الجزائر
لا يقومون بها إلا بأمر الطبيب أو الضرورة

الجزائريون يخافون التحاليل الطبية

الشروق أونلاين
  • 7472
  • 15
الأرشيف

حذرت جمعيات الأمراض المزمنة من غياب ثقافة التحاليل الطبية لدى الجزائريين، ما ساهم في انتشار غير مسبوق لمختلف الأمراض المزمنة في حالات متقدمة، يصعب معها العلاج، ما جعل العديد من الجمعيات تبادر إلى تنظيم حملات تشخيص واسعة، لا تخلو من اكتشاف حالات مرضية بالجملة، في مقدمتها السكري وضغط الدم والسرطان، باعتبارهم من أكثر الأمراض انتشارا وسط الجزائريين. وينصح الأطباء كل مواطن بإجراء تحاليل عامة كل ستة أشهر، وعلى الأكثر مرة في السنة، لضمان متابعة صحية لمختلف وظائف الجسم، وهذا ما لا يقوم به أغلب الجزائريين الذين يلجأون إلى عيادات التحاليل الطبية عند الضرورة فقط.

أكد الدكتور فروخي عمر رئيس الجمعية الجزائرية للبيولوجيا ومخابر التحليل الطبي، أن 80 بالمائة من التحاليل الطبية التي يقوم بها المواطنون تكون “ايجابية”، وتدل على حالات متقدمة لانتشار الأمراض المزمنة، في مقدمتها السكري الذي تحول، حسب المتحدث، إلى “شبه وباء” ودخل بيوت أغلب الجزائريين.

وحسب دراسة قام بها مصدرنا فإن 90 بالمائة من الجزائريين لا يقومون بالتحاليل الطبية إلا بأمر الطبيب أو أمور عاجلة وإجبارية، وهذا ما يفسِّر الانتشار الوبائي للعديد من الأمراض أخطرها السرطان الذي يصيب 50 قرابة ألف جزائري سنويا، في مقدمته سرطان الثدي الذي يصيب 10 آلاف امرأة سنويا، وأضاف فروخي لـ”الشروق” أن مرض فقر الدم بات من أكثر الأمراض انتشارا وسط الشباب وحتى الأطفال، بسبب النمط الغذائي للجزائريين، والذي يعتمد على الكثير من المواد الكيماوية على حساب الأغذية التقليدية الصحّية، وعلى الكم وليس النوع، وأكد أن 60 بالمائة من التحاليل المتعلقة بفقر الدم تكون ايجابية وفي مراحل متقدمة، بسبب غياب ثقافة التحاليل الطبية الدورية التي يجب أن تكون مرة كل سنة على الأقل لكل شخص تجاوز العشرين  سنة، وقال محدثنا إن مصالح الضمان الاجتماعي تعاقدت مع عدد كبير من العيادات الخاصة للتحاليل الطبية من أجل الكشف المجاني للمواطنين المؤمَّنين اجتماعيا، وبالرغم من هذا فإن أغلب المواطنين يفضلون عدم القيام بالتحاليل، إلا في الضرورة القصوى.

من جهته، كشف رئيس الجمعية الجزائرية للسكري السيد فيصل أوحدة لـ”الشروق” أن 85 بالمائة من حالات السكري “النوع 02 ” تُكتشف في مراحل متأخرة، وهذا ما يؤثر سلبا على وظيفة البنكرياس الذي يصبح عاجزا على إفراز هرمونات الأنسولين، ما يتطلب في أغلب الأحيان اللجوء إلى الأقراص وحقن الأنسولين، وأكد أن جمعيته قامت مؤخرا بحملة كشف وتوعية واسعة بالعاصمة حيث تم اكتشاف عدد كبير من حالات السكري لدى أشخاص يجهلون إصابتهم بالمرض، وبالنسبة لمرضى السكري فإنهم مطالبون بتحليلات إجبارية كل ثلاثة أشهر لمعرفة مستوى السكر في الدم، وتقوم المستشفيات والعيادات الجوارية بهذه التحاليل بالمجان، غير أن أغلب المرضى يهملون القيام بهذه التحاليل ما يجعلهم عرضة لمضاعفات السكر التي تتمثل في العمى وبتر القدمين والإصابة بأمراض القلب والعجز الكلوي.

من جهته، أكد رئيس الجمعية الجزائري للجراحة ورئيس قسم الاستعجالات الطبية لمستشفى مصطفى باشا البروفسور محمد غرينيك أن السبب الأول لانتشار الأمراض المزمنة والقاتلة في الجزائر هو غياب التشخيص المبكر، ما يكلف الدولة ميزانية ضخمة لعلاج أمراض كان يمكن تفاديها، وكشف أن الدول المتقدمة باتت تعتمد اليوم على الوقاية وحملات التوعية والكشف المبكر، لتفادي الوقوع في الأمراض المزمنة التي تصاحب المريض مدى الحياة وتكلف أدويتها أموالا طائلة، وبيّن البروفسور أن المواطن الجزائري يتحرك عندما “يقع الفأس في الرأس” ويكتشف إصابته بالمرض عن طريق الصدفة خلال فحص طبي أو صدمة عصبية أو دماغية أو إغماء، وهذا ما يجعل التحكُّم في المرض صعبا وأحيانا لا ينفع العلاج إلى إذا هيمن الداء على مختلف وظائف الجسم.

مقالات ذات صلة