-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
عُطل "كورونا " ترهن مصير 10 ملايين تلميذ.. مختصون ينتقدون:

“التعليم الاستثنائي” غائب!

وهيبة سليماني
  • 6681
  • 4
“التعليم الاستثنائي” غائب!
أرشيف

أغلقت المدارس أمام 10 ملايين تلميذ بعد أقل من 3 أسابيع من انتهاء عطلة الشتاء، حيث أجبر تفشي المتحور “أوميكرون” على اتخاذ هذا الإجراء، خاصة في ظل تسجيل ارتفاع سريع في الإصابات بالفيروس داخل المؤسسات التربوية، ووسط الجزائريين بصفة عامة.

بن زينة: تذبذب الدراسة يُهدد بفشل البرنامج الدراسي

وأثار قرار غلق المؤسسات التربوية في جميع الأطوار الثلاثة، الابتدائي والمتوسط والثانوي، لكسر سلسلة العدوى، التخوف من استمرار التذبذب في التعليم، وبقاء برامج ومواضيع تربوية عالقة، مع مصير مجهول للامتحانات. وهو ما يجبر الآباء والأمهات على لعب دورهم في تشجيع أبنائهم للتكيف مع الأزمة الصحية.

أمزيان: التعليم في الجزائر لم يستفد من أزمة كورونا

وفيما يرى بعض المختصين في التربية وعلم النفس، أن العطلة الصحية في البيت تعطي فرصة للمراجعة، يؤكد آخرون أنّ التذبذب في التعليم والعطل الفجائية بسبب فيروس كورونا، قد يؤثر على العملية التعلمية، ويؤثر نفسيا على التلميذ ويعوّده على عدم الذهاب إلى المدرسة.

الاستهتار بإجراءات الوقاية يرهن التعليم
وفي سياق الموضوع، أكد رئيس المنظمة الوطنية لأولياء التلاميذ علي بن زينة، أن المشكل كان مطروحا خلال عطلة الشتاء، أين كانت الكثير من المناسبات بؤرا لانتشار عدوى فيروس كورونا، وأن العطلة الصحية للتلاميذ، كانت متوقعة بالنظر إلى حالة الاستهتار الواضح بتدابير الوقاية، موضحا أنه منذ 21 مارس 2020، منع المرسوم الرئاسي والمنشور في الجريدة الرسمية، التجمعات والاختلاط في الأماكن العمومية، وإلى غاية 25 نوفمبر الماضي، تاريخ السماح بهذه التجمعات، لم نشهد احتراما لهذا المرسوم، ولا تطبيقا صارما للإجراءات الموصى بها، وذلك لتهاون السلطات المحلية، حسبه، في تطبيقها.

قريفو: المدرسة أصبحت تعمل بطريقة آلية في تقديم الدروس

وقال بن زينة إن النتائج السلبية لتجاهل قوانين الوقاية، تنعكس حتما على مستقبل التعليم وتجعله رهين تذبذبات العطل الصحية المفاجأة بشكل يؤثر على التلميذ مباشرة، ويحدث له اضطرابا نفسيا في تعامله مع المدرسة، كما يخلف قطيعة اجتماعية مع هذه المؤسسة التربوية.
ورفض علي بن زينة فكرة بقاء الأساتذة في المدرسة، حيث يرى أن كسر سلسلة العدوى داخل المؤسسات التربوية، لا يتحقق بهذا التصرف الذي يجعل من الأستاذ حلقة في استمرار انتشار المتحور “أوميكرون”.

