-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
بين فرحة هستيرية وخيبة أمل شديدة

“البيام” يحدث طوارئ وسط العائلات الجزائرية

نادية سليماني
  • 1224
  • 0
“البيام” يحدث طوارئ وسط العائلات الجزائرية
أرشيف

فرحة هستيرية عاشها الناجحون في شهادة نهاية الطور التعليمي الأساسي، الخميس، فبمجرد إعلان النتائج مساء، انطلقت المواكب والزغاريد، تجوب الطرقات والشوارع، وكأن النتائج تخص شهادة البكالوريا وليس “البيام”، ومع ذلك، يحذر المختصون في علم النفس التربوي، من ظاهرة سوء تعامل الأولياء، مع أبنائهم الراسبين.
كانت نتائج نهاية الطور الأساسي “البيام” بردا وسلاما على كثير من العائلات عبر الوطن، إثر نجاح أبنائهم وانتقالهم إلى الطور الثانوي، والفرحة هذه السنة كانت “هستيرية وغير مسبوقة”، بحيث صنع الناجحون أجواء فرحة كبيرة جدا.
فبمجرد التعرف على النتائج، انطلقت المواكب تجوب الشوارع والأزقة الضيقة، مطلقة أبواقها. وزينت الألعاب النارية السماء في مشهد جميل جدا، وتعالت الزغاريد من العمارات والبيوت.
وبعض العائلات ومن شدة فرحتها، قامت بعد اطلاعها على نتيجة نجاح أبنائها مباشرة بتوزيع الحلوى والمشروبات الغازية على الجيران وسكان العمارة الواحدة، وهو سلوك غاب عن عادات الجزائريين السنوات الأخيرة، فأحياه الناجحون في “البيام”.
والفرحة الكبرى، عاشتها العائلات التي نجح أبناؤها بمعدلات مرتفعة.

عائلات الراسبين.. تتحسر
وبالجهة المقابلة، عاشت عائلات أخرى أجواء تعيسة جدا، بسبب فشل أبنائها في نيل شهاة “البيام” ولم يفلحوا حتى في الانتقال بـ”الباساج” بسبب تكاسلهم عن الدراسة طيلة أيام السنة الدراسية، وهو ما شكل صدمة وإن كانت منتظرة لآبائهم.
ولا يهضم كثير من الأولياء فشل أبنائهم فيعاملونهم معاملة سيئة وعنيفة، بل ويهددونهم بحرمانهم من العطلة الصيفية وحتى الخروج من المنزل للعب.
وجميعنا يتذكر قصة التلميذة المنحدرة من حي واد الريحان بمدينة خميس مليانة بولاية عين الدفلى، التي أقدمت على الانتحار السنة المنصرمة عن طريق رمي نفسها من شرفة شقتهم بالطابق الخامس، فماتت على الفور.
وسبب فعلتها، بحسب تصريح عائلتها، هو سوء معاملتهم لها، بعد فشلها في “البيام” و”معايرتها” بصديقاتها الناجحات.
ووالد الضحية لا يزال إلى غاية اليوم حزينا مكتئبا على طريقة وفاة ابنته، بحيث قال مقربون من العائلة بأنه لا يزال يلوم نفسه.

لا تقارنوهم بزملائهم الناجحين..
وفي هذا الصدد، ينصح المختص في علم النفس التربوي، حسام زرمان، الأولياء الذين يرسب أولادهم في مختلف الامتحانات، بتجنب تذكيرهم كل مرة بخيبتهم وفشلهم، وتفادي إسماعهم عبارات مثل: “قلنالك دير هكذا.. راسك يابس.. شفت الاستهزاء انتاعك وين وصلك، رانا خسرنا عليك دراهم كبار..”.
كما نصح المتحدث، في اتصال مع “الشروق”، الأولياء بتجنب توبيخ الطفل الراسب مباشرة بعد ظهور النتائج، لأنه ما زال تحت الصدمة، إذ لابد من الانتظار مثلا لمدة أسبوع، ثم التعامل معه بحكمة، لأنه مراهق وحساس، “ويجب عدم مقارنة التلميذ الراسب بنظرائه الناجحين، لأن هذا السلوك يولد الحقد في نفس هذا التلميذ، ويملأ قلبه بالغيرة من زملائه، ويدخل في حالة نفسية من تدني الذات، التي تليها الصدمة، وتتأزم حالته النفسية مع مرور الوقت”.

لا تحرمونهم من عطلة الصيف
وقال زرمان: “العتاب لن يفيد، لأن التلميذ رسب وانتهى الأمر، بل يجب وضع النقاط على الحروف، والبحث عن الأسباب الحقيقية التي أدت إلى فشله، للعمل على إصلاحها مستقبلا”.
والأهم من كل ذلك، بحسب محدثنا، عدم حرمان الأطفال الراسبين من تمضية عطلتهم الصيفية بأريحية، كنوع من العقاب لهم، وتمضية اليوم في “معايرتهم بفشلهم”، بل نجعلهم مرتاحين ونتعامل معهم بحذر بسبب حالتهم النفسية الحساسة بعد الفشل.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!