الأرشيف العثماني ـ التركي يهتم بتاريخ الجزائر ويضم مخطوطات نادرة

زارت “الشروق” مكتبة المجمع الرئاسي بأنقرة التركية، التي استوحت حسب مسؤوليها تصميمات من العمارة العثمانية والمعاصرة، التي افتتحت بتاريخ 20 فيفري 2020 على أرض بلغت مساحتها 125 ألف متر مربع، مع استيعاب 5 آلاف شخص في آن واحد، كما تحتوي على 4 ملايين مطبوع، وأكثر من 120 مليون منشور إلكتروني، و550 ألف كتاب إلكتروني، بالإضافة إلى أعمال نادرة، وفيها جناح باللغة العربية يشمل مختلف الكتب لمالك بن نبي ومخطوطات للأمير عبد القادر علاوة على كتب تحكي على فترة التواجد العثماني بالجزائر.
تجوّلت “الشروق” بمختلف أجنحة وطوابق المكتبة الوطنية بتركيا التي تعد من أكبر المكتبات في تركيا، ويتوقع حسب القائمين عليها أن تكون من بين المكتبات الرائدة في العالم، بالنظر إلى مجموعات الكتب التي تحتويها والخدمات التي تقدمها، بالإضافة إلى المواد المطبوعة، يوجد في المكتبة اشتراكات بمصادر إلكترونية، وتحتوي رفوف المكتبة البالغ طولها 201 كيلومتر كتبًا من 134 لغة مختلفة، و120 مليون مقالة، وتقارير من 100 دولة.
وتضم المكتبة أقساما عديدة، مثل مكتبة نصر الدين خوجة للأطفال من الفئة العمرية 5 إلى 10 سنوات، ومكتبة الشباب للفئة العمرية 10 إلى 15 عاما، ومكتبة الصوت والفيديو، ومكتبة الأعمال النادرة، ومكتبة البحوث، وقاعة جيهان نوما، وقاعة الدوريات، وقاعة المعرض والمتحف السلجوقي، وقاعة الأناضول، وقاعة الديوان، وقسم المجلدات، كما يمكن للمواطنين الحاصلين على بطاقة هوية إلكترونية جديدة دخول المكتبة والاستفادة من خدماتها، ويمكن لرواد المكتبة ممن هم دون الخامسة عشر الحصول على بطاقة دخول سريعة من أماكن مخصصة في مدخل المكتبة، فضلا عن الحصول على عضوية المكتبة من خلال بوابة الحكومة الإلكترونية.
الداخل إلى المكتبة الوطنية المتواجدة أمام المجمع الرئاسي للرئيس رجب طيب اوردوغان، يرى نظام أمنيا جادا، كما يشعر بالهدوء الذي يخلق للطالب أو المتجوّل بالمكتبة شغفا بالمطالعة، كما يرى هذا الأخير، بالإضافة إلى وجود قاعة مؤتمرات تتسع لـ500 شخص، وجود فصول تكنولوجية، وفصول تعليم مهني، وأماكن مخصصة لمشاهدة الأفلام، وأخرى مخصصة للأنشطة الجماعية الخاصة، وقاعات للطعام، وقاعات للندوات، ومسجد، ومكاتب مخصّصة للموظفين، ومناطق للراحة.
في السياق ذاته، دخلت “الشروق” إلى قاعة “جيهان نوما” التي تضم 16 عمودا تمثل 16 دولة تركية في التاريخ، وتضم 200 ألف كتاب، وتمتد على مساحة 3500 متر مربع. وعلى قبة القاعة كُتبت الآيتان الرابعة والخامسة من سورة العلق: “الذي علم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم”.
خرجنا من المكتبة التي تعتبر من بين أفضل المكتبات في العالم على أمل نسخ هذه التجربة التي أبهرت الصحافيين الجزائريين على هامش الدورة التدريبية التي نظمتها دائرة الاتصال التابعة للرئاسة التركية وأشرفت عليها وكالة أنباء “الأناضول”.