-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
من نتائجها الوسواس القهري ونوبات الهلع والقولون العصبي

التكنولوجيات الحديثة أثَّـرت سلبا على الصحة النفسية

نادية سليماني
  • 481
  • 0
التكنولوجيات الحديثة أثَّـرت سلبا على الصحة النفسية

تعرف أمراض نفسية انتشارا ملحوظا بين الأفراد، ومنها نوبات الهلع، القولون العصبي والوسواس القهري، انفصام الشخصية وغيرها كثير، ويُعدد المختصون في علم النفس أسباب هذه الحالات، مؤكدين أن التطوّر الرهيب للتكنولوجيات الحديثة ساهم بدرجة كبيرة في إصابة الأشخاص بأمراض وعقد نفسية.

اكتسب أطباء الأمراض النفسية والعصبية قبولا في المجتمع السنوات الأخيرة، وصارت عياداتهم مكتظة بالمرضى، عكس سنوات سابقة، اذ كان مُجرّد نُصح شخص بزيارة طبيب نفسي يعد شتيمة كبيرة في المجتمع الجزائري!

ولكن مع تطور المجتمعات وانفتاحها على بعضها، وظهور التكنولوجيات الحديثة، التي رسخت ثقافات جديدة، وكشفت وقائع مخفية عن الأمراض النفسية، وخطورتها على صحة الشخص العقلية والجسدية، جعل من الطبيب النفسي يتساوى مع الطبيب العام أو المختص، من حيث أعداد المرضى الذين تستقبلهم عيادته.

التكنولوجيا الحديثة تسبب في خمول الجسد

من أسباب امتلاء العيادات النفسية أيضا، بحسب المختص في الأمراض النفسية، حسام زرمان، هو انتشار أمراض نفسية مختلفة، نذكر منها الوسواس القهري، الذي يدخل صاحبه في متاهة وخوف وشك يومي، كما يعيق ممارسته لحياته الطبيعية، وأيضا نوبات الهلع التي تسمى بالعامية “الخلعة”، وأعراضها صعبة جدا قد تفوق في حدتها أي مرض عضوي آخر، لأنها تسبب اختلالا كبيرا في وظائف جميع أعضاء الجسد، ومرض القولون العصبي الذي يعاني منه عدد كبير من الجزائريين البالغين، وأسبابه نفسية بحتة.

ويقول زرمان إن تطور التكنولوجيات الحديثة، ساهم في انتشار الأمراض النفسية، لأنها سببت خمولا في الجسد، إذ “يبقى الشخص لساعات وساعات أما هاتفه الذكي، منعزلا عن حياته الطبيعية، فيضيع على نفسه فرصا وتحديات كبيرة في الحياة. والنتيجة نكون أمام شخص خامل ومكتئب لا تجربة له لمواجهة مشاكل الحياة، ينهار نفسيا أمام أصغر مشكلة”.

وأكبر إشكال، بحسب محدثنا، هو عدم امتلاك كثيرين مهارات مواجهة الحياة الطبيعية، “نتعلم الأكل والشرب والعمل باعتبارها أساسيات العيش، متجاهلين أمورا أخرى وعلى رأسها الرياضة والاسترخاء، امتلاك مواهب السفر، المبادرة للأعمال الخيرية وتقوية الإيمان، جميع هذه السلوكيات تساهم في تحسين الحالة النفسية والمزاجية للفرد، وتجعله يتأقلم مع أي مشكلة تواجهه في الحياة”.

الرياضة والاسترخاء والسفر لمواجهة الضغوطات

أما الشخص الذي يعزل نفسه في دائرة مغلقة “أكل، عمل، نوم”، فيكون عرضة لأمراض القولون العصبي والاكتئاب، لأنه يواجهون الحياة بطرق خاطئة، فإما يكونون مندفعين جدا فاقدي السيطرة على أنفسهم، فيتحولون إلى أشخاص عصبيين وسريعي الغضب، أو يكبتون مشاعرهم وينعزلون، والكبت يولد الانفجار.

زرمان: علينا إدخال مادة لتعليم مهارات الحياة في مدارسنا

ويتأسف المختص النفساني، لعدم إدراج مادة تعليمية في أطوار التعليم الثلاثة، متعلقة باكتساب مهارات مواجهة الحياة.

وبحسبه، المؤسف أكثر استغلال المشعوذين وأشباه الرقاة، كثرة الأمراض النفسية في مجتمعنا، لإيهام الأشخاص أنهم مصابون بسحر وحسد وعين، بحثا عن الربح السريع، إلى درجة “فاق عدد الرقاة لدينا عدد الجن..!” بحسب وصف زرمان.

المُؤثرون على الإنترنت “يُحطمون” نفسية متابعيهم

كما حمل المتحدث، المؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي، مسؤولية إدخال متابعيهم في أزمات نفسية، وقال: “غالبية المؤثرين على مختلف منصات التواصل، عاشوا حياة صعبة وعقدا نفسية في الصغر، جعلتهم يركزون على إظهار الرفاهية المُزيفة لمتابعيهم، الذين يتأثرون بسهولة ويتمنون عيشة هذا المؤثر، أو يحسدونه”.

وينصح زرمان، بتعلم مهارات في الحياة، لغرض تفريغ الضغوطات، و”منها الرياضة وممارسة مختلف الهوايات. والرضا بما نملك، وعدم الانبهار بما يملكه غيرنا، حتى نخرج من مرض الغيرة والحسد القاتليْن، وعلينا أيضا مواجهة الحياة بشخصيتنا الحقيقية وليس بشخصية وهمية نختلقها”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!