الجزائر
عائلة من قالمة احتضنته وفتحت بيتها لتلقي العزاء

استشهاد أفراد من عائلة الطالب كرم عابد في القصف الإسرائيلي على رفح

نادية طلحي  
  • 795
  • 0
أرشيف
كرم عابد

لم يجد الطالب الفلسطيني كرم عابد والذي يزاول دراسته في كلية الحقوق والعلوم السياسية بجامعة الثامن ماي 45 بقالمة، نفسه وحيدا في محنته، إثر استشهاد أفراد عائلته في القصف الجوي الإسرائيلي الذي استهدف ليلة السبت منزل عائلته بمدينة رفح الفلسطينية، حيث التف حوله زملاؤه في مقاعد الجامعة وعشرات المواطنين بمدينة قالمة، التي احتضنت الطالب المفجوع في رحيل ثلاثة من أفراد عائلته والوقوف إلى جانبه في محنته ومواساته في هذا الظرف العصيب الذي يمر به.
وقد بادرت إحدى العائلات بحي 140 مسكن بالضاحية الجنوبية لمدينة قالمة، إلى فتح بيتها للطالب الفلسطيني كرم عابد لاستقبال جموع المعزين والمتضامنين معه من زملائه في الجامعة وأصدقائه الذين كان يتواصل معهم بالإضافة إلى عشرات المواطنين من سكان مدينة قالمة وبلدياتها المجاورة، والذين فضلوا القيام بواجبهم والوقوف إلى جانب الطالب في مصابه بعد فقدانه لأفراد عائلته تحت القصف الجوي الإسرائيلي على مدينة رفح وإصابة والده وشقيقه اللذان لازالا يرقدان في المستشفى في حالة خطيرة وتحت العناية الطبية المشددة.
“الشروق” تنقلت صباح الإثنين، إلى بيت عائلة زميتي مسعود، والذي تم تخصيصه لتقديم العزاء في عائلة عابد، أين وجدت أساتذة بالجامعة وبعض المواطنين الذين جاءوا من الأحياء المجاورة لتقديم واجب العزاء، بالإضافة إلى طبيبتين نفسانيتين من جامعة الثامن ماي 45 من بينهما زوجة صاحب المسكن والتي قالت بأنها تعرفت على كرم بحكم عملها في الجامعة، وأصبح يزورهم في البيت خلال مختلف المناسبات والأعياد، وأنها تعتبره واحدا من أفراد العائلة، وأن الفاجعة التي ألمّت به كان تأثيرها على كل عائلتها.
“الشروق”، التقت بالطالب كرم، الذي كان تحت الصدمة وتبعثرت الكلمات بين شفتيه وهو يستقبل التعازي، واكتفى بترديد عبارات الحمد والشكر لله على هذا المصاب الجلل، قبل أن يُردف بالقول للشروق، بأنه لم يجد ما يقوله أمام إيمانه بقضاء الله وقدره، الذي كتب لوالدته وشقيقته وشقيقه الاستشهاد من أجل القضية الفلسطينية التي يحملها كل فلسطيني في قلبه، وأضاف كرم أن والدته كانت قبل أيام في مصر لمعالجة ابنتها المصابة بداء السرطان، وانها عادت إلى بيت العائلة في رفح لإتمام إجراءات سفر كل أفراد العائلة إلى الجزائر، بعد أن تم تحضير كل الظروف لاستقبالهم بالجزائر، غير أن القدر كتب لهم الاستشهاد في القصف الهمجي والمتوحش للاحتلال الصهيوني.
وخلال محاورة الشروق للطالب كرم تلقى اتصالا على الواتساب من أحد أقربائه الفلسطينيين يخبره بأن شقيقه المصاب والذي كان يرقد في مصلحة العناية المشددة قد استفاق من غيبوبته، وان حالته والده المصاب بحروق في تحسن مستمر، وهو ما بعث بصيص أمل لديه في نجاتهما، ليرفع يديه حامدا وشاكرا لله، قبل أن يختم كلامه شكرا لكل الجزائريين وسكان قالمة الذين وقفوا إلى جانبه في هذه المحنة.
من جهته السيد مسعود زميتي، ذكر للشروق اليومي، بأن الفاجعة التي ألمت بكرم أصابت كل عائلته وأنه قرر فتح بيته لتلقي العزاء من الطلبة والأساتذة وموظفي جامعة قالمة الذين لم يتأخروا بدورهم في الوقوف إلى جانب كرم للتخفيف من آلامه، وتضميد جراحه العميقة، مضيفا بأن الخبر قد نزل عليه وعلى عائلته كالصاعقة ليسارع إلى الاتصال بكرم الذي قال بأنه يشعر بأنه من أفراد عائلته الذين يعرفونه جيدا لتميزه بأخلاقه الحسنة وحسن سيرته وسلوكه، وأنه يقف إلى جانبه ويسانده دوما في مشواره الدراسي.

مقالات ذات صلة