-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
"الشروق" تقف على تنوع العروض وإقبال العائلات

الإفطار على الشواطئ.. متعة رمضانية وملاذ الوكالات السياحية

وهيبة سليماني / راضية مرباح
  • 1193
  • 0
الإفطار على الشواطئ.. متعة رمضانية وملاذ الوكالات السياحية
ح.م

لم يمنع رمضان، بعض الوكالات السياحية، والمجموعات الناشطة في الرحلات، من تنظيم خرجات للتمتع بأجواء الربيع المميزة، خاصة في ظل درجات حرارة معتدلة تدغدغ المشاعر وتخلق جوا طيبا يلامس الطبيعة.. جلسات فطور جماعية عائلية على شواطئ البحر وفي المنتزهات، فرصة لأخذ صور ذكرى رائعة مع منظر الغروب واللمة في الشهر الكريم، استثمرت فيها الوكالات في فترة تشهد ركود الرحلات المنظمة، وتراجع السفر للخارج، لكنها مكنت الكثير من الجزائريين أن يعيشوا المتعة في أروع الشواطئ وأشهر المنتزهات.
وراحت بعض الوكالات السياحية، والتنظيمات الشبابية، تروج لرحلاتها عبر منصات التواصل الاجتماعي تحت شعار” “ندعوكم لفطور جماعي رائع على أجمل الشواطئ”، حيث حددت أسعارا معقولة في متناول الكثير من متوسطي الدخل، ويشمل السعر غالبا تكاليف النقل وقعدات الشاي والقهوة، وتجهيز موائد الإفطار الجماعي على رمال الشاطئ.
ونشرت وكالة بسطيف عبر صفحتها على “الفايسبوك”، إعلانا لتنظيم رحلات يومي الجمعة والخميس، إلى شواطئ سكيكدة، للجلوس إلى موائد إفطار جماعي، محددة ثمن الرحلة بـ 1200دج للشخص، مع إعطاء فرصة للعائلات لشراء ما يلزم للفطور من المطاعم التي تصادفهم في طريق الرحلة.
وتشدد الوكالات السياحية في إعلاناتها على إحضار اللوازم والمعدات المناسبة كحقائب الظهر وأفرشة الجلوس على الشاطئ وأغطية بيضاء لديكور الطاولة، ومصابيح ووجبة الإفطار وكل الحاجيات الغذائية، وأجهزة تسخين الوجبات.

تنافس وعروض ترويجية
وتحاول الكثير من وكالات السفر خاصة تلك غير معنية بتنظيم رحلات العمرة خلال رمضان، استعادة بريقها وشهرتها من خلال نشر أجمل الصور والفيديوهات للإطارات جماعية وعائلية في الشواطئ والمنتزهات، والترويج لها عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث تنافست على تنظيم رحلات للاستمتاع بأجمل إفطار جماعي تحت ألوان غروب الشمس على البحر.
وكما مواقع التواصل، في استقطاب زبائن وعائلات بأكملها لرحلات نحو الشواطئ والمنتزهات، حيث أكدت وكالة سياحية ببومرداس، على تنظيم إفطار على شاطئ البحر في قورصو، والجلوس إلى طاولة رملية تجمع أصدقاء وعائلات، على أن يكون الإفطار تحت ضوء الشموع، محددة سعر الرحلة بـ 2800دج للشخص، مع توفير حساء “الشوربة” والحليب والتمر، و”البوراك”، والطبق الرئيسي، والسلاطة وخبز “المطلوع”، والعصائر، وفي السهرة الشاي وقلب اللوز.
وأصبحت شواطئ في “الأندلسيات” بوهران، وسيدي مجدوب بمستغانم، وفي سكيكدة وجيجل، وتيبازة، محل استقطاب الإفطار الجماعي، حيث يحرص أصحاب الوكالات السياحية على الاهتمام بديكور الموائد، والتقاط في الأخير صورة تذكارية لجميع المشاركين.
ويستمتع بعض المشاركين في الرحلات الخاصة بالإفطار الجماعي بسهرات موسيقية، والعاب ترفيهية، وخاصة الذين يصطحبون أطفالهم، فقد عمدت بعض الوكالات إلى إقصاء الأبناء صغار السن من تكاليف دفع ثمن الرحلة.
ووفرت وكالة “بالوما” للسياحة والأسفار، شققا للكراء خلال شهر رمضان، والتمتع بالإفطار قرب البحر على مسافة 50 مترا، في كل من تيشي ببجاية، وبورساي بتلمسان، وجيجل وفي تيبازة، أين تتوفر كل المرافق في الأماكن العائلية من مطاعم ومقاهي ومراكز تجارية، وهذه الشقق مجهزة من التلفاز والسخان المائي والثلاجة والأواني والفراش، والمكيف الهوائي.
وشملت الرحلات للإفطار الجماعي، الكثير من المنتزهات، مثل “المول ” في سطيف، وحديقة التسلية بمستغانم وغيرها من الولايات.

