الجزائر
وجهة سياحية تبحث عن مكان لها في الدليل السياحي للجزائر

البحيرة السوداء بأكفادو.. عندما يمتزج بياض الثلج مع جمال الطبيعة

الشروق أونلاين
  • 4546
  • 4
ح.م

قد تظن أنك في يونغفرايوتش السويسرية أو في تيبيك الكورية أو حتى بمانالي في جبال الهمالايا أو شامونية الواقعة بفرنسا وغيرها من الأماكن السياحية الأكثر جمالا على كوكب الأرض، وفي نفس الوقت الأكثر جذبا للسياح، لكنك لست بحاجة إلى تأشيرة من أجل زيارة هذا المكان كونك تتواجد بالبحيرة السوداء الواقعة بغابة أكفادو التي تبعد بنحو 70 كلم عن مدينة بجاية.

هذه الفسيفساء التي يزداد جمالها من فصل إلى آخر، خاصة وقت الشتاء أين يمتزج بياض الثلج مع جمال الطبيعة، لكن وعكس الوجهات السياحية العالمية المذكورة، التي تتوفر على جميع المتطلبات على غرار وسائل النقل الجماعية وهياكل الإيواء التي تتلاحم مع الطبيعة والتنظيم والتيليفريك وفضاءات اللعب والراحة والتزلج، فإن بالبحيرة السوداء أو ما يسمى بالأمازيغية “أڤلميم أبركان”، لا نجد فيها كل هذه الأمور التي بوسعها أن تسمح، في حالة الاهتمام الحقيقي بقطاع السياحة، بتحول المكان من دون منازع إلى وجهة سياحية عالمية وإلى مصدر دخل جد هام بالنسبة للخزينة وفي نفس الوقت مصدر رزق للعديد من الشباب والمستثمرين، بالنظر إلى المؤهلات الطبيعية الخلابة والفريدة من نوعها التي تتوفر عليها المنطقة، والتي تمتد على مساحات شاسعة من الأشجار بكل أنواعها، وعكس وجهة الشواطئ التي تنتعش سوى خلال فصل الصيف، فإن بحيرة أكفادو تفتح ذراعيها للزوار على مدار الفصول الأربعة، كما بإمكان المنطقة احتضان العديد من المركبات الرياضية وبمواصفات عالمية، تسمح للفرق الرياضية بالتحضير الجيد لرياضيها على ارتفاع يقدر بأكثر من 1600 متر عن سطح البحر وسط أجواء من الراحة بعيدا كل البعد عن ضوضاء المدينة وصخبها.

ورغم غياب الاهتمام بمثل هذه المناطق وغياب حتى الحملات الترويجية لمثل هذه الكنوز التي تزخر بها الجزائر، والتي من المفترض أن تحول البلاد إلى وجهة سياحية عالمية، فإن العائلات الجزائرية لا تزال تكتشف بنفسها جمال بلادها، حيث تحولت المنطقة في السنوات الأخيرة إلى وجهة سياحية غير مشار إليها في الدليل السياحي الجزائري، إن وجد، كونها بكل بساطة جوهرة وتحفة فنية من صنع الخالق تمتد من بجاية إلى غاية ولاية تيزي وزو مشكلة بذلك أكبر غابة في الجزائر وربما حتى في شمال إفريقيا.

مقالات ذات صلة