اعترافات.. لمن يهمُّه الأمر!
![اعترافات.. لمن يهمُّه الأمر!](https://i.dzs.cloud/www.echoroukonline.com/wp-content/uploads/2021/03/alger_center_910723391.jpg?resize=790,444.375)
هنالك من يعتقد بأن الخوصصة أو انهيار سعر النفط وعدم القدرة على تنويع الاقتصاد، تُعدّ المشاكل الوحيدة التي تواجه السلطة، رغم أن المتابع البسيط للشأن العام في البلاد سيدرك أن الكثير من الوزارات عاجزة عن ممارسة مهامها واتخاذ قرارات مناسِبة لكثير من المشكلات، بل هي لم تبرع حتى الآن سوى في تقديم اعترافات من دون البحث عن بديل، وإليكم مجموعة اعترافات تم تسجيلها خلال الـ24 ساعة الماضية فقط:
– وزير السكن عبد الوحيد طمار، اعترف بوجود 16 ألف سكن من مختلف الصيغ وعبر 46 ولاية، لم تبدأ بعد، أي ما تزال في نقطة الصفر، معترفا أيضا بوجود 3500 مرق عقاري يعمل من دون تسجيل ولا اعتماد!
– وزيرة البيئة فاطمة الزهراء زرواطي اعترفت بأن جميع من سبقها في المنصب فشلوا في تسيير ملف النفايات ورسكلتها، بدليل أن الجباية من وراء هذه النفايات لم تتجاوز الـ5 بالمائة على المستوى الوطني، وهي لذلك ستعقد صالونا وطنيا جديدا في الأيام المقبلة. بهذا الشكل ستتحول هذه الوزارة إلى وزارة الصالونات والطاقات المتجددة!
– والي قسنطينة يأمر بفتح تحقيق في فضيحة بيع قطع أرضية قيمة كل واحدة منها، تتجاوز المليارين، يأتي هذا في ظل حديث وزير الصناعة عن استرجاع العقار الصناعي بعدما استولت عليه مؤسساتٌ عمومية ومتعاملون خواص من دون إنجاز مشاريع، وموازاة أيضا مع اعتراف وزير الفلاحة بالعجز عن ضبط الأسعار أو مراقبة الدعم الموجَّه للفلاحين ولا حتى التدقيق في الأراضي التي تم توزيعها!
– وزيرة التضامن الوطني غنية الدالية “تباهت” في ملتقى بتونس بالإنجازات العظيمة التي تتمثل في إدماج الفئات من ذوي الاحتياجات الخاصة ضمن مشاريع مقاولاتية وفّرت لهم مناصب عمل، لكن الوزيرة لم تفصح عن قيمة المنحة التي توفرها الدولة لهؤلاء والتي لا تتجاوز الـ4 آلاف دينار من دون زيادة ولا تغيير منذ سنوات!
– وزير الصحة “مختار حسبلاوي” استقبل الدكتور يحيى شبلون، وهو عالم جزائري كبير، أصوله من ولاية بشار واضطرته الظروف إلى الهجرة فتحوَّل في الخارج، وفي ظرف قصير، إلى واحد من أكثر العلماء المتخصصين في الفيروسات، وفي اللقاء تحدث الوزير “مطولا” وبـ”إسهاب شديد” عن “اهتمام الدولة” و”فضل الدولة” و”دور الدولة” في تكوين هذه الكفاءات والعمل على عودتها من الخارج، رغم أن أبسط المتابعين للشأن الوطني يدرك جيدا أن هنالك “سياسة” حقا، لكنها سياسة مناقضة لما يقوله الوزير، تدفع بالكفاءات المهاجرة إلى البقاء في مكانها، وبتلك التي ما تزال هنا للهروب والفرار بعلمها وبجلدها!
– وزير الطاقة مصطفى قيطوني يعترف بعجز مصالح وزارته عن محاربة سرقة الكهرباء، رابطا ذلك بنوعية العدادات!
– وزير التجارة بن مرادي يقول إن تضخيم الفواتير مستمر وهو عاجز عن مواجهته لكنه سيبحث عن آليات جديدة!
– وزيرة التربية نورية بن غبريط كررت هذا الأسبوع “اعترافها” بتدهور مستوى تدريس اللغة العربية، وبأن نتائجها غير مُرضية، والأمر لا يقتصر على لغة الضاد وحسب وإنما يمتد أيضا إلى نتائج الرياضيات والفلسفة!
هذه بعض الاعترافات القليلة جدا، وفي الساعات القليلة الماضية فقط، وما خفي كان أعظم وأخطر!