-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الاستعمار ..va Out..

عمار يزلي
  • 1322
  • 0
الاستعمار ..va Out..

تتزامن ذكرى 20 أوت هذه السنة، مع استمرار تعكير فرنسا، للوضع القائم في النيجر منذ سنوات طوال، كبقية الأوضاع المماثلة لها في دول الساحل، لاسيما تلك التي كانت ترزح إلى غاية الخمسينيات من القرن الماضي تحت وطأة الاستعمار.

كما تتزامن ذكرى 20 أوت 1955، مع تعكير الجار ذي الجنب الغربي للأوضاع القائمة ليس على حدودنا الغربية معه فحسب، وبكل أشكال التسميم، لكن أيضا عبر التكالب والتحالف مع عدو الأمة الإسلامية والعربية، وهو دولة “أمير المؤمنين” “رئيس لجنة القدس”: تكالب وتآمر بالتواطؤ مع كيان مغتصب لأرض عربية وإسلامية مقدسة.
هذا التحالف الفرنسي، المغربي الإسرائيلي، تضاف إليه بعض الدويلات، يهدف إلى زعزعة الاستقرار، ليس في غرب الجزائر فحسب، بل في شرقه، كما فعلت فرنسا تحت مظلة الحلف الأطلسي في ليبيا في رئاسة ساركوزي وتواطؤ اللوبي الإسرائيلي اليهودي، ممثلا في بعثة “هنري برنار ليفي” إلى شرق ليبيا لتحريك آلة “الثورة” مع “الجماعات الجهادية” ضد “طاغوت” الراحل معمر القذافي. في كل الحالات، كانت فرنسا حاضرة واللوبي الإسرائيلي، فاعلين أساسيين، ولا يزال ذلك قائما إلى اليوم.. ولولا ذلك، لكان المشكل الليبي قد حل داخليا.
تتزامن ذكرى يوم المجاهد، التي صادفت تاريخ هجوم الشمال القسنطيني ضد جحافل فرنسا شمال شرق الجزائر، تعبيرا عن تكاتف وتلاحم الثورة قيادة وشعبا ودعما للأشقاء المغاربة في كفاحهم ضد الاستعمار الفرنسي، بعد نفي السلطات الفرنسية الملك المغربي محمد الخامس في 20 أوت 1953 إلى جزيرة كورسيكا ومن ثم إلى مدغشقر. كان ذلك تعبيرا من طرف الجزائريين قيادة وشعبا عن تضامن الشعوب ضد الهيمنة والغطرسة الاستعمارية، وما نتج عنها من تقسيم وتفكيك واستغلال للخيرات وإذلال للسكان وإفقارهم بعد التنكيل والتدمير والنفي وسياسة الأرض المحروقة. كما تتزامن هذه الذكرى، والدسائس تحاك ضد الجزائر اليوم، في جهادها الدائم المستمر والمستميت من أجل إبقاء راية مجاهدي وشهداء الثورة عالية شامخة، هذه الذكرى التي خلدتها الثورة الجزائرية وقيادتها بأن اجتمعت في 20 أوت 1956، بتنظيم مؤتمر الثورة الأول، الذي سيعد بمثابة القاطرة التي ستجر قطار الثورة وتضعه على سكة التحرير الشامل.. ذكرى مؤتمر الصومام في 20 أوت 1956.
تأتي كل هذا الأحداث الماضية، المستمرة بشكل مقنع من تحت عباءة المستعمر القديم المتحالف مع المحتل الغاصب لأرض وخيرات الشعب الفسلطيني، الذي يمثل رفقة شعب الصحراء الغربية، آخر المستعمرات. وللمفارقة، يتحالف ضد الجزائر وثورتها، المستعمر الغاصب الكيان المحتل المغروس من طرف دول تقسيم “سايكس ـ بيكو” في جسد الأمة العربية والإسلامية، للأسف، مع دولة، جارة للثورة الجزائرية، كانت إلى أمس قريب، محتلة من طرف الاستعمار الفرنسي، لتصبح هي محتلة لأراضي الغير ولشعب أعزل، وتتحالف مع العدو الصهيوني لتعزيز احتلالها وسيطرتها على خيرات ومقدرات البلد الشاسع، باحثة عن منفذ نحو موريتانيا ثم السنغال وصولا إلى جزر الرأس الأخضر، تماما كما فعلت الإمبراطورية البرتغالية، مطلع القرن الخامس عشر، أيام الاكتشافات وتقاسم العالم بينها وبين الإمبراطورية الإسبانية.
هذا المحتل الجديد لتراب ورمال الصحراء الغربية، يتحالف ضد المحتل القديم لأرض فلسطين، ومع محتل الأمس، والكل بهدف إخضاع واحتواء جزائر الثورة، التي لا تقبل بديلا بغير استقلال الشعوب، ودحر كل أشكال الاستعمار، مهما كلفها من ثمن ومقدرات.
اليوم، وفرنسا والمخزن وإسرائيل، وهم يحاولون زعزعة الاستقرار حول الجزائر شرقا وغربا وجنوبا، لن يزيدوا من الموقف الجزائري والإفريقي التحرري إلا عزيمة وصلابة على الاستمرار في نهج التحرر المطلق من كل أشكال التبعية والاستعمار المقنع.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!