-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
في انتظار جولة الحسم الثانية... النائب عن الجالية سعد لعناني لـ"الشروق":

الجزائريون أمام حتمية التوحّد لمواجهة اليمين الفرنسي المتطرف

محمد مسلم
  • 1508
  • 0
الجزائريون أمام حتمية التوحّد لمواجهة اليمين الفرنسي المتطرف
أرشيف

في سابقة لم تحدث منذ الحرب العالمية الثانية، حقق اليمين الفرنسي المتطرف، ممثلا في حزب آل لوبان، تقدما ملحوظا على منافسيه في سباق الانتخابات التشريعية المسبقة، غير أن هذا التقدم لم يكن كافيا ليمكن هذا التيار من إطباق حكمه على فرنسا، لأن ما حققه يعتبر أغلبية نسبية تضعه تحت رحمة البحث عن ائتلاف قد لا يتحقق.
ولم يكن تكتل “الجبهة الشعبية الجديدة” وهو تحالف مشكل من طرف أحزاب اليسار المختلفة بعيدا عن الحزب اليميني المتطرف، فقد كان الفارق خمسة من المائة، فيما يتطلع الجميع إلى نتائج الدور الثاني، المرتقب على بعد أقل من أسبوع (الأحد المقبل)، والتي من شأنها حسم الاستحقاق، إما بتكريس فوز اليمين المتطرف، أو بتشكل تحالف واسع يطيح بطموح هذا التيار الموصوف بالفاشي.
كيف تلقى المهاجرون وأبناء الجالية الجزائرية في فرنسا نتائج الدور الأول؟ وكيف سيتعاطون مع الدور الثاني؟ وكيف سيكون موقفهم في حال تأكد فوز حزب “التجمع الوطني” في هذا الاستحقاق، واحتمال قيادته للجهاز التنفيذي، التي ستواجهها من دون شك عقبات كبيرة، برأي الكثير من المراقبين، بالنظر إلى رفض شريحة واسعة من الفرنسيين، وصول متطرفين إلى سدة الحكم من شاكلة حزب لوبان.
يقول النائب عن الجالية الوطنية بالخارج (فرنسا)، سعد لعناني، في تواصل مع “الشروق”، إن نتائج الدور الأول من الانتخابات التشريعية المسبقة، جاءت بما كان يتخوف منه الكثيرون، وهو تقدم اليمين المتطرف بقيادة حزب الجبهة الوطنية الفرنسية سابقا، على معسكر اليسار “الجبهة الشعبية الجديدة”، بزعامة حزب “فرنسا الأبية”، التي يقودها السياسي الثائر، جون لوك ميلونشون، ومعسكر الرئيس إيمانويل ماكرون، “معا”، الذي خسر الأغلبية المطلقة التي حققها في الانتخابات التشريعية السابقة.
وبالنسبة للنائب لعناني الذي يقيم في فرنسا، فإن النتائج التي تمخضت عن الانتخابات التشريعية المسبقة لم تكن مفاجئة للمراقبين، لأنها جاءت بعد فوز اليمين العنصري المتطرف في فرنسا بالانتخابات البرلمانية الأوروبية التي جرت في التاسع من الشهر المنصرم، وهو الفوز الذي تحقق في ظل تطور غير مرحب به، تمثل في زحف هذا التيار العنصري على القارة الأوروبية عموما وليس في فرنسا وحدها.
وأمام هذا المعطى السياسي المخيف، يرى النائب عن الجالية الجزائرية بالخارج، أن أفضل طريقة لمواجهة هذه الظاهرة، هو “وقوف الجالية الجزائرية ومعها المسلمة والمغاربية بحزم أمام التهديدات الخطيرة التي يؤكدها يوما بعد يوم هذا اليمين العنصري، تلميحا أحيانا وتصريحات أحيانا أخرى”.
وفي انتظار موعد الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية، لم يبق أمام الجالية الجزائرية والمسلمة والعربية عموما، برأي النائب لعناني، سوى “تأكيد التصويت الذي قامت به في الجولة الأولى لصالح تكتل “الجبهة الشعبية الجديدة”، وذلك بهدف منع المتطرفين العنصريين من تحقيق نتائج ساحقة في الدور الثاني، أو بالأحرى منعهم من تحقيق الأغلبية المطلقة بما يمكنهم من الإطباق على حكم فرنسا”.
أما في حال وصولهم (اليمين المتطرف) إلى الحكم، يقول النائب عن الجالية، فإن “الحل الوحيد هو رص الصفوف وتنظيم الجالية من أجل الدفاع عن حقوقها بقوة واستحقاق”، وهنا استغل النائب الفرصة ليطالب “بتشكيل المجلس الوطني للجالية، الذي دعا إليه الرئيس عبد المجيد تبون، لكي يكون درعا حصينا للجالية وللوطن بشكل عام”.
ويشكل احتمال سيطرة اليمين المتطرف على الأغلبية المطلقة، ليس فقط تحد للجاليات المسلمة والمهاجرة، وإنما للدولة الفرنسية برمتها، لأن نسيجها الاجتماعي سيبقى معرضا للتفكك، بسبب السياسات العنصرية التي سينتهجها اليمين المتطرف خلال الخماسية المقبلة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!