-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
مساران نحو الفراغ

التصالح الفلسطيني والتسوية

صالح عوض
  • 7453
  • 0
التصالح الفلسطيني والتسوية

لا يستطيع المرء التنبؤ عن الأسباب التي تجعل الرئيس الفلسطيني يطمئن كل الاطمئنان إلى الرئيس الأمريكي ويثق بإمكانية صنع سلام مع الإسرائيليين، ويستعد مقابل ذلك أن يقدم روحه ثمنا للتسوية مع إسرائيل كما جاء في مقابلة له مع صحيفة هآرتس الصهيونية…

  • ولا يوجد على وجه الأرض من يتخيل أن الانقسام الفلسطيني يخدم المفاوض الفلسطيني أو المقاوم الفلسطيني .. إلا أن الأمر المحزن حقا أن الفلسطينيين من طبقة الساسة الجدد على شطري الوطن الممزق يتلهون بأشكال سلطة ومواقع ومراسم لا تسمن ولا تغني من إهدار كامل للكرامة على بوابات المعابر وأمام الحواجز.
  • بالأمس قبلت نيوسلاندا عددا من الفلسطينيين اللاجئين للعراق، وقد سبق للبرازيل أن قبلت عشرات العائلات الفلسطينية التي نجت من الحقد الطائفي الأسود في العراق ..وقبلهم فر آلاف الفلسطينيين إلى الدول الاسكندنافية هروبا من مذابح الطوائف في لبنان.. ولازالت مئات الأسر الفلسطينية بلا قوت ولا كساء ملقاة على الحدود السورية العراقية غير مسموح لها بدخول التراب السوري، كما يوجد عشرات العائلات على الحدود الأردنية غير مسموح لها بدخول الأردن.. هل يعقل أن بلاد العرب من طنجة إلى البحرين لا تتسع لبضعة آلاف من الفلسطينيين الفارين من الموت والذل فلا يجدون إلا بلاد الكفار الأجانب تأويهم!!
  • إلى هنا المشهد المأساوي مفهوم..لكن من غير المفهوم أن يقبل المفاوض الفلسطيني بالتنازل عن حق ملايين اللاجئين الفلسطينيين الستة ويطرح كبادرة تسوية إرجاع عدد محدد متفق عليه مع إسرائيل بحجة أن ذلك من شأنه تقويض دولة إسرائيل.. سبحان الله أن تنهار الدولة العنصرية هذه مشكلة، أما أن يظل ملايين الفلسطينيين مشردين مطرودين ومطاردين من القريب والغريب فهذه ليست مشكلة.
  • ولكن فلسطين ليست جزيرة غرينادا ولا قطعة حدودية في حيز أمني دولي أو إقليمي لأحد الكبار أو الصغار..فلسطين الصغيرة بحجمها تتسع لمشاعر ووجدان وضمير وقلب وعقل أمة المليار التي لا تعرف بديلا عنها ومن هنا سيأتي إخفاق المفاوض الفلسطيني حيث لن يتمكن من إبرام أي اتفاقية يتنازل بموجبها عن أي عنصر من عناصر القضية والعودة والقدس في رأسها.. وكل (العباقرة!!! )الذين يتخيلون أنفسهم أنبياء سلام على حساب الوطن والشعب والمستقبل سيذهبون غير مأسوف عليهم وتبقى فلسطين لا حقيقة سواها.
  • أما خريطة الطريق العربية للتصالح بين حركة حماس وحركة فتح فهي ليست سوى وصفات تسكين لأغراض سياسية غير نزيهة وغير جادة..وكل النوايا السيئة بين الطرفين اللذين لا يلتزمان بميثاق ولا عهد هي التي تسيطر على الموقف.. فلقد سبق لهما أن وقعا ميثاق حرمة الدم الفلسطيني وتنفيذ شروط المشاركة بجوار الكعبة المشرفة إلا أنهما انقلبا على ما وقعا بالدم.. المصالحة الفلسطينية لن تتوفر لها الأجواء إلا بعد فشل التسوية.
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!