الجزائر
الناشطة الفلسطينية رضية عراج لجواهر الشروق:

اعتصمنا أمام السفارة الأمريكية تحت درجة حرارة تقل عن الصفر

أماني أريس
  • 2291
  • 14
ح.م

ثمان سنوات داخل فلسطين كانت كفيلة بأن تعلّمها معنى حبّ الأرض والتشبث بالهوية. لتنتقل بعدها إلى بلاد المهجر متخمة بمبادئها القومية، فراحت تصنع أروع ملاحم النضال من اجل نصرة القضية الأم لكل العرب والمسلمين وهي قضية فلسطين المحتلة.. إنها الناشطة الفلسطينية “رضية عراج” التي فتحت قلبها لجواهر وتحدثت بحماس عن واجبها اتجاه وطنها الأم في هذه الفترة الحساسة وملفات أخرى في الحوار التالي:

بداية من هي رضية عراج؟

ابنة فلسطين المخلصة دوما لوطنها، من مواليد 1982 بمدينة الخليل، متزوجة وأم لطفلين، انتقلت مع عائلتي إلى بلجيكا واستقرينا بالعاصمة بروكسل عام 1990درست الحقوق بجامعة بروكسل، انضممت إلى عدة جمعيات ومنظمات غير حكومية لعضو مؤسس ومناضلة منها جمعية الغد الفلسطينية وجمعيات تضامنية أخرى مع القضية الفلسطينية منها جمعية التضامن البلجيكية لصالح فلسطين، وكل نشاطاتي كانت منصبة في صالح القضية الفلسطينية وفضح الممارسات الصهيونية وتعرية الإعلام الموالي لإسرائيل والذي يحاول تضليل الشعوب وإضفاء الشرعية على الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية وتبرير جرائمه.

كيف بدأت مسيرتك النضالية لصالح القضية العربية الأم؟

حكايتي مع النضال بدأت منذ الطفولة عندما كنت أعيش في مدينة الخليل، فتحت عيني على الحياة وبدأت أدرك معناها على وقع الأحاديث والأحداث السياسية، كنت أسمع عن أعمال القتل والظلم والاعتقالات التي ترتكبها قوات الجيش الإسرائيلي ضد الفلسطينيين، وأرى دموع أهلي وجيراني تولد في أعماقي منذ الصغر شعور متضخم بالتمرد والانتقام من أولئك المتوحشون الذين زرعوا الرعب والحزن في قلوبنا، انتقلنا إلى بلجيكا وانتقلت معي أحلامي الطفولية المتمردة، وظلت عائلتي حينها على متابعة مستمرة لما يحدث داخل فلسطين المحتلة فكبرت ونضج معي حلم التمرد، وأصبح وعيا ملحا بضرورة النضال وتقديم ما بوسعي خدمة للقضية الفلسطينية. فكانت انطلاقتي مع إقامة حلقات سياسية مع بعض زملاء الدراسة من البلجيكيين والاروبيين فكنت اعرّف ممن لا يعرفون شيئا عن القضية الفلسطينية، وأصحح المفاهيم المشوهة لبعضهم عن الإسلام والمسلمين، سنة 2007 انضممت إلى جمعية الغد الفلسطينية التي وجدت فيها ضالتي وكانت بوابتي للنشاط السياسي المنظم ليس لصالح القضية الفلسطينية فحسب بل كل القضايا العادلة في العالم.

برأيك ما هي مواصفات الشخص الذي يستحق لقب ناشط أو مناضل سياسي؟

أولا الإيمان بالقضية ثم بعدها العمل، ليس الرافع لبندقيته فقط مناضلا فالعمل المسلح والعمل السياسي صنوان لا يفترقان، وهما مكملان لبعضهما، فكم من سجين قابع لسنوات خلف قضبان المعتقلات القاسية بسبب خطره الفكري وأفكاره السياسية المهددة لسياسة العدو الصهيوني، فالمناضل يدعمه صدق العمل من اجل قضيته، والشجاعة في الصدح بآرائه مستعدا لكل ما يمكن أن يتعرض له من انتقادات ومتابعات، فنحن هنا من خلال نشاطنا السياسي تحفنا عيون المراقبين وتتطلع إلينا آمال الجاليات العربية والإسلامية في أن نكون بمستوى الفاعلية المطلوب.

المرأة الفلسطينية تشبه إلى حد بعيد شقيقتها الجزائرية في كفاحها ضد المستعمر الفرنسي ما هي أهم المحطات النضالية للفلسطينيات؟

قبل كل شيء هي المرأة التي أنجبت الأبطال، في كل بيت فلسطيني معطر بمسيرة امرأة بطلة مناضلة، فهي الفدائية والشهيدة والجريحة والسجينة، هي المرأة التي تصدت للعدو وجاعت وهاجرت وقدمت قطع حليها وفلذات كبدها فداء لوطنها، هي المرأة التي قادت أول تنظيم نسائي عام 1917 عقد فيه مؤتمر خاص لرفض ومنع الاستيطان، وعلى إثره دخلن في إضراب يعدّ الأطول في التاريخ، وهي المرابطة في الأقصى لعقود من الزمن راعية قداسة المكان من دنس الصهاينة. شاركت في الانتفاضات والمفاوضات والمسيرات جنبا إلى جنب مع شقيقها المناضل.

 كيف ترين موقف البلجيكيين اتجاه القضية الفلسطينية؟

المجتمع البلجيكي مثل كل المجتمعات الأروبية والغربية، الناس هنا يختلفون حسب درجة ثقافتهم، هناك مثقفون أحرار مطلعون على التاريخ ويعلمون أن فلسطين أرض محتلة من طرف الاسرائليين، عدد كبير لهم معلومات بسيطة ومضللة عن القضية الفلسطينية والمشكل أن كلمة إسلام بالنسبة لكثيرهم ترهن بالعنصرية والإرهاب وإقصاء الآخر، وهي النظرة التي أسعى أنا وكل ناشط ومناضل مسلم على تصحيحها، فهم هنا يعتقدون أن الفلسطينيين مسلمون عنصريون يريدون اضطهاد اليهود وطردهم وكل ذلك بدافع حقد ديني، هذا كل ما يعرفونه لذلك تكون مسؤوليتنا صعبة جدا ونحن نحاول تلقين التاريخ الصحيح لهؤلاء.

كيف كانت ردة فعلكم إزاء قرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس الشريف تحويل القدس واعتبارها عاصمة لإسرائيل؟

رغم علمنا المسبق بأن الأوضاع لا تبشر بالخير، رغم كل مساعي وجهود المصالحة والتفاهم بين الفصائل الوطنية، والتطورات الحاصلة في المنطقة العربية إلا أن القرار جاء صادما، نظمنا واحدة من أكبر المظاهرات التي شهدتها بروكسل، بالتنسيق مع كل الجمعيات والمنظمات الحرة والشخصيات السياسية المناصرة لقضيتنا وحركة فتح في بلجيكا، ورغم البرودة الشديدة للطقس في درجة حرارة تقل عن الصفر، مع ذلك احتشدت الجماهير من كل الجاليات العربية والإسلامية تلبية لدعوتنا واعتصمنا أمام السفارتين الامريكية والفلسطينية لعدة أيام رافضين قرار أسرلة القدس الشريف ومؤكدين عروبتها.

مقالات ذات صلة