الجزائريون يتابعون مباريات ربع نهائي “الكان” بخلفية خضراء
![الجزائريون يتابعون مباريات ربع نهائي “الكان” بخلفية خضراء](https://i.dzs.cloud/www.echoroukonline.com/wp-content/uploads/2021/12/الجماهير-الجزائرية.jpg?resize=790,444.375)
ما لم يكن يتصوّره أكثر المتشائمين، من متابعي المنتخب الجزائري، تحقق، وتحوّل أنصار الخضر، من أنصار لرفقاء رياض محرز، إلى مشاهدين ومتابعين لما تفعله بقية المنتخبات، خاصة تلك التي بلغت الدور الربع النهائي، التي تغيّر مستواها من مباراة إلى أخرى، وهو ما جعل ميلان الأنصار الجزائريين لهذا المنتخب أو ذاك والاستقرار عليه ضرب من الخيال والمستحيل، فتحوّلت المشاهدة بخلفية المنتخب الجزائري بكثير من الحسرة والغضب أحيانا.
الذين يقولون بأن الشك لم يدخل قلوب الجزائريين بعد مباريات “الكان” الثلاثة المخيبة، والتي جاءت بعد وجه باهت أمام بوركينا فاسو في البليدة، كذب على أنفسهم، لأن الذي تشبث في كون كوت ديفوار التي فازت على الجزائر بالأداء والنتيجة وكانت قادرة على الفوز بأكثر من ثلاثة، فردوها إلى قوة الإيفواريين عادوا ليسحبوا تبريرهم بعد أن عجز الغول الإيفواري من بلوغ ضفاف الحارس المصري الشناوي، والذين تشبثوا بالأرضيات السيئة وبارتفاع نسبة الرطوبة وحكاية العجز عن التنفس، شاهدوا ما قامت به المنتخبات الأخرى من جهود بدنية كبيرة لم تؤثر أبدا على قدراتها، وصارت كل مقابلة تلعب في البطولة الإفريقية يتم إسقاطها على حالة المنتخب الجزائري في “الكان” في الكامرون، عندما سنحت له ثلاث فرص كاملة أمام منتخبين متوسطين وآخر دون الجيد، ومع ذلك عجز عن تحقيق انتصار واحد وهو الذي أمضى 35 مباراة من دون هزيمة على مدار أكثر من ثلاث سنوات.
الجزائريون الذين اشتركوا في القناة القطرية التي تمتلك حصرية بث المباريات الإفريقية، بمبلغ 6000 دج ليس لهم من خيار سوى متابعة المباريات والتحليلات إلى غاية صافرة نهاية المباراة النهائية، يتابعون بكثير من التدقيق مباريات منتخب الكاميرون ويحفظون أسماء كل المتألقين فيه، لأن الكامرون هو منافس “الخضر” في المقابلة الفاصلة لأجل التأهل إلى المونديال وأقنعوا أنفسهم بأن منافسة المونديال أهم بكثير من كأس أمم إفريقيا التي فيها الكثير من التناقضات، في سوء التنظيم والتحكيم وبعض الأمور، فباشروا التركيز على موعد مارس، مع متابعة تطوّر بقية المنتخبات ومنهم من لم يصدق لحد الآن، بأن الجزائر قد خرجت فعلا من الدور الأول، في مفاجئة مدوية وخيبة شعر بها الجزائريون الذين عاشوا في صيف 2019 الأفراح الإفريقية، وعاشوا منذ أسابيع أفراحا مثلها بعد التتويج بلقب الكأس العربية، فصاروا لا يتصوّرون منتخب بلادهم إلا فائزا حتى ولو تعلق الأمر بكأس العالم.
تتويج الجزائر الإفريقي في مصر جعل قلب البعض يخفق للفراعنة، كما تخفق حاليا بقطر لأنه موطن فوز الخضر بكأس العرب، والكل لا يفكر في أيام خيبة سابقة وأيام أمنيات قادمة، في انتظار نهاية كأس أمم إفريقيا التي ستذهب، وتبقى الكامرون المنتخب الذي لم يسبق وأن فزنا عليه، وعلينا أن نفوز عليه في مارس.