الرأي

الأخونة القطرية!

قادة بن عمار
  • 5498
  • 37

قناة الجزيرة القطرية تؤيد الرئيس الإخواني المصري محمد مرسي بدرجة كبيرة جدا، إلى الحد الذي بتنا فيه نتصور أننا سنستيقظ يوما على شعار جديد لنشراتها الإخبارية، مضمونه “بالروح بالدم نفديك يا مرسي”!

قبل فترة، سافر القيادي في جماعة الإخوان، خيرت الشاطر الذي كان يعد نفسه للرئاسة، قبل الاستنجاد بالمرشح الاحتياطي مرسي، سافر إلى الدوحة، وهناك استفاد من الخبرات الإعلامية، وأيضا التقنيات لإطلاق فضائية تنافس اللوبي الليبرالي الذي يقوده حفنة من رجال الأعمال في مصر، تحت مسمى قنوات المعارضة، على غرار دريم والمحور وأيضا القاهرة والناس وغيرها من الفضائيات!

هذه الأخيرة، ترفع شعار المعارضة والدفاع عن الحريات، والوقوف في وجه الاستبداد، لكن الحقيقة، أنها لا تختلف في خطابها عن القنوات الدينية المتشددة، وتلك السلفية التي لا معنى لها غير التحريض على الآخر المختلف، مثل الناس والحافظ، حيث يحكم جميع تلك القنوات، رجال أعمال همهم الأساسي الكسب المادي، فيرفعون شعار الحرية المطلقة ومقاومة الدكتاتورية هنا، ويرفعون شعار الدفاع عن الدين والشريعة هناك؟!

وعليه، فليس غريبا، أن ترى أكبر شيوخ السلفية يظهرون على شاشات يصفونها في برامجهم بالكافرة، وأحيانا يتحاورون مع مذيعات متبرجات، في الوقت الذي تبث فيه تلك القنوات المسماة سلفية، إعلانات غريبة الشكل والمضمون، على غرار أدوية مقاومة العجز الجنسي، وفي المقابل، تدعو أيضا إلى التعدد في الزوجات، وهنا مبعث الغرابة والتناقض، فكيف يستقيم الأمران في مجتمع واحد، عجز وتعدد؟!

قناة الجزيرة تدعم الرئيس مرسي، لأنها لا تريد لحكم جديد أفرزه الربيع العربي أن ينهار بسرعة، خصوصا مع توالي مؤشرات الانهيار في تونس وليبيا، كما أنها لا تريد لمرسي أن يغادر الحكم، ومن ورائه مرشد الجماعة ورجل أعمالها البارز خيرت الشاطر، دون أن تحصل على الكعكة الكبيرة المتمثلة في ملكية قناة السويس، بكل ما يعنيه ذلك من مكاسب على المدى البعيد!

بالمناسبة، فإن أمريكا أيضا لا تريد لمرسي أن يغادر السلطة ويصل إليها من تعتبره أسوأ بكثير منه، وهم السلفيون، خصوصا بعد الأداء الجيد لخليفة مبارك في أزمة غزة، حيث حافظ على شعبيته في مقابل إسكات المقاومة وتوفير هدنة طويلة للكيان الصهيوني، وظهر الأمر، بالاتفاق مع حكومة حماس طبعا، على أنه انتصار شعبي وعسكري، خصوصا بعد ما تحول النصر إلى سلعة رخيصة في عالمنا العربي هذه الأيام!

ليس من حق الليبراليين في مصر الإطاحة بمرسي، فهو رئيس شرعي، كما لا يوجد ديكتاتور يمكن تشكيله بعد أربعة أشهر فقط مثلما يزعم هؤلاء في وسائل إعلامهم، لكن ليس من حق مرسي وجماعته أيضا الانتفاخ ثوريا على حساب البقية، وتحديدا من رموز تلك الفضائيات والتيار الذي عارض مبارك والتوريث في عز المحنة. في الوقت ذاته، وهذا هو المهم، لا سبيل لإظهار الأمر على أنه مواجهة بين الدين وجاهلية جديدة، أو بين معسكرين أو فسطاطين، أولهما متمسك بالشريعة، والثاني يبحث عن الرذيلة، لأن الصراع في نهاية الأمر سياسي وتجاري بحت، تماما مثلما هي جماعة الإخوان، فريق من السياسيين بخلفية دينية حتى لا نذهب بعيدا فنقول أنهم ليبراليون ملتحون!

مقالات ذات صلة