-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

“البوْلسة” لن تُوقف “الدعْشنة”!

قادة بن عمار
  • 2507
  • 0
“البوْلسة” لن تُوقف “الدعْشنة”!
ح. م

في غمرة الدهشة والفزع مما وقع في الجمعة الدامية من عمليات تقتيل في تونس، الكويت، فرنسا والصومال، لم ينتبه البعض، وتحديدا من النخب، إلى مجموعة من المسائل الهامة قد تحدد شكل تحرك الحكومات ومن”يفكّر لها” في الأيام المقبلة للتعامل مع “تنظيم الدولة الإسلامية” الذي يستعد لشن هجمات جديدة لا ريب.

من بين تلك المسائل:

الرئيس التونسي قايد السبسي، وفي أول ردة فعل له عقب جريمة سوسة، قال بأن من يتحمّل المسؤولية هم من حرّكوا حملةوينو البترول، في إشارة إلى أنها أربكت جهود الأمن وشتتت توجهاته.

وحملةوينو البترولهي التي قام بها عددٌ من الشباب التونسي للمطالبة بتحسين الأوضاع المعيشية ومحاسبة الحكومة على سياستها الاقتصادية، ناهيك عن إلزامها بتقديم حصيلة لكيفية تسيير المال العام

السبسي يريد أن ينتقم ويستغل الأوضاع السيئة لصالح نظامه، إنه يستعمل المبرر ذاته المنتشر عندنا هنا بالجزائر: الأمن والاستقرار أهمّ من التغيير السياسي.. بدليل الاحتفاء الكبير هذا الأسبوع بتقريرين أمريكيين يصنفان الجزائر ضمن البلدان الأشدّ أمناً بالمنطقة، أكثر من الانتباه لتقرير آخر يرصد خروج 700 ألف جزائري للاحتجاج في الشارع منذ بداية سنة 2015  وحدها!

من جهته، وزير الخارجية المصري، سارع وبعد عمليات الكويت، تونس، وفرنسا، إلى الاتصال بمسؤولين أوروبيين، وفي مقدّمتهم نظيراه البريطاني والايطالي ليعرض خدمات مصر في ضربداعشبليبيا والتدخل عسكريا في هذا البلد، اليوم قبل الغد، ناسفا بذلك جهود الجزائر للبحث عن حل سياسي، وطبعا فإنه لا يعرض هذه الخدمة مجانا، بل مقابل السكوت عن جرائم نظام السيسي في الداخل، وقمعه للمعارضين، ناهيك عن مواصلته تنظيم حفلات الإعدام الجماعي لخصومه وفي مقدمتهم الرئيس المنقلب عليه محمد مرسي..

وإذا كان هذا هو تفكير الأنظمة السياسية التي اعتادت على الحل الأمني الشامل في التعامل مع مثل هذهالظواهر، فإن الأمر لا يختلف بالنسبة للنخب التيتفكّر لها؛ فالأنظمة تقرر وتأمر بغلق المساجد وملاحقة السلفيين.. وبعض النخب الاستئصالية تُنظّر لحرق الكتب، وخلع المواطنة عن عدد من المنتمين للتيار الإسلامي ولو كان معتدلاً!

البعض يلاحق ابن تيمية الميّت منذ 700 سنة، ولا ينتبه ربما لجاره الشاب الذي لا يعرف أحد بأنه سيتحول إلىجهادييفخّخ نفسه في أي لحظة لينفجر في وجه الجميع!

وبعد المساجد، لاشك أنهم سيتحولون إلى المدارس، لتغيير المناهج التعليمية، وليس مستبعدا أن يحذفوا آيات الجهاد من القرآن الكريم، ليؤسسوا بذلك دينا جديدا مكانهمساجد الدولة البوليسيةبل قد نسمع قريباً عنحصر العبادات في البيوت مع الترخيص لأداء صلاة الجمعة فقط في تلك المساجد“!

بعض الكتّاب والمثقفين، بدؤوا فعلا فيأداء مهمتهمبنصب محاكم تفتيش لمن يختلف معهم في الرأي، إنهم يبحثون بين الأسطر عن أيفكرة شاردةتدعو مثلا إلى معرفة هؤلاء الشباب الذين تجنّدهم بعض الجماعات المتطرفة، فيصدرون حكما جاهزا وربما، حتى قبل إتمام قراءة ما يكتبه الغير، بالقبض عليهم.. والتهمة جاهزةدعْشنة المجتمعأوتدعيش الجمهور“!

