جواهر

التكافؤ بين الزوجين وأسس اختيار شريك الحياة

جواهر الشروق
  • 9757
  • 27
ح.م

القبول النفسي والارتياح بين الشاب والفتاة في فترة الخطبة عامل هام لنجاح العلاقة بينهما بعد الزواج، لكن يأتي التكافؤ بينهما ليكون أحد العوامل الرئيسية التي يجب أن يراعيها الزوجان عند إختيار شريك الحياة، ولا مانع أن تأتي الكفة لصالح الزوج بعض الشيء ليكون شعور الزوجة بتميز زوجها عنها، وبالتالي تأتي القوامة، باحتوائه لها وقوامته النفسية عليها.

ويتحير الكثيرون عند تحديد معايير التوافق والتكافؤ بين الزوجين، فقد ترى بعض الفتيات أن الفروق في السن قد تكون سبباً للتعاسة الزوجية، في حين يرى بعض الشباب أن الفروق الكبيرة في السن بين الزوجين قد تكون معياراً للسعادة عندما تكون الزوجة دائماً صغيرة بالسن، ويتحدث معظم الآباء والأمهات عن التكافؤ المادي بين الزوجين، ليضمن والد العروس أن ابنته ستكون سعيدة.

مفهوم التكافؤ

والمقصود بالتكافؤ هنا ليس التطابق ولكن التقارب، ويكون التقارب في المستوى الديني والمادي والاجتماعي والفكري والثقافي والعلمي والعمري أيضا، كما يكون التقارب كذلك في العادات والتقاليد، وما يؤكد علي ذلك حديث الرسول صلي الله عليه وسلم عندما قال: ” ثلاث لا تؤخر، وهن الصلاة إذا أتت، والجنازة إذا حضرت، والأيم إذا وجدت كفؤا”. وضح الرسول صلي الله عليه وسلم في الشطر الأخير من الحديث شرطا ثالثا – خلاف الدين والخلق – لنجاح الزواج وهو الكفاءة بين الزوجين.

الكفاءة المطلوبة تكون في كل ما لا يستطيع أحد الطرفين التغاضي عنه وتجاوزه، فهناك مثلا فتاة تستطيع أن تتحمل أي صفة في زوجها إلا البخل، وأخري تستطيع أن تتحمل أي شيء إلا أن تعيش في مستوي مادي دون المستوي الذي اعتادت عليه في أسرتها، وأخري لا تتحمل أن تتزوج بمن هو أقل منها تعليما، بينما أخري تستطيع أن تتكيف مع اختلاف العادات والتقاليد التي تربت عليها ونشأت في ظلها، كما أنه هناك رجلا لا يستطيع أن يتقبل من هي أعلي منه ماديا أو تعليما، بينما آخر عنده من الثقة بالنفس ما يجعله يقدم علي الزواج ممن هي أعلي منه شهادة، ولا يشعرها بأي اختلاف إن هي تقبلت ذلك، بل علي العكس تكون زيجة ناجحة تماما.

 إفتقاد التكافؤ بداية المشكلات

الإحساس بعدم التكافؤ حينما يتملك أحد الزوجين، وبالذات الزوج ويحدث ما يؤيده من تصرفات أو تلميحات أو حتى نظرات فإن هذا نذير بوجود أزمة وسيتحول إلي ردود نفسية تترجم عمليا في سلوكيات، أو أقوال، ربما تصل للسخرية والاستهزاء، وقد تكون في كثير من الأحيان أمور غير مقصودة، أو أحداث تافهة لا تستحق أن تشغل مساحة من النقاش، ولكن مع الإحساس بعدم التكافؤ تتفجر وتسبب صدامات ومشاكل لا حصر لها، تستجلب الكثير من التبريرات واستحضار كل وسائل الدفاع التي في كثير من الأحيان تفشل في إعادة الوئام والاستقرار، وإن نجحت ما تلبث أن تنهار مرة أخرى بعد فترة وجيزة.

ولتفادي هذه المشكلات يجب في بداية التعارف بين الخطيبين من استثمار هذه الفترة للتعرف الدقيق على كل طرف، من حيث الطباع والسمات والميول والحالة المزاجية والأهداف والرؤى المستقبلية للحياة بعد الزواج والطموحات، الاهتمامات الشخصية، العلاقات الاجتماعية، وغيرها من الأمور التي إن لم يتم التعرف عليها وتقبلها والتعايش معها بعد الزواج، من الممكن أن تعصف بالزواج وتنتهي به والعياذ بالله إلي الفشل في بدايته، كما من المهم جدا التعرف على أسرة كل طرف وتقبلها، ومن الخطأ أن يظن أحد الأطرف أن التباين والاختلاف مع أسرة الطرف الآخر غير ذات أهمية، إنما المهم فقط هما الزوجان، فهذا فهم خاطئ، فالزواج ليس تزاوج طرفان وإنما مصاهرة أسرتان، وأكثر من ذلك انصهار عائلتان.

مقالات ذات صلة