الجزائر
أكدوا أن لا خلاص من كورونا في ظل الإستهتار.. مختصون يقترحون:

..التلقيح إجباري

بلقاسم حوام
  • 12882
  • 9

طالب مختصون وأساتذة وأولياء بضرورة توجه الجزائر إلى إجبارية التطعيم، لمواجهة العزوف الكبير عن التلقيح ضد كورونا، خاصة مع تنامي عدد الإصابات وتهديد متحور أوميكرون بعودة الأيام السوداء التي عاشها الجزائريون في الموجة الثالثة، أين كان الأوكسجين أغلى من الذهب، وكانت الأرواح تتساقط في المستشفيات أمام عجز الأطباء وبكاء المواطنين، الذين نسوا سريعا تلك المشاهد المؤلمة وتحولت مراكز التلقيح اليوم إلى هياكل فارغة وتعرض ملايين الجرعات إلى التلف لنهاية صلاحيتها قريبا.

بقاط: أغلب الدول الأوروبية أجبرت عمالها على التطعيم

وفي هذا الإطار، أكد رئيس عمادة الأطباء الجزائريين بقاط بركاني لـ”الشروق” أن أغلب الدول الأوروبية فرضت على عمالها التلقيح من أجل مباشرة وظائفهم، وهذا ما أدى حسبه إلى نجاح عملية التلقيح هناك، والتي تجاوزت 95 بالمائة وحققت المناعة الجماعية “ورغم ارتفاع عدد الإصابات التي بلغت عشرات الآلاف يوميا في تلك الدول، غير أن نسبة الوفيات تكاد منعدمة، بسبب إجبارية التلقيح التي شملت العمال في المؤسسات العامة والخاصة وامتدت بعدها إلى المواطنين بفرض الجواز الصحي كشرط لدخول جميع المرافق والإدارات وحتى الجامعات والمنشآت الرياضية والثقافية..”.

مرابط: الأطباء أول الفئات التي يجب إلزامها باللقاح

وقال بقاط “الوضعية الوبائية في الجزائر لا تبشر بخير، والخوف كل الخوف أن نعيش موجة رابعة أخطر من الثالثة بسبب بداية انتشار فيروس أومكرون، الذي يتطلب منا صرامة أكثر في إنجاح عمليات التلقيح التي تبقى السبيل الوحيد لمواجهة الوباء وتعزيز المناعة الجماعية، والسلطات الصحية مطالبة بالتحرك قبل فوات الأوان، وعلى المواطنين الوعي أكثر بخطورة هذا الوباء وعدم الطمأنينة والتهاون في إجراءات الوقاية لأن المنحنى التصاعدي للإصابات قد يجعلنا في فترة حرجة لا نجاة فيها إلا للملقحين وأصحاب المناعة العالية”.

بوديبة: مجانية التحاليل والتحسيس من شروط نجاح العملية

واقترح المتحدث البداية في إجبارية التلقيح للأساتذة والأطباء وعمال الوظيف العمومي والنقل وبعدها إلى بقية المواطنين.

ومن جهته، أصرّ رئيس النقابة الوطنية لمستخدمي الصحة العمومية إلياس مرابط، على ضرورة إجبار الأطباء ومستخدمي الصحة على التلقيح، بسبب الضعف الكبير لهذه الفئة على التطعيم ضد الوباء، وأكد أن عمال الصحة يجب أن يكونوا القدوة في إنجاح عمليات التلقيح، “ولا يمكن ضمان استقرار الجيش الأبيض في مواجهة الجائحة إلا بضمان التلقيح الذي سيساعد أصحاب المآزر البيضاء في التصدي للفيروس الذي أنهى حياة الكثير من الأطباء والممرضين ورؤساء المصالح الطبية، والذين كان بعضهم في أوج قوته وشبابه”.

ودعا مرابط في تصريح لـ”الشروق” الجزائر إلى الاقتداء بالدول التي نجحت في مواجهة الوباء، وقللت عدد الوفيات بشكل كبير، والتي أجبرت جميع الأطقم الطبية على التلقيح ومنعت دخول المستشفيات لغير الملقحين من الأطباء والممرضين وحتى الإداريين وأعوان الاستقبال..

واقترح المتحدث برمجت إجبارية التلقيح بالتدرج، بفرضها على العديد من الفئات التي تحتك بالمواطنين على غرار الأساتذة والأطباء وعمال مراكز البريد وسونلغاز وعمال الحالة المدنية والنقل والبنوك..، “وبعدها توسيع دائرة المرافق التي يمنع دخولها لغير الملقحين، لأن الجزائر تعيش حاليا فائضا في اللقاح ولا وجود لعذر بالنسبة للذين يمتنعون عن التلقيح”.

وبدوره اعترف الناطق باسم نقابة المجلس الوطني المستقل لمستخدمي التدريس للقطاع ثلاثي الأطوار للتربية “كناباست”، مسعود بوديبة بتعثر عملية التلقيح وسط الأساتذة، مؤكدا أنها تسير ببطء كبير، بسبب غياب العمليات التحسيسية وعدم اقتناع البعض بالعملية، وقال إنه لا يمكن إنكار أن شريحة معتبرة من الأساتذة أقبلت على التلقيح في حين فضّلت شريحة أخرى التريث، وقال بوديبة في تصريح لـ”الشروق” إنه مع إجبارية التلقيح في الوسط المدرسي بالنسبة للأساتذة وعمال الإدارة بشرط ضمان مجانية التحاليل الطبية التي حالت دون تلقيح الكثير من الموظفين، بالإضافة إلى تكثيف عمليات التلقيح التي تبقى السبيل الوحيد لمواجهة الوباء.

وفي نفس السياق، أكد رئيس الفدرالية الوطنية لأولياء التلاميذ خالد أحمد أنه لا يمكن الحديث عن التلقيح وسط المتمدرسين دون إجبار الأساتذة على التلقيح، قائلا “قلتها منذ البداية التلقيح الاختياري سيفشل العملية قبل أن تبدأ” .

مقالات ذات صلة