الجزائر
وفد من "التجديد الاقتصادي" ومديرو مؤسسات عمومية يرافقون الرئيس تبون إلى بكين

.. الأولوية للمشاريع الثقيلة و”بريكس”

إيمان كيموش
  • 10121
  • 0
أرشيف

يشرع رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون في زيارة دولة إلى جمهورية الصين الشعبية بداية من الاثنين المقبل، حسب ما أكّده بيان لرئاسة الجمهورية، في زيارة تندرج في إطار تعزيز العلاقات المتينة والمتجذّرة وتقوية التعاون الاقتصادي بين البلدين الصديقين.
ويُرتقب أن يرافق الرئيس في هذه الزيارة، وفق ما علمته “الشروق” وفد من رجال الأعمال من تنظيم مجلس التجديد الاقتصادي، ومديري مؤسّسات عمومية ومؤسّسات ناشئة يفوق عددهم المائة متعامل ومدير، حيث سيباشر هؤلاء مشاورات اقتصادية وتبادل الرؤى مع المتعاملين الصينيين لتعزيز العلاقات الاقتصادية، مع العلم أن التعاون الاقتصادي سيرتكز على المشاريع المهيكلة والثقيلة، سيولي اهتماما أيضا للمؤسسات الناشئة، إذ سيرافق وفد الأعمال حوالي 30 “ستارتاب”، منهم شركة “يسير” التي تقدّم حلولا للتنقّلات في الجزائر.
ويقول الخبير الاقتصادي البروفيسور عبد الرحمن هادف، في تصريح لـ”الشروق”، أن العلاقات الجزائرية الصينية المتسمة بشراكة تاريخية تعزّزت مؤخرا بفعل توافق الرؤى والمصالح، والمشاريع البينية بين البلدين، التي زاد من ترابطها الواقع الجيوسياسي الحالي، والتقارب الذي يشهده الطرفان.
وتعمل الجزائر والصين على تعزيز العلاقات، عبر إمضاء السنة الماضية المخطط الخماسي الشامل، وأيضا إبداء الجزائر رغبتها في الالتحاق بالتحالفات الجيوسياسية الكبرى على غرار “بريكس” ومنظمة “شنغهاي”، إذ تعوّل السلطات الجزائرية على الصين لدعمها في هذه الخطوة.
ويضيف هادف: “المجالات التي تحظى بالأولوية لدى الجانبين، هي تطوير المشاريع الكبرى والمهيكلة، إذ تسعى الصين إلى تعزيز تواجدها على المستوى الإقليمي والقارة الإفريقية ومنطقة البحر الأبيض المتوسط، في حين تطمح الجزائر لتعزيز تعاونها معها في مجال الموانئ والطرقات والسكك الحديدية والمطارات والبنى التحتية”.
وأردف المتحدّث قائلا: “هناك نية لتطوير مجالات تعتبر استراتيجية، تتعلق بالأمن الطاقوي وتجسيد مشروع الانتقال الطاقوي باستعمال الطاقات المتجددة، كما تعدّ الصين رائدة في مجال صناعة بطاريات توليد الطاقة الشمسية والألواح الشمسية والهياكل المعدنية وكل ما هو مستعمل في توليد الطاقات بمختلف مصادرها”.
كما تحدّث البروفيسور هادف عن فرص كبرى لتطوير الشراكة في المجال المنجمي، عبر مشاريع ضخمة، إذ سبق وأن تم توقيع شراكة في مشاريع غار جبيلات والتعاون في تطوير خامات الحديد وضخ استثمارات كبرى لبعث صناعة تحويلية وتثمين المواد الأولية، واستغلال منجم الفوسفات بوخضرة، وإنتاج الأسمدة بمختلف أصنافها، وكذا التعاون في مجال التكنولوجيا، التي تعدّ الصين رائدة فيها.
وفي السياق، يقول رئيس الإتحاد الوطني للمستثمرين الشباب رياض طنكة في تصريح لـ”الشروق”، أن زيارة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون إلى الصين حدث مهم في تاريخ العلاقات الجزائرية الصينية، سواء على امتداد التاريخ أو في الشقّ الاقتصادي، حيث تتمتّع العلاقات الجزائرية الصينية، بنوع من الخصوصية، والبعد الاستراتيجي، بالنظر إلى قيمة المبادلات التجارية والاستثمارات الصينية في الجزائر التي تجاوزت سنة 2021 قيمة 7.4 مليار دولار.
ويضيف طنكة: “تعتبر الصين أكبر ممون للجزائر بالسلع، وأهم شريك تجاري يستحوذ على أبرز الصفقات في سوق البناء والأشغال العمومية والمناجم والنقل، ومصدّرة للآلات والتجهيزات الصناعية وخاصة المعدات الكهربائية والالكترونية”، متوقّعا أن تحمل زيارة رئيس الجمهورية إلى بكين، حصيلة ثقيلة من الاتفاقيات، تعكس التحولات التي تشهدها الجزائر عبر إقرار قانون استثمار جديد أكثر انفتاحا على الشراكة الأجنبية، ويوسّع آفاق التعاون المستقبلي بين الجزائر والصين من أجل بعث شراكة صناعية ثقيلة، تخدم الطرفين وهو ما تسعى إليه الجزائر في إطار تسريع الديناميكية الاقتصادية والاستثمارية بين الجانبين.

الخارجية الصينية:
“الجزائر أوّل دولة عربية أقامت معها الصين شراكة استراتيجية”
قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، أن الزيارة التي سيقوم بها رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، إلى بكين، يوم الاثنين المقبل، والتي تستمر خمسة أيام حتى 21 جويلية الجاري، تعدّ “فرصة لتحقيق تطور أكبر لعلاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين ومساهمة أكبر في تعزيز الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط”.
وأوضحت هوا تشون ينغ، إنّ زيارة الرئيس تبون بدعوة من نظيره الصيني شي جين بينغ، إلى بكين ستمتد من 17 إلى 21 جويلية.
وفي السياق، قال المتحدث الثاني باسم الخارجية الصينية وانغ ون بين، في الإفادة الصحافية الدورية، ردا على سؤال حول الزيارة، أنّ “الجانب الصيني يتطلع من خلال هذه الزيارة إلى بذل جهود مشتركة مع الجانب الجزائري لتعميق الثقة المتبادلة وتوسيع التعاون وتعزيز الصداقة، بما يحقق تطوراً أكبر لعلاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين، ويقدم مساهمة أكبر في تعزيز الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وتعزيز الوحدة والتعاون بين الدول النامية”.
وأكدّ المسؤول الصيني أن الجزائر تعدّ أول دولة عربية تقيم معها الصين علاقات شراكة استراتيجية، وقال “في عام 2014، تمت إقامة علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين والجزائر، الأمر الذي جعلها أول دولة عربية أقامت علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة مع الصين”.

مقالات ذات صلة