار مع النقابات، ومكانة كل عامل في الشركة، حيث نعتبر كل عامل جزءا من عائلتنا، ونعتقد أن مراجعة الأجور وتحسين الوضع الاجتماعي لهؤلاء مرتبط بفتح مفاوضات مع مختلف الشركاء الاجتماعيين، وفق ما تتيحه القدرات المالية للشركة مع مراعاة كافة هذه الجوانب. ومنذ استلامي المنصب فتحت مشاورات ولقاءات مع كافة النقابات بمختلف أسلاكها وانتماءاتها، وبرمجنا لقاءات كل ثلاثي مع المعنيين، لنكون قريبين من العامل بشكل أكبر، كما برمجنا لقاءات دورية بين مختلف المديريات والنقابات ذات الصلة بها، على غرار لقاءات مسؤولي قسم الصيانة بنقابات تقنيي الطائرات على سبيل المثال، كما وجهنا بأن يجري لقاء شهري بين مختلف النقابات والمديريات لتطوير مستوى الاتصال الثنائي وسماع الانشغالات المتبادلة والسعي لتقريب وجهات النظر وحل الانشغالات المطوحة بشكل ديناميكي يعزز ويقوي استقرار ونمو المؤسسة، فضلا عن ذلك أطلقنا ورشات لمراجعة الاتفاقية الجماعية ونظام العمل والبرتوكولات الخاصة بطواقم العمل لدينا، ونحن نعمل لغاية العام المقبل لتحقيق تحول أفضل في الوضعية الاجتماعية والأداء المهني لعمال شركتنا الأعزاء.

تماشيًا مع رهانات السلطات العليا، ما هي خطتكم لتطوير الرقمنة وخدمات التواصل مع الزبائن؟
بخصوص الرقمنة، كانت شركة الخطوط الجوية الجزائرية أول الشركات الاقتصادية في السوق الجزائرية التي شرعت في اعتماد البيع والتسويق الإلكتروني للتذاكر في مرحلة كان فيها الجزائريون يشهدون بدايات عصر استعمال الانترنت، وذلك سنة 2006، وبالنظر إلى المنافسة التي كانت تفرضها السوق الدولية وقتها والإجراءات التي اعتمدتها شركات الطيران العالمية، حيث كنا نبيع التذاكر في الخارج إلكترونيا قبل عام 2010، أما اليوم فـ20 بالمائة من مبيعاتنا تتم بالأنترنت ونطمح لمضاعفة الرقم خلال المرحلة المقبلة، ونحن ملتزمون بعصرنة ورقمنة جميع خدماتنا وفق المخطط الحكومي الجاري والتوجهات الكبرى للدولة الجزائرية لتمكين الحكامة والإحصاء الرقمي من أداء دوره الاقتصادي والاستراتيجي، والرفع من جودة الخدمات العمومية ومنها خدمة النقل الجوي التي نشغل حيزا هاما فيها، ونحن نتابع حاليا مجموعة مشاريع لتحديث قدراتنا الرقمية والاتصالية.
وهنا أود التأكيد بأن الشركة تحرص خلال الفترة المستقبلية على تطوير مستوى التواصل مع زبائنها الكرام، حيث شرعنا عمليا في تجسيد الرتوشات الأخيرة لتشغيل مركز الاتصال على مدار 24/24 ساعة وبمعدل 7 أيام في الأسبوع، بعد أن كان يشتغل من الثامنة صباحا إلى غاية الثامنة ليلا، كما سنعزز المركز بموارد بشرية مؤهلة لضمان التغطية الليلية، وأطلقنا التجارب الأولية لتجسيد رقم أخضر 3302 عوضا عن الرقم الثابت المستعمل حاليا، وسيكون الرقم الأخضر فعالا خلال الأيام المقبلة، حيث سيمر على فترة تجريبية خلال الشهر الجاري، كما أن التجارب كذلك جارية لتوفير خط أخضر ليتواصل من خلاله زبائننا الحجاج والمعتمرين وأهاليهم للاستفسار عن أي مشاكل تواجه عملية تنقلهم للبقاع المقدسة وعودتهم منها، وهذا الرقم سيكون شغالا من المملكة العربية السعودية الشقيقة طوال السنة للمعتمرين، كما أننا ندرس جدوى فتح خطوط اتصال مع كل الدول التي لدينا معها رحلتان أسبوعيا للتواصل مع زبائننا الكرام بطريقة فعالة ومرضية.

أخيرا.. وبشأن إمكانية مراجعة أسعار التذاكر مستقبلا، ماذا تعلقون؟
نعم، شكلنا لجنة لدراسة إمكانية مراجعة الأسعار منذ فترة، وذلك للفصل في الملف حسب التكلفة التي تتكبدها الشركة والفرص المتاحة والإمكانيات الاقتصادية، وهنا نعلمكم أنه فيما يخص أسعار تذاكر فرنسا – الجزائر والتي أحيانا توصف بالمرتفعة وقد تصل 800 أورو، فعادة ما تكون تذكرة تتوافق مع أعلى مستوى للسعر على هذا الخط، لرحلة ذهاب وعودة، ما يميزها أنها صالحة لمدة عام، قابلة للاسترداد والتعويض والتعديل بدون رسوم أو شروط، ويمكنكم التحقق من ذلك على موقعنا التجاري، أما اليوم فأسعار الجوية ليست ثابتة وتخضع لإدارة ديناميكية تتأثر بشدة بالمنافسة، عامل الوقت، وامتلاء الطائرات. ويعتمد مستواها أيضا على عوامل أخرى وخاصة الخيارات الشخصية للزبون من حيث تواريخ السفر وشراء التذكرة، حيث يختلف سعر التذكرة التي تم شراؤها في جانفي بشكل كبير عن تلك المشتراة في جويلية وأوت، وهذا وارد بالنسبة لجميع شركات الطيران في العالم.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!