-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
"الشروق" ترصد أجواء الشارع عشية الدخول المدرسي

اكتظاظ بالطرقات والأسواق.. ومحلات تخترق البروتوكول الصحي 

راضية مرباح
  • 651
  • 0
اكتظاظ بالطرقات والأسواق.. ومحلات تخترق البروتوكول الصحي 
أرشيف

شهدت مختلف الطرقات والأسواق وحتى المحلات بكثير من مدننا عشية الدخول المدرسي الخاص بالطور المتوسط والثانوي، حالة من النشاط والاكتظاظ غير المعهودتين منذ انتشار كوفيد 19، حيث انتعشت الأسواق والمحلات، لا سيما تلك التي تعنى ببيع الألبسة والأحذية، بالزبائن الذين توافدوا عليها بشكل ملفت دون الالتزام بأي إجراء صحي، مقابل الاستهتار المطبق من طرف أصحاب المحلات الذين وجدوها فرصة سانحة لتسويق سلعهم بعد ركود دام لأشهر عديدة.

وعاشت العديد من المدن يوم أمس الأول، أي عشية الدخول الخاص بالأطوار المتبقية للمتمدرسين، حيوية ونشاطا كبيرين لم تخل قط من تحركات المواطنين باتجاه مختلف المواقع التجارية، فبعد أن فر العديد منهم منذ أيام باتجاه المراكز التجارية التي تعنى ببيع المواد الغذائية، استجابة لبعض الشائعات التي روجت لعودة الحجر الصحي وخوفا من نفاد السلع، أين كانت “اللهفة” سيدة الموقف باقتناء مختلف المواد الواسعة الاستهلاك كالبقوليات والسميد والعجائن، لتعيش محلات الألبسة والأحذية الأجواء نفسها والسبب التحضير للدخول المدرسي، بعدما داست أغلبها إن لم نقل كلها على الإجراءات الصحية المتبعة منذ حلول كورونا، فلا تباعد اجتماعيا ولا فرض للكمامات ولا حتى دعوات لمنع ولوج المحلات ما فوق 3 أشخاص.

كما شهدت مختلف وسائل النقل أمس الأول، الثلاثاء عشية الدخول المدرسي، حالة هستيرية حقيقية بسبب التوافد الكبير لمستغلي الحافلات في تنقلاتها التي كانت أكثرها باتجاه المراكز التجارية ومحلات الألبسة، حيث حضر كل شيء إلا الالتزام بالتدابير الوقائية التي غابت رغم حالات الإصابة بكورونا التي هي في تزايد مستمر حسب آخر الإحصائيات المعلن عنها، مع تجدد بؤر الإصابة بمختلف المناطق، وإن كان الالتزام بالتدابير مطبقا بنسب متباينة وبنسبة أقل في الشوارع والأسواق، فإن الحافلات هي الأخرى أصبحت لا تفرض على المسافرين ارتداء الكمامة أو احترام التباعد الاجتماعي، ضمانا للربح أو استعادة ما تم فقدانه من خسائر خلال الحجر الصحي الماضي الذي دام لشهور طويلة..

ولم تسلم الأسواق من التزاحم ما بين المواطنين والزبائن الذين يبدو أنهم اتفقوا على يوم واحد للخروج بالجملة، حيث شهدت توافدا منقطع النظير، إذ كانت أغلب الوجهات في مسار واحد لاقتناء الألبسة والأحذية ومستلزمات المدرسة من أدوات مدرسية ومآزر، فالمتجول رفقة هؤلاء يؤكد حجم الاستهتار الذي أبداه المتسوقون الذين كان سيرهم جنبا إلى جنب دون أدنى احترام للتباعد الاجتماعي الذي فرض منذ بداية الجائحة.

وإن كان تاريخ الدخول المدرسي قد أعلن عنه منذ فترة حتى يتم التحضير للمناسبة مبكرا، إلا أن المشهد يؤكد أن أغلب العائلات أجّلت اقتناء مستلزمات أبنائها المتمدرسين إلى غاية عشية ذلك بيوم أو يومين.

أما محلات بيع الملابس والأحذية فهي الأخرى تكون قد اخترقت كل البروتوكولات الصحية المتفق عليها من قبل خلال هذه الفترة التي جعلتها كفرصة لتسويق سلعها والتخلص منها خوفا من تكدسها مثل ما حل الشهور الأولى من الحجر الصحي فور الإعلان عن انتشار وباء كورونا.

ولأن الشائعات تتوارى هذه الأيام مع ارتفاع عدد الإصابات بكورونا حول إمكانية إعلان السلطات العمومية عن عودة الحجر الصحي الكلي أو الجزئي للواجهة من جديد، فقد اغتنم التجار هذه الفرصة لإخراج مخزونهم القديم وحتى الجديد لتسويقه والتخلص من سلعهم تجنبا لتكديسها وتجنب معها الخسارة التي تكبدوها طيلة الشهور الماضي، حيث لوحظ غياب التنظيم داخل المحلات والاكتظاظ بعدما كان عدد المسموح به 3 أشخاص فيما لم تفرض الكمامات، أما التباعد فحدث ولا حرج، رغم أن بعض المناطق أعلنت كبؤر لظهور الوباء، إلا أن اللامبالاة والاستهتار وغياب الضمير المهني ظلت من أكثر المشاهد بأغلب المدن عشية الدخول المدرسي.

.. وللخيمات التجارية نصيب في انتشار كورونا!

الغريب في الأمر أنه ورغم حالات الإصابة بكورونا التي هي في تزايد وتجدد مستمر، إلا أن السلطات لم تأخذ بعين الاعتبار قضية تنصيب الخيمات التجارية بل رخصت بتنصيبها بالعديد من المناطق وذلك خلال الأسابيع الأخيرة المتزامنة لعشية الدخول المدرسي التي عرفت توافدا كبيرا للمواطنين، ولأن مثل هذه التجمعات التجارية كان يفترض إلغاؤها طيلة فترة الوباء تجنبا للانتشار، إلا أن الواقع أظهر عكس ذلك، بل أصبحت مصدر التقاء المواطنين والتزاحم فيما بينهم، وكأن الأمور الصحية على ما يرام، أما فضلات التجار بها فحدث ولا حرج، حيث لا تجبرهم البلديات على ضرورة حملها والتخلص منها بطريقة مهنية، مقابل السماح لهم بأداء نشاطهم وترمى بشكل اعتباطي، الأمر الذي يمكن أن يضاعف من بؤر المرض.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!