-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
مواطنون في طوابير لعدم استخلاف المترشحين

الانتخابات المحلية تفرغ الإدارات العمومية!

بلقاسم حوام
  • 644
  • 0
الانتخابات المحلية تفرغ الإدارات العمومية!
أرشيف

تسبب عدم استخلاف المترشحين للانتخابات المحلية التي تشرف حملتها على الانتهاء في طوابير المواطنين على مصالح الحالة المدنية ومراكز البريد والملحقات الإدارية ومختلف المرافق التي تلبي مشاغلهم اليومية، وهذا جراء إقبال عدد كبير من الموظفين على الترشح وعدم تعويضهم من طرف الإدارة، ما أحدث ضغطا كبيرا على مختلف المصالح وأثار تذمر المواطنين، خاصة وأن الطوابير تكون عادة خارج الإدارات في العراء بسبب إجراءات التباعد التي فرضتها جائحة كورونا.

بوحنية: مترشحون همهم العطلة ولا يعنيهم الاستحقاق

وقفت “الشروق” على هذه الظاهرة من خلال جولة استطلاعية قادتها لعينات من الإدارات العمومية بالعاصمة وضواحيها، أين كانت الطوابير تميز مختلف مصالح الحالة المدنية ومراكز البريد والضرائب والبنوك والمحاكم ومصالح الضمان الاجتماعي… وهو الأمر الذي عطل المصالح اليومية للمواطنين، الذين وجدوا أنفسهم يدفعون ضريبة عدم قيام المسؤولين عن مختلف المصالح الإدارية العمومية باستخلاف المترشحين للانتخابات، ما تسبب في فراغ وتقصير كبيرين في تلبية احتياجات المواطنين الإدارية .
وتحدثت “الشروق” مع بعض الموظفين في هذه الإدارات، والذين أكدوا استحالة تعويض جميع المترشحين لمحدودية الإمكانيات البشرية واستحالة استقدام موظفين من خارج هذه المصالح، وبالنسبة للمواطنين بات الأمر حسبهم يتكرر مع كل انتخابات، حيث يجدون أنفسهم مرغمين على قضاء أكثر من نصف يوم لاستخراج وثيقة إدارية لا تتطلب سوى دقائق .

إدارات فارغة وترشح جماعي للموظفين
والغريب في الأمر أن العديد من الإدارات تحولت إلى هياكل بلا روح، وباتت تسير من طرف موظف أو موظفين على الأغلب، بسبب الترشح الجماعي للعمال في الانتخابات، فبمجرد ترشح عامل وتكليفه بإعداد القائمة يقنع زملاءه بالترشح معه والاستفادة من العطلة التلقائية لمدة 21 يوما .
ومعلوم أن الانتخابات المحلية تستقطب أكبر عدد من المترشحين، خاصة مع تنامي ظاهرة اكتساح الأحرار لهذه الانتخابات القريبة من المواطن وتستقطب اهتمامه أكثر من أي مواعيد أخرى، ويعتبر عمال الوظيف العمومي من أكثر المترشحين لهذه الانتخابات، لمعرفتهم أكثر بعمل الإدارة واحتكاكهم اليومي بالمواطنين، ما يجعلهم يغتنمون هذا الاحتكاك لاستقطاب أكبر عدد من الناخبين، وذلك بالتخندق مع مختلف الأحزاب والقوائم الحرة .

مترشحون يبحثون عن العطلة والراحة
وفي هذا الإطار، أكد الدكتور بوحنية قوي، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية وعميد كلية الحقوق والعلوم السياسـية بجامعة ورقلة، في تصريح لـ”الشروق” اليومي أن إقدام المترشحين على خوض الغمار الانتخابي بحثا عن الراحة والعطلة باتت ظاهرة تزيد من عام إلى آخر، وهذا ما يفسر حسبه عدم قيام الكثير من المترشحين بأي جهد خلال الحملة الانتخابية سوى الجلوس في البيت أو القيام بمختلف الأعمال التي لا علاقة لها بالانتخابات، وكشف أنه وقف شخصيا على هذا السلوك الانتخابي الشاذ، الذي بات مألوفا وساهم في تمييع العمل السياسي، حيث أصبحت العطلة تستقطب مترشحين أكثر من الانتخابات نفسها، خاصة بالنسبة للذين لا يملكون في سجلهم أي نضال حزبي وتجدهم يتجولون بين الأحزاب ومختلف القوائم بحثا عن الراحة والخمول.
وتسببت هذه الظاهرة حسب الدكتور قوي بوحنية في تعطيل المصالح اليومية للمواطنين، حيث تحولت الكثير من المصالح الإدارية والمرافق العمومية هذه الأيام إلى هياكل فارغة بسبب عدم استخلاف المترشحين فيها، والأمر امتد أيضا إلى المدارس والمستشفيات..

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!