إنزال عائلي على منتزه “الصابلات”
وتميز منتزه” الصابلات” بحسين داي بالعاصمة، مقارنة بالأماكن الأخرى التي روجت لها رحلات الإفطار الجماعي في رمضان، بالاستقطاب القوي للعائلات، حيث راهنت وكالات سياحية على رحلات رمضانية نحو هذا المنتزه، لتحقيق أرباحها في فترة الركود السياحي.
وتحت شعار: “فطور استثنائي” في الصابلات، وتزامنا مع سيرك “عمار”، استحسنت مجموعات شبابية وبعض العائلات تنظيم مثل هذه الرحلات التي تمكنهم من المشاركة في لحظات إفطار جماعي على المساحات الخضراء، وبالقرب من نسمات الشاطئ، واستغلال فرصة دخول السيرك في السهرة.
ووصل سعر رحلة لمنتزه “الصابلات”، تتعلق فقط بالنقل من البليدة لهذا المكان، إلى 600 دج للشخص، حيث وصف منظمو رحلات إلى المنتزه، بـ”قمة في المتعة”، تزامنا مع فصل الربيع، وهي أكبر فرصة بحسبهم للفوز بصور العمر لتبقى ذكرى تاريخية لإفطار جماعي استثنائي.

الإفطار الجماعي.. القشة التي تتمسك بها وكالات سياحية في رمضان
وفي سياق الموضوع، قال رئيس النقابة الوطنية للسياحة والأسفار، نذير بلحاج، إن الإفطار الجماعي على الشواطئ، وصوره الرائعة التي يروج لا عبر منصات التواصل الاجتماعي، مكنت بعض الوكالات من مواصلة نشاطها ولو بصفة محتشمة، خلال شهر رمضان، الذي صادف فصل الربيع.
وأكد أن الكثير من الوكالات السياحية كانت في سنوات ماضية تجد في عطلة الربيع فرصة لتنظيم رحلات داخلية وإلى الخارج، ولكن شاء القدر أن تصادف هذه المرة شهر الصيام، مما تسبب في ركود النشاط السياحي، وجعل حوالي 90 بالمائة من هذه الوكالات تعيش الركود في نشاطها، خاصة تلك غير معنية برحلات العمرة.
ويرى بأن الترويج للإفطار الجماعي في رمضان على الشواطئ وفي المنتزهات، واستغلال السوشال ميديا في ذلك، أعطى الفرصة للربح من خلال بعض الخرجات القليلة، حسبه، جدا والمقتصرة على بعض الوكالات فقط.

تستقطب عائلات من مختلف الولايات وأجانب عربا وأوروبيين
موائد إفطار لأول مرة بالمركبات السياحية لتيبازة طيلة رمضان
فتحت المركبات السياحية الـ4 المتواجدة بولاية تيبازة والمعروفة بكل من “السات”، “مطاريس” و”القرن الذهبي” فضلا عن البلج، أبوابها لأول مرة خلال الشهر الفضيل لاستقبال العائلات على موائد إفطار جماعية وفردية، في فترة ظلت مثل هذه المواقع السياحية تغلق أبوابها في وجه الزبائن إلى غاية انقضاء شهر رمضان، الذي يدخلها في سبات لتحيا مجددا خلال موسم الاصطياف.
وتشهد المركبات السياحية لتيبازة ومنذ حلول شهر رمضان، توافد منقطع النظير للعائلات القادمة إليها من كل أقطاب القطر الوطني، قصد قضاء أوقات إفطار في جو مغاير بعيد عن الروتين اليومي المألوف داخل المنازل والمطابخ، بآخر نقي وبطعم نسمات البحر ومشاهد الغروب على طاولات مقابلة لزرقة البحر، تسبح بخيال الزائرين وتمنحهم مشاهد ممتعة مقابلة لجبل “شنوة” الأسطوري وفوق بساط ذهبي وأضواء النجوم الساطعة.

