اقتصاد
فاتورة الحليب تقفز إلى 1.5 مليار دولار سنويا

الجزائر تحتاج لـ700 ألف رأس من الأبقار الحلوب لتحقيق الاكتفاء

الشروق أونلاين
  • 23610
  • 28
ح.م

دق منتجون ومربو أبقار وخبراء زراعيون، ناقوس الخطر الذي يهدد شعبة إنتاج الحليب في الجزائر، جراء السياسات المنتهجة التي تتسم بالظرفية، وغياب إستراتيجية واضحة المعالم لتطوير الشعبة، مؤكدين أن الجزائر هي الدولة الوحيدة في العالم، التي تدعم المنتجين الأجانب على حساب المربّين والمنتجين الوطنيين.

وطالب بن شاقور محمود، رئيس اللجنة الوطنية ما بين المهن للحليب، الحكومة بالكف عن سياسة الدعم الحالية، ومراجعتها وتوجيه الأموال التي يستفيد منها مربون ومنتجون أجانب نحو الفروع ذات الصلة بشعبة الحليب، وهي توفير الأعلاف الخضراء والمواد البروتينية التي تدخل في تغذية الأبقار الحلوب، وتوفير مساحات زراعية كافية لزراعة الأعلاف، ودعمها من أجل وضع حلول حقيقية تسمح بالتوقف نهائيا عن استيراد بودرة الحليب من الخارج.

وقال بن شاقور، في ندوة حول شعبة الحليب في الجزائر، من تنظيم اتحاد التجار والحرفين الجزائريين، إن مشكلة الحليب تعود لسبعينيات القرن الماضي، حين وقعت الجزائر في فخ الاعتماد على حليب البودرة بحجة تنافسية أسعاره بالمقارنة مع حليب الأبقار الطازج، قبل أن تصبح عاجزة عن الخروج من دوامة حليب البودرة، مضيفا أن مشكلة الحليب في الجزائر تحولت إلى أزمة هيكلية منذ العام 2007، حيث أصبح اللجوء إلى الأسواق العالمية يحمل مخاطر متعددة بعد الدخول القوي للصين إلى الأسواق العالمية للحليب، وأصبح الطلب الصيني يمثل المحدد الرئيسي لتوجهات الأسواق الدولية للمادة.

وكشف مراد بوزكريني، وهو مرب ومنتج حليب أبقار ومنتج عجول من ولاية عين الدفلى، أن المشكلة الرئيسية التي تواجه القطاع تتمثل في العجز عن توفير الأعلاف المناسبة للأبقار الحلوب بالكميات والجودة اللازمة، وهو السبب في تراجع معدل إنتاج الأبقار الجزائرية إلى 15 لترا لكل بقرة في مقابل 40 إلى 60 لترا بالنسبة للمعدل العالمي، مضيفا أن الإنتاج الفعلي للجزائر من الحليب الطازج لا يتجاوز 800 مليون لتر سنويا في أحسن الظروف، مقارنة مع طلب محلي في حدود 3.5 مليار لتر سنويا.

وكشف بن شاقور، أن الجزائر تتوفر حاليا على 200 ألف رأس من الأبقار الحلوب من السلالات الأوروبية الصافية، بالإضافة إلى 200 ألف رأس من السلالات الجزائرية المحسّنة، في حين تحتاج الجزائر إلى حوالي 700 ألف بقرة حلوب لتغطية الطلب الوطني، بالإضافة إلى حوالي 300 ألف هكتار من المساحات المسقية لإنتاج الأعلاف الخاصة بالأبقار الحلوب، مشيرا إلى أن الهكتار الواحد يسمح بإنتاج معادل لتغذية 3 أبقار حلوب.

وأوضح أكلي موسوني، الخبير في التنمية الاقتصادية والزراعية، أن الجزائر لها ثلاث احتياجات خطيرة جدا في مادة الحليب، وتتمثل في حليب الأطفال باحتياجات سنوية في حدود 35 مليون علبة على أساس أن 50 % من النساء يرضعن أولادهن رضاعة طبيعية، وهو ما عادل فاتورة في حدود 300 مليون أورو، بالإضافة إلى 600 مليون أورو لتغطية فاتورة الاستيراد الخاص بإنتاج 2 مليار لتر من حليب الأكياس المدعم، و150 مليون أورو لإنتاج مشتقات الحليب، وهو ما يعادل إجمالا فاتورة سنوية في حدود 1.2 مليار أورو.

وقال موسوني، إن الجزائر استوردت 112 ألف بقرة العام 2013، بدون أن تحل المشكلة، مشيرا إلى أن الحل ليس في استيراد أبقار لمنافسة الأبقار المحلية في استهلاك الكميات القليلة من الأعلاف الموجودة، بل في توفير الكمية الكافية من الأعلاف وبالتالي تحسين المردودية محليا، وخاصة من المواد الآزوتية الخضراء والمواد البروتينية والسيليلوز الضرورية للأبقار الحلوب، متسائلا لماذا تنتج بقرة “هولشتاين” الهولندية 90 لتر يوميا لدى شركة “المراعي” السعودية، وتنتج 15 لترا فقط في الجزائر، مشيرا إلى أن الحل يكمن في الإنتاج بطريقة تنافسية واقتصادية داخل مجمعات إنتاج تتوفر على 100 بقرة حلوب على الأقل، لأن 85 % من المربين في الجزائر يتوفرون على أقل من 5 بقرات حلوب.

مقالات ذات صلة