الجزائر
الهلال الأحمر يغلق مراكز الاستقبال وأطباء يحذرون من عدوى الأمراض

الأفارقة يغزون الشوارع

بلقاسم حوام
  • 10118
  • 16

حذرت الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث “فورام” من الانتشار العشوائي للمهاجرين الأفارقة في الشوارع والطرقات والساحات العمومية، دون تفعيل آليات الرقابة الصحية المعتمدة من طرف منظمة اللاجئين في الجزائر، ما يهدد حسبها بانتشار العديد من الأمراض الخطيرة والمعدية على غرار الملاريا والفيروسات الطفيلية بالإضافة إلى فيروس أوميكرون سريع الانتشار.

وفي هذا الصدد، انتقد رئيس “الفورام” البروفسور مصطفى خياطي غلق الهلال الأحمر الجزائري لمراكز استقبال اللاجئين، ما تركهم يهيمون في الشوارع دون رقابة ورعاية من طرف الهيئات المخولة لذلك، على غرار هيئة اللاجئين التي تملك مقرا لها في الجزائر، “ومن واجبها العمل على تأطير ومراقبة واستقبال المهاجرين مثلما هو معتمد في مختلف دول العالم”.

خياطي : جميع حالات الملاريا والأمراض الطفيلية عندنا نقلها النازحون

وكشف خياطي أن جميع حالات الملاريا المسجلة العام الماضي في الجزائر والتي تجاوزت 200 حالة كان مصدرها النازحون الأفارقة، بالإضافة إلى تسجيل عشرات الحالات من  الأمراض الطفيلية والفيروسية التي تشكل خطرا على الصحة العمومية، “خاصة أن هؤلاء اللاجئين في احتكاك يومي مع المواطنين في الشوارع والطرقات”، وطالب المتحدث بضرورة تسطير برنامج عاجل لتشديد المراقبة الطبية على اللاجئين بالتنسيق بين هيئة استقبال اللاجئين في الجزائر والهلال الأحمر الجزائري والسلطات الصحية.

ومن جهتها، اعترفت رئيسة الهلال الأحمر الجزائري سعيدة بن حبيلس في تصريح للشروق بالانتشار المتزايد والمخيف للاجئين الأفارقة في مختلف الشوارع والمدن الجزائرية، وهذا ما يمثل حسبها تحديا صعبا في ظل الأوضاع الصحية التي تعيشها البلاد ومع انتشار فيروس أوميكرون سريع الانتشار، وأرجعت زيادة توافد اللاجئين على الجزائر لتردي الأوضاع الأمنية للعديد من البلدان المجاورة للجزائر، وهذا ما ساهم في تضاعف عدد المهاجرين الباحثين عن الأمان والذين وجدوا في الجزائر الاستقرار والتضامن والأمان” ولا يمكن للجزائر أن تدير ظهرها لهم، بسوء معاملتهم أو طردهم وترحيلهم الإجباري، بل يجب تكثيف العمليات التضامنية لهؤلاء اللاجئين”.

بن حبيلس: عجزنا عن احتواء اللاجئين ونسعى لمساعدتهم عن بعد

وأكدت بن حبيلس أن إقدام الهلال الأحمر الجزائري على غلق جميع المراكز التي كانت تستقبل اللاجئين الأفارقة، جاء بعد صعوبة التحكم بالمهاجرين الذين يفضلون الترحال والتنقل ويرفضون البقاء في مكان ثابت، وهو ما وقف عليه الهلال الأحمر في العديد من الولايات التي بقيت فيها مراكز استقبال اللاجئين فارغة وهذا ما أدى إلى غلقها النهائي، وتم استبدالها بالخرجات الميدانية للتكفل الصحي والاجتماعي باللاجئين في مكان تواجدهم خاصة مع انتشار الوباء الذي يتطلب الحذر في التعامل مع هذه الشريحة.

وقالت محدثتنا إن النازحين الذين فروا من النيجر ومالي وتشاد وغيرها من الدول الإفريقية بسبب الأوضاع الأمنية والاقتصادية والاجتماعية المتدهورة، اتخذوا من ورشات البناء والمساكن المهجورة وغير المكتملة وأقبية العمارات وأسفل الجسور أماكن إقامة ليلاً، حيث تنعدم أبسط المتطلبات الصحية وضروريات الحياة، فيما ينتشرون نهارا عبر عدد من النقاط التي تعرف بالحركة والنشاط لممارسة “التسول”، الذي بات مهنة غالبية العائلات الأفريقية النازحة، في حين يعمل بعض الذكور في ورش البناء والتجارة، ولكن بنسب ضعيفة بسبب الوضع الصعب الذي أفرزته الأزمة الصحية، إذ باتت نشاطات اقتصادية وتجارية عدة على حافة الإفلاس، واستغربت بن حبيلس لرفض هؤلاء النازحين الاستقرار في مراكز الاستقبال التي تقدم الرعاية الصحية والغذاء وتضمن التعليم للأطفال..

مقالات ذات صلة