-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
رغم قربها التقليدي من عمالقة الشرق روسيا والصين

الجزائر تحافظ على حيادية وسيادية سياستها الخارجية

محمد مسلم
  • 1880
  • 0
الجزائر تحافظ على حيادية وسيادية سياستها الخارجية
أرشيف

عملت أوساط دبلوماسية متربصة على استغلال زيارة الرئيس عبد المجيد تبون، إلى كل من روسيا وبعدها الصين، من أجل الإيهام بأن الجزائر تخلت عن مبدأ حيادها المعتاد في سياستها الخارجية، الذي لا يستهدف المصالح الحيوية الغربية وفي مقدمتها مصالح الولايات المتحدة الأمريكية.
وحلت مساعدة كاتب الدولة الأمريكي المكلفة بالمنظمات الدولية، ميشيل سيسون، بالجزائر الثلاثاء 25 جويلية 2023، في زيارة عمل، استقبلت خلالها من قبل نظيرها الجزائري، أحمد عطاف، ووزير العدل حافظ الأختام، عبد الرشيد طبي، وهي الزيارة التي تعد الثانية من نوعها في ظرف أقل من سنة.
وبحث الطرفان مجالات التعاون الثنائي والحوار الاستراتيجي بين الجزائر والولايات المتحدة الأمريكية، وفق بيان للخارجية، ولاسيما آفاق تعزيز التنسيق بين البلدين في مختلف المنظمات والهيئات الدولية ذات الانتماء المشترك وعلى رأسها مجلس حقوق الإنسان ومجلس الأمن التابعين للأمم المتحدة. كما استعرضا دعم المرشحة الأمريكية لعضوية محكمة العدل الدولية، سارة كليفلاند، تحسبا للانتخابات المزمع إجراؤها يوم التاسع نوفمبر المقبل بمنظمة الأمم المتحدة.
وجاءت زيارة المسؤولة الأمريكية إلى الجزائر، لتؤكد بأن الحسابات التي راهنت عليها تلك الأوساط، لم تجن غير الخيبة، لأن علاقات الجزائر الخارجية مع القطب الذي تتزعمه كل من روسيا والصين، ليست وليدة اليوم وإنما تعود إلى عقود خلت، ومع ذلك لم تتأثر علاقاتها بالولايات المتحدة الأمريكية.
وقبل أن يزور الرئيس تبون بكين وموسكو، كانت الجزائر قد تحفظت على العديد من القرارات الأممية التي تدين العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا، والتي كانت وراءها الولايات المتحدة الأمريكية وشركائها في المنظومة الغربية، ومع ذلك لم تتوقف زيارات المسؤولين الأمريكيين إلى الجزائر، ولم تنقطع المكالمات بين مسؤولي البلدين.
فقد زارت سيسون ذاتها الجزائر في 23 يناير المنصرم واستقبلت من قبل رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان، عبد المجيد زعلاني، وقبل أن تغادر الجزائر “حيّت” الجهود التي بذلتها الجزائر على صعيد تحسين ترسانتها القانونية فيما يتعلق بحقوق الإنسان وحرية التعبير، كما تباحثت يندي شيرمان، نائب وزير الخارجية الأمريكي، مع نظيره الجزائر في فبراير من العام الجاري.
كما زار منسق شؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بمجلس الأمن القومي الأمريكي، بريت ماكغورك، الجزائر في ديسمبر الأخير، واستقبل من قبل الرئيس عبد المجيد تبون، وكبار المسؤولين في وزارة الدفاع الوطني. وبينما كانت الحرب الروسية الأوكرانية على أشدها، حط كاتب الدولة الأمريكي للشؤون الخارجية، أنطوني بلينكن، الرحال في الجزائر، وكان ذلك في نهاية شهر مارس من السنة المنصرمة.
وفي النصف الأول من الشهر الجاري، وجه كاتب الدولة الأمريكي للشؤون الخارجية، دعوة لنظيره الجزائري، أحمد عطاف، وفق ما جاء في رسالة كشفت عنها الخارجية الجزائرية، للقيام بزيارة عمل إلى واشنطن، وقد جاءت زيارة ميشال سيسون، لتحضير هذه الزيارة، التي ستشكل فرصة لعقد الدورة السادسة للحوار الاستراتيجي بين الجزائر والولايات المتحدة قريبا في العاصمة الأمريكية.
وفي السياق ذاته، يجري التحضير لانعقاد منتدى الأعمال الذي يجمع الشركات الكبرى ورجال الأعمال في ظل قانون الاستثمار الجديد الذي تريد من خلاله الجزائر استقطاب مزيد من رؤوس الأموال الأمريكية، وكذا انعقاد الدورة السادسة للحوار الاستراتيجي الجزائري-الأمريكي، الذي سيمكن من تقييم واقع التعاون متعدد الأبعاد بين الجزائر والولايات المتحدة الأمريكية.
وتبقى الشراكة الجزائرية الأمريكية في الوقت الراهن مقتصرة بشكل كبير على قطاع الطاقة، وهو الأمر الذي لا تحبذه الجزائر، كونها تتطلع إلى مساهمة الولايات المتحدة في توسيع آفاق هذه الشراكة، من التعاون في المسائل الأمنية وجهود مكافحة الإرهاب والجريمة العابرة للحدود في شمال إفريقيا ومنطقة الساحل، وكذا الطاقة إلى بقية القطاعات الأخرى التي تخلق الثروة وتولد مناصب الشغل لمواجهة مشكلة البطالة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!