مخطّطات الأزمة في التعليم غائبة!
وعاب مختصون في التربية وممثلون لجمعيات أولياء التلاميذ، غياب التخطيط المسبق لمثل هذه العطل الصحية التي يفرضها وباء كورونا المستجد، حيث قال رئيس المنظمة الوطنية لأولياء التلاميذ، علي بن زينة، إن فجائية العطل الصحية للتلاميذ تزرع فيهم نوعا من التذبذب في التعامل مع دروسهم، وتؤثر على مسارهم التعليمي، وتدخلهم في دوامة الخوف والمصير المجهول.
وتأسف بن زينة لتسريح التلاميذ دون حصول الكثير منهم على كشوف نقاط الامتحانات، حيث يبقى هؤلاء في حالة ترقب، وقلق، ناهيك حسبه، عن الخوف من العدوى والمرض.
وأكد علي بن زينة، أن سلبيات التذبذب في الدراسة خلال جائحة كورونا، لا مفر منها، وأن التلميذ رغم أن بقاءه في البيت في المرحلة الحالية مع الموجة الرابعة للفيروس، أفضل بكثير من ذهابه إلى المدرسة، إلا أن غياب المخططات الاستثنائية والبرامج البيداغوجية الخاصة بالأزمات الصحية، يهدد مستقبل التعليم والتحصيل الدراسي لدى هذا التلميذ.
وقال بن زينة إن البرامج الدراسية لسنة 2021، لم تتناسب مع أزمة كورونا، رغم التوقعات السابقة لموجات أخرى للوباء، ويعتقد أن الخبراء الجزائريين لم يشاركوا في تحضير دروس خاصة بالأزمة، موضحا أن الدراسات العلمية المسبقة غير موجودة وهي التي تمكن المؤسسات التربوية من استكمال برنامجها السنوي، رغم العطل المفاجأة التي يفرضها انتشار الفيروس.
وأوضح المتحدّث أنّ العطل الرسمية مثل عطلة الشتاء لا يمكن إلغاؤها، وهي مدروسة نفسيا وبيداغوجيا، حيث لا يمكن للتلميذ أن يبقى يدرس أكثر من 3 أشهر دون انقطاع.
وفي السياق، أكّد البروفسور وناس أمزيان، رئيس قسم علم النفس وعلوم التربية والأرطوفونيا في جامعة باتنة “1”، أنّ سلبيات التذبذب في الدراسة والعطل المتكررة لا يمكن إنكارها، لكن صحة الإنسان أهم من كل شيء.
ويرى أمزيان بأنّ الموجة الرابعة كانت متوقعة، وعليه فإن التحضير لمشاكل الوباء وتأثيره في سير العام الدراسي، كان ينبغي أن يكون في الحسبان، ومدروس مسبقا، فرغم مرور أكثر من سنتين على أزمة كورونا، إلا أن التعليم في الجزائر لم يستفد منها بوضع مخطط الاستثناء.

فجائية العطلة قد تحدث اضطرابا في التلقي
وكشف البروفسور وناس أمزيان، رئيس قسم علم النفس وعلوم التربية والأرطوفونيا في جامعة باتنة “1”، عن سلبيات العطل الصحية المفاجأة للتلاميذ، قائلا إن ذلك يتسبب لدى بعضهم في اضطراب نفسي، ومشكل في تلقي الدروس، وحالة هلع وترقب، خاصة بالنسبة للمقبلين على امتحانات البكالوريا و”البيام”، ويجعل ذلك حسب امزيان، البرنامج التربوي هشا ومستهدفا، ويمكن أن يرفض نفسيا من قبل التلميذ.
وأكّد ذات المتحدث أنّ التذبذب في الدراسة آليا يخلف تذبذبا في التحصيل العلمي، واضطرابا في سلوك التلاميذ واهتمامهم بالدراسة، وقد يؤدي إلى تسرب مدرسي، وتغيب في الأقسام، وهروب من مؤسسة تعليمية لم يتمكن التلميذ فيها من بناء علاقات اجتماعية ولم يستطيع الانسجام مع أجوائها.
ودعا البروفسور أمزيان إلى ضرورة تحمّل الأولياء مسؤوليتهم في إبقاء أبنائهم داخل البيت، تجنّبا لانتشار عدوى فيروس كورونا، واستغلال 10 أيام للمراجعة والتعليم عن بعد.
وقال المتحدث إن دور العائلة مهم جدا، حيث يمكن لها أن تتيح لأبنائها استغلال وسائل التواصل الاجتماعي، لمتابعة الدروس، وتشجيعهم على التعامل الكترونيا مع أساتذتهم، والقيام ببعض الواجبات.

