-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

التكوين.. الحل الأنسب

ياسين معلومي
  • 1359
  • 0
التكوين.. الحل الأنسب

تمكّن أشبال المنتخب الوطني الجزائري لكرة القدم أقل من 17 سنة من تحقيق إنجاز تاريخي بتتويجهم بالكأس العربية الأولى للجزائر في هذه الفئة، عقب تجاوزهم عقبة المنتخب المغربي في المقابلة النهائية التي تبقى راسخة في أذهان كل الجزائريين، باعتبار أنه لأول مرة تفوز هذه الفئة العمرية بتتويج قد يكون بادرة خير وتحضير جيد لنهائيات كأس أمم إفريقيا لأقل من 17 سنة المقررة في أفريل القادم بالجزائر، وسيرفع حتما من سقف طموحات المنتخب الوطني في الاستحقاقات الدولية المقبلة، شريطة المحافظة على نفس الطاقم الفني الذي يختار طبعا أحسن اللاعبين الذين سيكونون مستقبلا النواة الأساسية لمختلف المنتخبات الوطنية.

تتويج المنتخب الوطني لأقل من 17 سنة بكأس العرب هو صفعة لكل رؤساء الأندية المحترفة التي تختار أطقم تدريب من الخارج، وتدفع أجورهم بالعملة الصعبة وتتفادى الإطار الجزائري الذي لو تمنح له نفس إمكانات الأجنبي يحقق المعجزات، والدليل أن مدرب منتخب أقل من 17 سنة خريج المدرسة الجزائرية رزقي رمان قد أثبت للجميع أن النتيجة التي حققها أمام المنتخبات المنافسة ليست ضربة حظ، هذا التقني يعتبر الأحسن في الجزائر من حيث تكوين اللاعبين، حيث كان وراء اكتشاف عدد كبير من اللاعبين سواء في فريقه الأصلي رائد القبة أو نصر حسين التي أشرف عليها منذ سنوات، وكان وراء ثورة في الفريق أذهلت كل المتتبعين، لكن إدارة النصرية صدّرت عددا كبيرا من اللاعبين (الذين كان يقحمهم المدرب رمان) إلى تونس وتحصلت من ورائهم على أموال طائلة.

منطقيا فإن إنجاز شبان الجزائر الذين فازوا بالتاج العربي وسيطروا على منتخبات عربية لها باع كبير في مثل هذه المنافسات، يجعل المسؤولين في الوزارة أو “الفاف” أمام ضرورة استدعاء كل رؤساء الأندية وإجبارهم على بعث أكاديميات تكوين اللاعبين، مثلما قام به نادي بارادو وتقوم به أغلب الأندية العالمية، لأن اللاعب الذي يتكون بطريقة صحيحة وسليمة بإمكانه الوصول إلى المستوى العالي، ويكون أحسن بكثير من لاعب لم يمر على أكاديمية تكونه بطريقة علمية.

عندما قررت الاتحادية السابقة بناء مراكز لتكوين اللاعبين في بعض المناطق احتج رؤساء الأندية وقالوا أن مهام “الفاف” ليس تكوين اللاعبين التي هي من مسؤولية الأندية، غير أن ذلك لا زال حبرا على ورق، حيث لم يستطع أي فريق إقامة وتأسيس أكاديمية كروية مثل ما يحدث في الأندية العالمية، ما يعكس أن هم الأندية الأول والأخير هو جلب عدد كبير من اللاعبين بأموال طائلة ضاربين عرض الحائط سياسة التكوين، ويلجأون إلى مدربين أجانب لا يهمهم سوى الأموال على حساب بناء فريق قوي وفق أسس سليمة.

أحد اللاعبين السابقين اعتبر أن ما يحدث في الكرة الجزائرية يندى له الجبين، فبعد العنف الذي اجتاح ملاعبنا والرشوة التي فرضت نفسها في تحديد نتائج اللقاءات فقد أهمل الجميع ملف تكوين اللاعبين، حيث أن الأندية تصرف أموالا طائلة في تفاهات، لكنها لم تفكر يوما في إنشاء مركز تكوين أو أكاديمية مثل ما يحدث في الأندية الكبيرة، وهو ما يجعلنا نلتفت إلى المدارس الأوروبية لتدعيم مختلف المنتخبات الوطنية بلاعبين مزدوجي الجنسية، وهذا رغم أن الجزائر تزخر بمكونين من المستوى العالي ولاعبين يملكون إمكانات كبيرة لا ينتظرون سوى من يلتفت إليهم ويساعدهم ويوجههم ويِؤطرهم.

عندما سمعت تصريح أحسن لاعب في المنتخب الوطني لأقل من 17 سنة مسلم أناتوف ابن مدينة تندوف وهو يتمنى أن يصل إلى المنتخب الأول الذي يدربه جمال بلماضي أدركت أنه لو تهتم “الفاف” بهؤلاء الشبان سيكون لهم مستقبل زاهر وبإمكانهم على الأقل التقليل من جلب اللاعبين من الخارج، غير أن ذلك قد لا يتحقق بوجود مسؤولين لا يهمهم هؤلاء الشبان.. ماعدا إن كان هناك قرار سياسي ينظف المحيط ويزيح كل العراقيل.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!