الرأي

الإخوة‭ ‬الجنرالات‭!‬

قادة بن عمار
  • 8620
  • 16

يقول خصوم الإخوان المسلمين في مصر، والرافضون لمبدأ الانتخاب على مرشحهم من الأصل، إن تاريخ الجماعة ملوّث بالعنف والقتل، والدماء وكأنّ “الإخوة الجنرالات”، ومن بينهم أحمد شفيق، ملائكة الرحمة على الأرض، وأيديهم نقية من الدم وهم حمائم سلام في كل زمان ومكان!

يقول خصوم الإخوان إن هؤلاء اشتروا أصوات الناخبين للوصول إلى البرلمان، وقاموا بمقايضة أصوات “الغلابى” من المصريين مقابل السكر والزيت، وكأن النظام الاستبدادي السابق برئاسة المخلوع حسني مبارك وأمثاله، وصل للحكم واستمر فيه بشفافية الصندوق وإرادة الشعب، ولم يقم باستعمال حتى الموتى من أجل تزوير الانتخابات، وجوّع المصريين ولم يمنحهم لا زيتا ولا سكر مقابل سرقة أصواتهم التي لم يكن بحاجة إليها أصلا، في ظل انتشار فبركة النتائج وتحويل الحاكم إلى اله فوق الأرض!

يقول خصوم الإخوان المسلمين إن محمد مرسي المرشح عنهم، لم يكن سوى احتياطيا بعد ترشيح خيرت الشاطر في المرة الأولى، وكأن أحمد شفيق كان سيّد نفسه خلال حكم مبارك، وهو الذي يصفه غالبية المصريين بذنَب الدكتاتور المخلوع، فهل يعقل بعد أن قطع الثوار رأس الأفعى ينتخبون‭ ‬على‭ ‬ذنبها؟‭!‬

يقول خصوم مرشح الإخوان المسلمين محمد مرسي إن ولاء هذا الأخير للجماعة، وقد بايع مرشدها العام على السمع الدائم والطاعة العمياء، وبالتالي فإنه لن يكون سيد قراره، بل سيمثل واجهة فقط، لحكم يسيطر عليه المرشد محمد بديع، وكأنّ شفيق لو فاز سيحكم بإرادته، وليس بإرادة الأمريكان والإسرائيليين الذين ابتهجوا لفوزه في الدور الأول، وقالت صحفهم إن وصول رئيس الوزراء السابق في فترة مبارك لسدة الحكم، سيُنعش العلاقة مجددا، وسينهي زمن الثورة بكل ما أفرزته من توتر وصداع للرأس وطرد للسفير، وقطع للغاز المجاني عن الكيان الصهيوني!

يقول خصوم الإخوان إن الأقباط سيكونون الخاسر الأكبر في حال وصول المتشددين دينيا للسلطة، من جماعة الإخوان والسلفيين، وكأن مبارك لم يقتل الأقباط يوما، لم يهجّرهم، ولم يفجّر كنائسهم برعاية مباشرة من وزير داخليته المستبد حبيب العادلي، ولم يستعملهم كورقة من أجل الضغط‭ ‬على‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬سرقة‭ ‬المال‭ ‬باسمهم‭ ‬وتحت‭ ‬عنوان‭ ‬ضمان‭ ‬حمايتهم‭ ‬المزعومة؟‭!‬

يقول خصوم الإخوان إن فوز شفيق يعني تأسيس الدولة الدينية، وكأن مصر لا تحكمها الشريعة الإسلامية، أو كأن الدين تحوّل إلى سبّة أو فزاعة، ومعظم الذين يتحدثون عن الدولة الدينية لا يعرفون معناها، ولا يدركون أن الإسلام دين ودولة، تماما كالذين يتخوّفون من زوال الدولة‭ ‬المدنية،‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬فيه‭ ‬مبارك‭ ‬وأزلامه‭ ‬من‭ ‬أمثال‭ ‬شفيق،‭ ‬رموزا‭ ‬للدولة‭ ‬البوليسية‭ ‬القائمة‭ ‬على‭ ‬القمع‭ ‬والمساواة‭ ‬في‭ ‬الظلم‭ ‬بين‭ ‬الإسلاميين‭ ‬واليساريين‭ ‬والليبراليين؟‭!‬

نقول هذا الكلام ليس دعما لمرشح الإخوان، ولكن لإدانة مشروع البديل الذي يعدّ استمرارا للدكتاتورية بقفاز ناعم، وكأنّ المصريين الذين ماتوا في الثورة، لم يحققوا تغييرا، ولم يساهموا في صناعة ربيع عربي، وقديما قالوا عصفور واحد لا يصنع الربيع، فما بالك إذا كان عدد‭ ‬الذين‭ ‬ماتوا‭ ‬من‭ ‬الشهداء‭ ‬في‭ ‬ثورة‭ ‬خلع‭ ‬الدكتاتور‭ ‬أزيد‭ ‬من‭ ‬800‭ ‬عصفور‭!‬

مقالات ذات صلة