قريفو: بقاء التلاميذ في البيت يعزز المشاركة العائلية
ومن جهتها، ترى مليكة قريفو، المختصة في علم النفس التربوي واللغوي، أن عطلة 10 أيام الصحية، فرصة للتعايش مع العائلة.
وأوضحت قريفو أنّ المدرسة أصبحت تعمل بطريقة آلية في تقديم الدروس، وهي تشكل قطيعة مع العائلة باستغلال أوقات لا فائدة منها، وترفض، أن يلقن التلميذ الدرس بطريقة الهدف منها فقط إنهاء البرنامج المسطر.
وأشارت الأستاذة مليكة قريفو، إلى أنّ الأطفال من 8 سنوات إلى 10 سنوات يمكن تعليمهم عن طريق القصص والحكايات، وبمواصلة البرنامج المدرسي، عن طريق فترات متقطعة يمكن للأولياء المشاركة في شرحها.
وأكّدت مليكة قريفو، المختصة في علم النفس التربوي واللّغوي، أنّ البقاء في المدرسة في عصرنا الحاضر، لم يعد مجديا إلى حد ما، خاصة بعد إتاحة التكنولوجيا الحديثة والرقمية فرص التعليم عن بعد، وأنّ التعايش خلال العطل القصيرة التي تفرضها جائحة كورونا، مع الأسرة سينفع الطفل في جانبه الاجتماعي.
وقالت المتحدثة إنّ آلية التعليم في طابعه الشكلي البيداغوجي ضيع وقتا من حياة الطفل بعيدا عن عائلته، حيث هناك حسبها، 60 بالمائة من التلاميذ في جميع الأطوار التعليمية يعيدون الدراسة لمرة واحدة، فيما يعيد 23 بالمائة السنة من 3 إلى 4 مرات في السنة، وهو ما يكلّف الخزينة المالية للدولة، كل ذلك نتيجة، حسبها، لفشل المنظومة التعليمية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
4
  • مربي

    إن رأي السيدة ڨريفو يجانب قدرا من الحقيقة على اعتبار ان البيت هو مدرسة الطفل اذا يجد فيه متنفسا مساعدا للتعلم .وخاصة في الظروف الاستثناءية التي نمر بها لكن ان نعتيره هو المدرسة ، فهذا كلام يحتاج الى مراجعة. فطالب العلم يحتاج الى مشيخة إن جاز القول و الحكمة تقول:" لا يؤخذ العلم من الكتب ولكن يؤخذ من أفواه الرجال" و الى مكان لتلقي هذه العلوم .و في المدرسة ينمو لدى المتعلم البعد الوجداني والاجتماعي وتكتمل عنده ملكة الذات وملكة الادراك بالغير والمواطنة وتوازن الشخصية. وكل ذلك لا يمكن ان يتحمله البيت بمفرده لأنه مكان مشفوع بالعاطفة التي لا يمكن ان تساعد الوالدان ولا الطفل في الوصول به إلى المعرفة المرجوة.

  • ياسين

    في العالم المتخلف كما هو حالنا لا تقل للشعب "ارتدي الكمامة واستعمل المحلول لتعقيم اليدين ولا تتكدسوا" بل قل لهم "لا ترتدوا الكمامة ولا تستعملوا محلول تعقيم اليدين وتقاربوا وتزاحموا يرحمكم الله"...؟؟؟ لأن الجنس المعوض يفعل دوما عكس ما تقول له؟ جربوا هذه الطريقة وستروا العجب؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

  • فريفط زكريا

    الدول تسعى جاهدة لتطوير التعليم و نحن ندمره بأيدينا..و كأن مسؤولين الجزائر غير جزائريين

  • هواري

    الاساتذة يبكيو ويقولو اغلقو المدارس والدروس الخصوصية ماوقفوهاش