-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
أكثر من 27 ألف بروفيسور في الجزائر

الترقيات في الجامعة.. حضرت الأرقام وغابت النتائج

إلهام بوثلجي
  • 6053
  • 0
الترقيات في الجامعة.. حضرت الأرقام وغابت النتائج
أرشيف

أحصت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ما يقارب 27780 أستاذ من المصف العالي بنسبة 47 بالمائة من مجمل الأساتذة الدائمين في الجامعات والمقدر بـ63 ألف أستاذ، وهذا بعد الإعلان عن نتائج الدورة 47 للجنة الجامعية الوطنية لترقية الأساتذة المحاضرين صنف “أ” إلى رتبة أستاذ التعليم العالي .
وحسب الإحصائيات التي أعلن عنها وزير التعليم العالي عبد الباقي بن زيان فقد أسفرت الدورة 47 عن ترقية 1247 بروفيسور أي بنسبة 83 بالمائة من عدد الملفات المودعة والمقدرة بحوالي 1507 مترشح، وتعتبر أعلى نسبة مقارنة بالدورة السابقة التي وصلت 73 بالمائة، فيما كانت حصة الأسد من نصيب الأساتذة في تخصصات العلوم الإنسانية والاجتماعية والقانونية وباقي التخصصات الأدبية بمعدل 1065 بروفيسور، أما في مجال العلوم الدقيقة والتكنولوجيا فتمت ترقية 184 فقط.
الأرقام التي أعلنت عنها الوزارة بقدر ما تعبر عن قطف أولى ثمار الإصلاحات في قطاع التعليم العالي بعد رقمنة وتبسيط إجراءات الترقية لمصاف الأستاذية سواء التأهيل لرتبة محاضر”أ” أو الترقية لرتبة “بروفيسور”، إلا أنها تبعث على الريبة والشك بخصوص العدد الهائل للأساتذة من مصاف التعليم العالي وتحول الجامعة الجزائرية خلال السنوات الأخيرة إلى لغة الكم والإحصاءات، فمن مليون و700 ألف طالب إلى 20 ألف دكتور، وصولا حتى 27 ألف أستاذ التعليم العالي، في حين أن جودة التعليم العالي وقيمة الشهادات المحصل عليها، وأهمية البحوث التي تنجزها الجامعات لا تزال محل جدل وقلق وتطرح عديد التساؤلات، لاسيما عند الحديث عن دور الجامعة في البحث والاختراعات أو حتى تصنيفها العالمي والإفريقي.

تفاوت في عدد أساتذة التعليم العالي في العلوم التقنية والإنسانية
ومن جهته الأستاذ الجامعي قرامز عبد الغني أوضح في تصريح للشروق أن الترقية إلى رتبة أستاذ التعليم العالي هي تتويج لمسار حافل وشاق وهي حق كل أستاذ مجتهد، إلا أن الملاحظ مؤخرا – يقول – هو اختلال الكفة بسبب العدد المعتبر للأساتذة في ميادين العلوم الإنسانية والاجتماعية مقارنة بالتخصصات العلمية والتقنية، إذ يرجع ذلك لقلة الإمكانات الموضوعة تحت تصرف الباحثين في المجالات الدقيقة، ويرى قرامز أن ذلك يرجع لسعي الوزارة إلى تحقيق مرئية أكثر للجامعة الجزائرية من خلال تشديد معايير الترقية للأساتذة الباحثين في المجالات الدقيقة بحكم أن الأبحاث فيها تنشر في مجلات عالمية مرموقة وباللغة الإنجليزية.

الترقيات في الجامعة أصبحت عددية على حساب المستوى
إلى ذلك، قال الأستاذ بجامعة المدية سعدودي الشاذلي أن هناك تفاوتا بين العلوم الإنسانية والعلوم التقنية والتكنولوجية في الترقية إلى مصاف أستاذ التعليم العالي، وهذا يرجع إلى معايير الترقية التي تعتبر أكثر صرامة في العلوم والتكنولوجيا مقارنة بميادين العلوم الإنسانية والاجتماعية، وفيما لفت ذات المتحدث إلى توجه الوزارة نحو صرامة علمية أكثر في هذه الميادين من خلال المنصة الجزائرية للمجلات التي أصبحت نموذجا في العالم العربي، إلا أن العدد الهائل للأساتذة من مصاف التعليم العالي – يضيف – فهو من جهة لا يغطي احتياجات التأطير نظرا للعد الهائل للطلبة، كما أنه ينم عن ثقافة الكم التي كانت من الرؤى المنتهجة في القطاع خلال سنة 2007 تحت شعار الوصول إلى 2 مليون طار سنة 2020 والتوجه نحو نظام أل أم دي الذي يقتضي وجود أستاذ مؤطر لكل 15 طالبا إلا أن ذلك لم يحصل.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!