الجزائر
عودة ارتفاع الإصابات بالفيروس تثير هاجس الحجر

الجزائر أمام شهر عسير مع كورونا!

وهيبة سليماني
  • 6111
  • 1
أرشيف

ارتفعت، لأوّل مرة منذ أشهر عديدة، حالات الإصابة بفيروس كورونا في الجزائر خلال الأسبوع الأول للعام الجديد 2022، بشكل مخيف، أعاد هاجس الحجر الصحي، حيث قفزت حصيلة الإصابات إلى 421 إصابة ووفاة 5 أشخاص، الأمر الذي يعتبره المختصون في الشأن الصحي، ملامح ومؤشرات لشهر عسير قد ينتهي بحصيلة أثقل تكون، حسبهم، نتيجة الاستهتار والتهاون المسجّل في مناسبات واحتفالات شهدتها البلاد مع نهاية 2021.

مهياوي: الجرعة الرابعة للقاح كورونا واردة جدا

ويؤكد هؤلاء المختصون، أنّ الأرقام التي تكشف عنها وزارة الصحة والسكان بعيدة عن الواقع، وأنّ عدد الإصابات الجديدة بـ”كوفيد 19″ تزيد بـ 5 أو 6 مرات عن تلك المسجلة رسميا، حيث تتجاوز 2000 إصابة جديدة.. أرقام مخيفة تنذر بخطر حقيقي قد يحمله شهر جانفي 2022.
وفي السياق، أكّد البروفسور كمال جنوحات رئيس المخابر المركزية بمستشفى رويبة ورئيس الجمعية الوطنية لعلم المناعة، أنّ التصاعد الحالي لعدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد كان متوقعا، وأن شهر جانفي سيكون عسيرا، حيث يعرف انتشارا مزدوجا لفيروسين هما “دلتا” و”أوميكرون”.
وقال جنوحات، إنّ سرعة انتشار “أوميكرون” في حال عدم اتخاذ إجراءات الوقاية، ستزيد الوضع سوء، مرجعا عودة التصاعد الملحوظ لحالات كورونا، إلى استهتار العائلات وتجاهلهم لطرق الوقاية خلال عطلة الشتاء، واحتفالات تتويج الفريق الوطني لكرة القدم، و”الريفيون”، وأيضا الدخول المدرسي.
وأشار البروفيسور كمال جنوحات إلى أن الأيام القليلة المقبلة ستشهد ارتفاعا ملحوظا لحالات الإصابة بفيروس كورونا، موضحا أنّ الإصابات التي تعلن عليها وزارة الصحة بشكل رسمي، بعيدة عن الواقع، مضيفا أن هناك حالات خفيفة وأخرى لا تخضع للفحص الطبي اللازم، حيث إن 400 حالة إصابة كل 24 ساعة، حسبه، أقل بـ5 أو 6 مرات من الإصابات الحقيقة الموجودة في الجزائر والتي عادة ما لا يتم الكشف عنها من قبل أصحابها، مشيرا إلى أن الحصيلة الرسمية تعتمد على تحاليل الـ”بي سي آر فقط، في حين أنّ كثير من المواطنين يجرون تحاليل الجينات المضادة أو تحاليل سيرولوجية.
ويرى جنوحات أنّ عدد الإصابات بكورونا خلال 24ساعة، يتجاوز 2000 إصابة، إلاّ أنّ ذلك، حسبه، لم يشكل ضغطا واكتظاظا ملحوظا في مصالح “كوفيد 19” بالمستشفيات العمومية، حيث تبقى الوقاية المتمثلة في الإقبال على اللقاح وارتداء الكمامة مطلوبة.
وفي ذات الموضوع، يرى البروفسور محمد بقاط بركاني، رئيس عمادة الأطباء، أن نتائج الاستهتار والتراخي والتهاون الذي تميز به الجزائريين مع نهاية 2021، ستبرز جليّا خلال 15 يوما القادمة، حيث كانت الموجة الرابعة متوقعة، حسبه، بالنظر إلى عدة عوامل، مؤكدا أن الحالات الحقيقة الجديدة يوميا هي 4 أو 5 مرات لتلك التي تعلن عنها وزارة الصحة بطريقة رسمية.

فهم طبيعة الوباء “يزيح” فرضية العودة للحجر الصحي
واستبعد البروفيسور كمال جنوحات رئيس المخابر المركزية والجمعية الوطنية لعلم المناعة، العودة إلى الحجر الصحي، خاصة بعد فهم طبيعة وباء كورونا، وكيفية التعامل معه، وقال إن “الوضع الاقتصادي صعب للغاية، وهذا ما يجعل السلطات المعنية، لا تفكر حسبه، في الرجوع ثانية إلى الغلق وتدابير حظر التجول والحجر المنزلي”.
ومن جهته، أوضح البروفسور محمد بقاط بركاني، أن أمر العودة إلى الحجر الصحي، غير وارد، وأن الحل اليوم يتمثل في اللّقاح وارتداء الكمامة، لإعادة الإصابات بكورونا إلى الانخفاض مرة ثانية.

إقرار الجرعة الرابعة وارد جدا
وفي ذات السياق، توقع البروفيسور رياض مهياوي، عضو اللجنة العلمية المكلفة بمتابعة”كوفيد 19″، استمرار التسلسل التصاعدي لحالات الإصابة بكورونا، وذلك بالنظر حسبه، إلى التجاوزات الصارخة في الأسواق والفضاءات العمومية، والمناسبات والأعراس، مؤكدا أن إقرار جرعة رابعة للتلقيح ضد كورونا غير مستبعد حاليا.
و يرى مهياوي، أنه مع تطور الفيروس وظهور متحورات جديدة، أثبتت الدراسات العلمية، أن كل موجة تتطلب جرعة جديدة، تتناسب وخصائص الفيروس، وهو ما تدرسه المخابر المطورة للقاح.
وذكّر المختص، بفرض وزارة الصحة الجرعة الثالثة من أجل تعزيز المناعة للأشخاص الملقحين، التي تتضاءل بعد انقضاء 6 أشهر عن آخر تلقيح.
ونفى المتحدث نفيا قاطعا فكرة العودة إلى الحجر الصحي، خاصة بعد امتلاك، حسبه، أسلحة قوية لمواجهة جائحة كورونا، كسبل الوقاية واللقاح، ولا يرى مهياوي، حيث دعا الجزائريين إلى الإقبال على التلقيح بقوّة.
وأوضح البروفسور رياض مهياوي، عضو اللجنة العلمية المكلفة بمتابعة”كوفيد 19″، أن فرض الجواز الصحي في السفر والدخول إلى الأماكن العمومية والمؤسسات العمومية والخاصة، الحل المناسب، لتحقيق مناعة تجعلنا، حسبه، نتعايش مع كورونا مستقبلا.

مقالات ذات صلة