منوعات
فتيحة بوروينة تتحدث عن قصة "حي على جواب" وتؤكد:

البرنامج يعطي فكرة عن الثقافة الدينية لدى الجزائريين

زهية منصر
  • 497
  • 0
أرشيف
فتيحة بوروينة

تتحدث فتيحة بوروينة على برنامجها “حي على جواب” وهو برنامج ديني تثقيفي يقدم أسباب وقصص تسمية سور القرآن بأسمائها، حيث تقول بوروينة إن هذا البرنامج الذي تجوّل في عدد من الولايات كشف عن الثقافة الدينية لدى الجزائريين وتقديسهم لهذا الجانب، فالبعض كان يرفض الحديث للكاميرا إذا كان جاهلا بالإجابة خجلا. وأضافت فتيحة بوروينة في حوار مع الشروق بخصوص برنامجها “جامعة كتشاوة كل الحكاية” يرمي إلى الترويج للتراث الجزائري خاصة وأنه لا يقدم معلم الجامع منفردا لكنه يتحدث عن ما يحيط به من أسواق وحياة ومعالم.

لقي برنامج “حي على جواب” إقبالا لافتا من قبل المتابعين.. هل كنت تتوقعين هذا النجاح؟

توقع نجاح برنامج ديني تثقيفي في مجتمع يتعرض في السنوات العشر الأخيرة لما يشبه تتفيه وتسفيه منظم تعكسه حجم البرامج التي يقدمها بلغة عصر الملتميديا المؤثرون ومشاهير التيك توك والإستغرام، وإن لم يُقَدِمُوها يُدعَون إليها كضيوف شرف ليتحدثون عن سفريتهم وأكلاتهم المفضلة وآخر قصات الشعر وترند الموضة، في هذا المناخ المعرض فيه المشاهد إلى هذا النوع من البرامج صعب جدا توقع نجاح برنامج منَشِطُهُ غير معروف لكنه حافظ لكتاب الله وأستاذ للتعليم القرآني وهو شاب لا يتجاوز الثلاثين من عمره، ومضمونه بعيدٌ عما ألِفَه العامة على شاشات التلفزيون، لكن أولى مؤشرات نجاحه كانت تصلنا ونحن نصوّر في الشارع مع الناس، الكل أحبّ الفكرة بلا استثناء وأشاد بها.

كيف جاءت فكرته كأول برنامج يبحث في أصل تسمية سور القرآن؟

عندما يكون المنتج إعلاميا فهذا امتياز لا يحظى به منتج آخر بعيد عن عالم الميديا، أهم ما تكسبك مهنة الإعلام معرفة المجتمع أكثر من غيرك، معرفة قضاياه واحتياجاته، وهذا ما يسمى باللغة الفرنسية بـ”الريفلاكس”، ومن هنا يسهل عليك معرفة ما يجب أن يُنتَج لأنه غير مطروق من قبل، ومعرفة ما يجب أن نَتَجَنَبَ إنتاجُه لأنه تقليدي ومستهلك! وسؤال الناس حول تسميات سور القرآن، لماذا تسمى كذلك في الكتاب الكريم هو برنامج غير مسبوق محليا وعربيا وهو يفسر هذا الإقبال عليه وتثمين الناس له.

من خلال تجربة البرنامج عبر الولايات كيف لمست الثقافة الدينية عند الجزائريين؟

كان بالإمكان تصوير البرنامج كاملا في العاصمة (30 عددا) واختيار مقرئ واحد يرتّل ويجوّد لنا الآيات التي يرد فيها اللفظ الذي منه أخذت السورة تسميتها (30 سورة) لكننا فضلنا التجوّل به في عدد من الولايات (12 ولاية) لمعرفة مستوى ثقافة الناس الدينية بعيدا عن العاصمة، الحمد لله كنّا نجد 3 من 10 يعرفون بعض الجواب، آخرون يعترفون أنهم يجهلون ذلك رغم الاستخدام اليومي لتلك الآيات في صلاتهم، وقطاع ثالث يتهرب منّا ويحجم عن المشاركة خجلا من جهله !! (وجدنا صعوبة كبيرة في إقناع الناس بالمشاركة بالأخص الفتيات) لقد أدركنا حينها أن برنامجنا سيكون إضافة حقيقية للمشهد الإنتاجي في رمضان وهذا توفيق من الله.

ما تزال البرامج الدينية في أغلب القنوات حتى العربية منها خلال الشهر الفضيل نمطية.. كيف السبيل إلى التجديد لجعل البرامج الدينية تنافس الدراما؟

أصلا تظل البرامج الدينية أقلّ البرامج إنتاجا في رمضان قياسا بالأجناس الإنتاجية الأخرى من كاميرات خفية وسيتكومات وأفلام درامية وفكاهية وبرامج ترفيهية ( فنية خاصة )! وقد نصل يوما نُدِيرُ فيه شاشاتنا إلى الحائط كما كتب قبل 40 سنة الكاتب المصري الشهير مصطفى محمود في مقاله الشهير “لماذا لا يحترم الإعلام العربي رمضان؟”. بإمكان البرامج الدينية أن تكون منافسة للدراما في حالة واحدة فقط أن تكون لها علاقة بحياة الناس اليومية وكفى، وأن تنافس من حيث جودة التصوير ما يجده المشاهد في برامج أخرى غير دينية. ثمة أيضا إحجام على مستوى الرعاية المالية في تمويل هذا النوع من البرامج لإدراك الرُعاة أن الناس قليلو الاهتمام بها (ثقافة البوز خرّبت العقول) للأسف.

بخصوص قصة الفيلم الوثائقي “جامع كتشاوة.. كل الحكاية” لقد جمع بين التاريخ والتثقيف، هل يمكن وضع القارئ في خلفية إنتاج هذا العمل؟

الوثائقي يٌعرض حاليا على قناة “الجزائر الدولية” ولقد أرادته القناة مادة توجّه للمشاهد الأجنبي، ولهذا السبب كان الاشتغال ليس على المعلم الديني وحده بل بكل ما يحيط به من حياة، الأسواق الشعبية والمطاعم التقليدية والمعالم الأثرية المهمة المحيطة به كقصر عزيزة ودار القاضي وقصر الحمراء ومتحف وقصر مصطفى باشا ودار الإمامة العلّية وغيرها من الأمور التي لا تستقيم رواية كتشاوة من دونها! لقد روينا حكاية المعلم من خلال شخص الإمام، الشيخ مراد سحنون، وهو من قدماء مؤذني العاصمة (30 سنة) وهو تلميذ الشيخ بن يوسف رحمه الله في علاقته كإنسان بالجامع وبحي القصبة التي يوجد بها الجامع وبالمصلين وأصدقائه من الباعة هناك. لم يكن ممكنا الاشتغال على كتشاوة بالبقاء داخل جدرانه الأربعة، العمل ليس إخباريا بل سينمائيا يتطلب الفرجة والبهجة والانفتاح على حياة الناس.

مقالات ذات صلة