المنعُ لا يولّد إلا مزيدا من التطرف، و”البولسة” ليست حلا من أجل مواجهة “الدعشنة”، بل هما يصبان في إناء واحد، يكتفي بمعالجة الظاهر ولا يغوص في الأعماق.. الحل أن ننظر إلى المرآة بشجاعة، ونحل المشكلة بهدوء.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
  • مروان

    يا اخ قادة ...مع احترامى لك..يجب الخروج من عباءة الجزيرة وتفكير فيصل القاسم...النظام سيدهب اجلا ام عاجلا...لدا يجب الحفاظ على الدولة الجزائرية وعدم الانسياق الى الفكر العدمى...هل نفع فيصل القاسم او الدول الخليجية اطفال سوريا؟

  • مواطن

    اين برامج التنمية بركاونا من التفلسيف

  • fateh

    تحياتى ايها المحترم استبشرت خيرا بعنوانك لانه ليس نمطيا ووكنت اعتقد انك ستخوض معنا في جذور الارهاب وتجفيف منابع الارهاب من غلاة التكفيرين.......ليس منابع الارهاب ايات الجهاد ب بل العقول التى فسرت تلك الايات .....واقرا تفاسير كيف فسرو الايات الجزيه لسوره التوبه .....وواقرا كم مره ذكرت كلمه تكفير عند شيخ تكفيريين وغلاه الحنابله ......في وقتنا الراهن يجب ان يواجه الفكر التكفيري بتشجيع التنويرين امثال عدنان ابراهيم وعدنان الرفاعي وغيرهم .........شءنا ام ابينا مذهبن افيه كتير من التكفيرين

  • Mohamed Ali

    kil hakem kil mahkoum, les deux sont pourris. Khouya Kada tu penses que ces gouverneurs arabes sont meilleurs que da3ech? Ils sont la cause directe du terrorisme et souvent les promoteurs de ce terrorisme, et l experience algerienns n est pas loin. Donc la solution n est pas dans la fermeture des mosques mais dans la fermetures des palais ou le terrorisme prend forme .

  • الياس

    و أخيرا استفاقت السلحفات بعد سبات طويييييييل و أدركت ان لداعش و من سبقها قنوات فضائية عريقة فقررت توقيف اول قناة تكفيرية فتنوية علنية ًصفاً و ان شاء الله زميلتها ًوصالً عن قريب و باقي القنوات القديمة من المجد ، إقرأ ، و الرسالة الذين يكفرون المسلمين بالسم الاسلام و الامة للاسف صامتة

  • نادية

    بارك الله فيك أستاذ
    لقد اختلط الحابل بالنابل ولم نعد نفرّق بين الخطأ والصواب، لقد ابتعدنا عن النهج القويم والسليم وأصبح كل من يخالفنا الرأي كافر يجب قتله وشنقه أمام الملأ حتى لا تسوّل لأحد نفسه التعبير عن رأيه بصراحة وإنّما يكون الكل متملّق يبحث عن إرضاء صاحب الفخامة والجلالة.

  • زكريا

    السلام عليكم ,
    فقط عندي إضافة الأخ قادة أن هذه الأنظمة ارتأت أنه لا بد من العودة إلى زمن ترعيب الشعوب و شهد و سيشهد عليهم التاريخ أنهم خانو أنفسهم بالدرجة الآولى و أوطانهم بالدرجة الثانية و رحم الله رجال كانو قبلنا كانو لا يتنافسون على الحكم و الخلافة ,

  • feredo

    يا وسمك التقرير الدي يصنف الجزائر من اكثر البلدان امنا هو تقرير امريكي و هذا معروف للقاصي و الداني اما التقرير الذي يتحدث عن خروج 700 ألف جزائري للاحتجاج في الشارع منذ بداية سنة 2015 فهو تقرير صادر عن مديرية الامن الوطني الجزائرية يعني مثال من الشفافية و هذا الذي تعمدت عدم ذكره و كأن لو تساءل شخص ما ما مصدره سيسقط هذا على التقرير الاول و يقول انه ايضا امريكي و هذا بيت القصيد عندكم يا اشباه المثقفين و يا ارباع النخبة عمدا تزورون الوقائع و تستبسلون في نقل خبثكم و سمومكم الى المواطن الجزائري

  • نسرين الشاوي

    لم يقل لنا كاتب المقال كيف ننظر في المرآة بشجاعة , او كيف يكون الهدوء في هذه المشكلة التي اصبحت وباء و غولا سيأكل الجميع .

  • نسرين الشاوي

    يا سي قادة , الا تعتقد ان كثيرا من المساجد في الجزائر كمثال اصبحت تسوق للحقد و الكراهية و تنصب مشانق في عقول المؤمنين قبل ان ينصبها اعضاء داعش حقيقة بين الناس . الا تعتقد ان مجرمي داعش و قبلها الجيا و الجماعات الارهابية تخرجوا من مساجد بعينها و كانوا نتيجة حتمية لغسيل دماغ و أدلجة قوية يقوم بها شيوخ و عرابو الاسلام السياسي العنيف , ثم ألا تعتقد حقا ان الفضائ الاعلامي ملغوم بمئات القنوات التي تصب في سلة داعش و اخواتها .. الامر واضح و لا يحتاج مزايدات !!!