الجزائر
بعد انقطاع أبنائهم عن الدراسة لمدة 17 يوما

الامتحانات ترعب أولياء التلاميذ!

وهيبة سليماني
  • 1084
  • 0
أرشيف

يعيش أولياء التلاميذ، هذه الأيام، على أعصابهم، حيث هيمن عليهم الخوف على مستقبل أبنائهم مع اقتراب الامتحانات، الأمر الذي جعل أغلبهم يتحملون مسؤولية المرافقة والمراجعة وخوض تجربة الامتحان افتراضيا، بعد الانقطاع الطويل والمفاجئ عن الدراسة لنحو أسبوعين، بسبب الظروف الصحية الاستثنائية لانتشار وباء كورونا.

ويرى المختصون في التربية بأن الأولياء ليسوا ملزمين بمرافقة أبنائهم في الحفظ والمراجعة، لأن المنهجية التربوية للبرامج التعليمة، ليست مصممة ليستوعبها الجميع، كما أنّ المدرسة، بحسبهم، ليست “ثكنة”، تطبّق فيها الإجراءات الاحترازية للوقاية من عدوى كورونا، وتحصّل فيها فقط النقاط، حيث يلزم الكثير من الاهتمام والمرافقة النفسية داخل المؤسسات التربية، وإيجاد حلول تتماشي مع الوضع الاستثنائي.

وأدّت مرحلة المراجعة والحفظ والتحضير للامتحانات الرسمية مثل البكالوريا و”اليبام”، إلى تحميل عبء آخر لأولياء التلاميذ، حيث اندمج بعضهم في أجواء الحالة النفسية لأبنائهم، وخصصوا وقتا لمهمة المشاركة في الوقوف والسهر على عمليات طرق الحفظ لمساعدة فلذات كبدهم على النجاح وتجاوز مرحلة صعبة واجهتهم خلال الموسم الدراسي لعام 2021- 2022.

واضطرت بعض أمهات الموظفات إلى أخذ عطلة من أجل أبنائهن، حيث تفرغن لمتابعتهم، والسهر على مراجعة الدروس وتحفيظها قبل الامتحان، وهي حالة تجنيد مستبق عشية عودة 10 ملايين تلميذ إلى المدارس بعد انقطاعهم عن الدراسة لمدة 17 يوما.

البرامج التربوية لا يفهمها جميع الأولياء..

وفي السياق، قال رئيس الفدرالية الوطنية لأولياء التلاميذ، علي بن زينة، إن مهمة متابعة التلاميذ ليست من اختصاص الأولياء، فهم لهم الاختيار، لأن البرامج البيداغوجية، بحسبه، ليست محضرة ليفهمها الجميع، وإن وجد من الأولياء من يتضامنون مع أبنائهم، فإن ذلك لا يكفي.
وأوضح بن زينة أن حالة القلق والتذبذب التي تخللت الموسم الدراسي، تجعل التلاميذ في حاجة ماسة إلى مرافقة داخل المؤسسات، والعمل على سد الانقطاع الذي حصل في الدراسية، من خلال همزة وصل مرنة من شأنها إدماج التلميذ في أجواء التعليم.
وأكّد بن زينة أن تحيين المعلومات السابقة للتلميذ قبل انقطاعه لمدة 17 يوما عن المدرسة، مهمة الأستاذ داخل القسم، وليست مهمة الأولياء، وهي تحتاج إلى جانب نفسي بيداغوجي، وتعامل من طرف مختصين في علم النفس والتنشئة الاجتماعية.
وقال رئيس الفدرالية الوطنية لأولياء التلاميذ، علي بن زينة، إن الشيء الوحيد الذي لم تنتبه إليه وزارة التربية الوطنية، هو المرافقة النفسية للتلاميذ، خاصة أنهم درسوا أسبوعا فقط بعد عطلة الشتاء وتوقفوا عن الدراسة لمدة 17 يوما أخرى، وهذا ما جعل الامتحانات بمثابة هاجس يطارد 10 ملايين تلميذ وأوليائهم.

المدرسة ليست “ثكنة” للامتحانات فقط..
ومن جهته، أوضح البروفسور وناس امزيان، رئيس قسم علم النفس وعلوم التربية والأرطوفونيا في جامعة باتنة”1″، أن الكثير من الأولياء اليوم، زرعوا في أبنائهم فكرة أن المدرسة مكان لتحصيل النقاط والفوز فقط، مهملين عملية التحصيل العلمي والتربوي.
وقال البروفسور مزيان إن المدرسة ليست ثكنة، حيث ينبغي أن يعامل فيها التلميذ في إطار نفسي اجتماعي تعليمي، وإن المرحلة الاستثنائية تحتاج إلى مزيد من المختصين في علم النفس، لمرافقة التلميذ مع اقتراب الامتحانات.
ويرى المتحدث بأنّ الحرص فقط على تطبيق البروتوكول الصحي، واجتياز فترة الامتحانات والفوز في النهاية، قد تجعل من المؤسسات التعليمية أشبه بثكنات عسكرية، وهذا الأمر لابد من مراجعته، مضيفا أن المرافقة مهمة تنتظر وزارة التربية بعد عودة 10 ملايين تلميذ للدراسة.

مقالات ذات صلة