التلميذ “أكرم” يفقد البصر بسبب “حجر طائش”!

لم يكن يعلم التلميذ النجيب “أكرم” صاحب العشر سنوات أنه سيفقد البصر نهائيا خلال عودته من المتوسطة التي يدرس بها متوجها نحو منزله رفقة والدته، وأن ذلك اليوم سيكون آخر يوم يبصر فيه النور بعينه اليسرى وأن مستواه الدراسي سيتراجع، بسبب ضربة قوية بحجر “طائش”.
تفاصيل الحادثة التي خلفت حزنا عميقا وتعاطفا كبيرا من قبل الحاضرين بجلسة المحاكمات بمحكمة الجنايات الابتدائية بالدار البيضاء في العاصمة الثلاثاء، جرت وقائعها بمنطقة حسين داي في العاصمة منذ أشهر، أين كان الضحية “ب. أكرم” تلميذ بالسنة الأولى متوسط عائدا من الإكمالية التي التحق بها لأول مرة، اصطحبته والدته رفقتها نهاية الدوام الصباحي لاقتناء بعض الحاجيات لتتفطن بعد نزولها من محطة الترامواي على صراخ ابنها من شدة الألم، بعد تلقيه ضربة قوية بحجر قذفه شاب عشريني صوبه خلال عراك بالحي ليصيب الضحية إصابة مباشرة على مستوى عينه، أثناء شجار وتقاذف بالحجارة بينه وبين مجموعة من الشبان.
الضحية نقل على جناح السرعة من قبل المواطنين الذين كانوا بالمكان إلى مصلحة الاستعجالات لتلقي الإسعافات الأولية ثم تحويله إلى المؤسسة الاستشفائية بحسين داي “بارني”، أين خضع لعملية جراحية دقيقة ومستعجلة بعد إصابته الخطيرة التي فقد بسببها عينه اليسرى نهائيا، وتعويضها بعين اصطناعية واحتمال تضرر العين الأخرى مستقبلا وفقدان حاسته الوظيفية بالبصر نتيجة إصابة في العصب، حسب تقرير الخبرة الطبية بالملف.
ولم ينكر المتهم “ع.أيمن” البالغ من العمر 23 سنة لدى مثوله الثلاثاء، للمحاكمة عن جناية الضرب والجرح العمدي المفضي لعاهة مستديمة ضد قاصر وقائع الاعتداء، مشيرا إلى أن الأمر حدث عن طريق الخطأ، فيما كشف النائب العام خلال مرافعته أن المتهم تسبب في تدمير مستقبل الطفل”اكرم” الذي لا يزال تحت تأثير الصدمة، وتدهور حالته النفسية نتيجة تعرضه للتنمر من طرف زملائه بسبب عينه الاصطناعية، وتراجع مستواه الدراسي بعدما كان يتحصل على أعلى النقاط، وأضاف النائب العام أنه مهما كانت شدة العقوبة فلن تتساوى مع خطورة الوقائع وخلفياتها وآثارها السلبية على حياة الضحية وعائلته، مطالبا بأقصى عقوبة يقرها القانون وتوقيع 20 سنة سجنا نافذا في حق المتهم.