الجنرال في عزلته!
![الجنرال في عزلته!](https://i.dzs.cloud/www.echoroukonline.com/wp-content/uploads/2021/03/khalifa_haftar_771077384.png?resize=790,444.375)
ما يقوم به خليفة حفتر، في ليبيا هو أخذُ البلد نحو الهاوية، خصوصا أن الرجل فقد صوابه في الساعات الماضية، بعدما انفضّ من حوله معظم الحلفاء الذين استند عليهم في السابق، وأبرزهم مصر وروسيا.
ليبيا الهشَّة أصلا، والمبنية على توافق سياسي ضعيف، عرفت في الساعات الماضية تدهورا خطيرا للوضع، خصوصا بعدما قامت مجموعة مسلحة بتطويق برلمان طبرق، وقامت أخرى باغتيال رئيس بلدية مصراتة بعد اختطافه ثم رمي جثمانه في الشارع، كما تحدَّث محافظ البنك المركزي عن اختلاسات وعمليات سطو ممنهج على المال العامّ من طرف مجموعات مسلحة!
ما يحدث في ليبيا يعنينا مباشرة في الجزائر مثلما يعني كل البلدان المجاورة بدليل ما كشف عنه وزير العدل أول أمس، حين تحدث عن 226 جزائري انضموا إلى “داعش” وبأن عددا كبيرا منهم لا يزال ينشط ويستفيد من الوضع المتدهور ومن غياب الدولة وضعف المؤسسات في ليبيا.
حفتر الذي أعلن فجأة عن انتهاء الاتفاق السياسي في البلاد، اختار توقيت زيارة رئيس حكومة الوفاق الوطني فايز السراج للجزائر من أجل إعلان القرار، من دون الأخذ في الحسبان أن ليبيا وفي ظل الاتفاق الشكلي للصخيرات، وبسلطتها المخترَقة والضعيفة والمتنازع عليها بين طرابلس وطبرق وبن غازي، وبالوضع الاقتصادي الصعب الذي تعيشه، كانت على كف عفريت، فما بالك بالفراغ الذي يريد حفتر التأسيس له والتعايش معه وفرضه على الليبيين!
أمام الجزائر فرصة كبيرة لتثبيت وجهة نظرها بشأن ليبيا، وذلك من خلال استغلال التجاوب المصري الجديد وكذا ابتعاد موسكو عن دعم سلطة بنغازي، حيث سيساهم كل ذلك في عزل الجنرال تمهيدا للتخلص منه.
حفتر لم يقم بشيء في ليبيا ما عدا تقوية شوكة الإرهاب باسم مكافحة الإرهاب، والسعي إلى وضع اليد على مقدرات الليبيين وأبرزها النفط، ومساومة أوروبا بورقة اللاجئين من أجل الحصول على المزيد من الأموال، كما تعاون مع كل المخابرات الغربية وأبرزها الفرنسية والأمريكية والبريطانية من أجل الاستمرار في الحكم على حساب الليبيين، وفي النهاية تحوّل إلى دكتاتور بشع، كما بات تهديدا مباشرا لاستقرار المنطقة برمتها، وخطرا واضحا لكل ذي بصر وبصيرة.