خدمات مجانية للعائلات
تؤكد شهادات العائلات التي كان لها حظ الإفطار بمركب “السات” و”مطاريس” وعلامات البهجة بادية على نبراتها بعد فتح تلك المواقع لأول مرة في رمضان، أن الإفطار فوق طاولة قرب شاطئ البحر متعة حقيقية، بعيدا عن الروتين اليومي الممل داخل البيوت، وتجبرهم تلك النشوة على مواصلة السهرة بالموقع، فمنهم من يقوم بطهي الشاي بمفرده والبعض الآخر يلجا إلى إشعال النيران لشواء اللحم أو السمك، والسمر تحت أضواء النجوم إلى غاية أوقات متأخرة من الليل، فيما يفضل الكثير من الرجال التجمع بموقع لأداء الصلاة في جماعة وكلهم نشاط وحيوية.
وأكد من جهته، رئيس قسم الاستقبال بالمركب السياحي القرية “السات”، أسامة جاوتي” في تصريح لـ”الشروق”، أن المركبات السياحية الـ4 التي يشرف على تسييرها المدير بوبكر عبيد، تشهد ومنذ حلول الشهر الفضيل حركية غير عادية للمواطنين الذين يقصدونها من كل ربوع الوطن، بعدما فتحت الإدارة أبوابها خلال الشهر الفضيل هذا لأول مرة، ومجانا، مشيرا أن المبادرة التي تعد الأولى من نوعها كانت تجربة ناجحة، لقت استحسان العائلات لا سيما أن الفترة تزامنت والعطلة الربيعية للتلاميذ حتى تكون متنفسا لهم ولأوليائهم بعدما عمدت الإدارة على فتح أبوابها لكل الفئات مجانا ليل نهار، ضمانا لجلب اكبر عدد من الزوار وإدخال البهجة في النفوس وحتى التعريف بالمركبات وخدماتها المعروضة للمواطنين.

2500 دينار للإفطار وقائمة إطعام متنوعة ومتغيرة
وتختلف قائمة الطعام المعروضة بطاولات الإطعام من يوم لآخر، ما بين مأكولات رمضانية خاصة وأخرى بحرية محضة، بحسب ما أكده رئيس قسم الاستقبال، مشيرا إلى أن الأذواق تختلف باختلاف الزبائن الذين يقوم بعضهم بالحجز مسبقا، في حين تحل العائلات على المركبات في أي وقت تريد، في حين خصصت الإدارة تكلفة 2500 دينار للشخص للإفطار، فوق طاولة مجهزة من كل أنواع المأكولات إلى غاية الفواكه، أغلبها منصبة فوق السطوح أو داخل المطاعم وحتى قرب الشاطئ فوق بساط الرمال الذهبية. كما فتح لأول مرة فضاء التسلية المخصص للأطفال مجانا، تنفيسا لهم بالموازاة مع عطلتهم الربيعية عبر مختلف المركبات التابعة للولاية.
وذكر المتحدث أن إدارة المركبات لم تستثن أي فئة من هذا العرض الجديد بل وحتى الشباب قدمت لهم فرصة النزول بها لقضاء أوقات خرافية.

الحجوزات تصل السقف نهاية الأسبوع واستقبال وفد من سفارة إسبانيا
وأضاف جاوتي أن 80 بالمائة من طاقة استيعاب الفنادق، تكون محجوزة خلال عطلة نهاية الأسبوع، لأن المركبات تعرض المبيت والإطعام على حد سواء، خاصة بالنسبة للعائلات التي تقطن خارج الولاية، كاشفا أن مركب “السات” لوحده، استقبل خلال نهاية الأسبوع ما يربو عن 150 شخص، ووصل العدد الإجمالي للزوار منذ بداية رمضان إلى أكثر من 800 شخص والعدد مرشح للارتفاع خلال الأيام المقبلة بعد الرواج الذي عرفه هذا العرض الاستثنائي والأول من نوعه خلال الشهر الفضيل، حيث تم استقبال حسبه زوار من تامنراست، وادى سوف، وهران، قسنطينة، الشلف دون استثناء الولايات المجاورة من العاصمة والبليدة وعين الدفلى. ووصل صيت مركب “السات” إلى خارج الوطن حيث تلقوا زيارة من طرف أشقاء من دولة مصر وبعض الدول الأوروبية.

نفسانية: تغيير مكان الإفطار مفيد للصحة الجسدية والنفسية
أكدت المختصة النفسانية، سميّة بن زايدي في تصريح لـ”الشروق” بأن تغيير المكان الاعتيادي للإفطار، خاصة للأفراد الذين يعانون من إرهاق رمضان وضغط العمل، خاصة في الهواء الطّلق فيه فوائد عظيمة جدا.
وأضافت: “تناول إفطار رمضان في على الشواطئ أو على ضفاف الوديان أو الجبال أو الغابات ” يساعد على تصفية ذهن الشخص من أي أفكار سلبية، كما أن الاستمتاع بجمال المكان، يكسب الشخص طاقة ايجابية تجتاح جميع أعضاء الجسد في ثوان، وكأن الشخص تناول أدوية مهدئة، والسلوك يشحن الجسد ويجعله مقبلا على تحديات الحياة بقوة وعزيمة”.
وأكدت محدثتنا أن الرّوتين، يجلب التّعاسة والطاقة السلبية، ولذا علينا كسر هذا الروتين أحيانا، والإقبال على تجريب أمور جديدة، على الأقل مرة واحدة شهريا. وأضافت: “كما أن الاستمتاع باكتشاف جمال أي مكان، واستنشاق هواء نقي، يُعدّ وسيلة جيدة للاسترخاء وتجديد نشاطك، ويفتح شهيتك للأكل أكثر”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!