ارحموا عزيز قوم ذل

فليسمح لي العراقيون ان أجعل قضيتهم الخاصة اليوم مادة لقلمي وأنا اعرف أنهم من أكرم العرب وأعزهم جانبا، لأن الذي أصابهم اصبح من غيرالمقدور السكوت عنه.. فلقد أصابتهم واحدة كتلك التي أصابت اهل الأندلس واهل فلسطين نكبة فوق الخيال..

• العراق بلاد الرافدين بالخير والعلم والفن والتي كانت دوما سيف العرب المشرع ضد اعدائهم التاريخيين.. العراق الممتد على حدود العرب يتصدى للشعوبية ويضخ في الجسد العربي ثقافة الفلاسفة وأطروحاتهم وأوراد الصوفية وكشوفاتهم واجتهادات الفقهاء ومسائلهم.. ضخ في الجسد العربي الأشعار والفن والموسيقى والبحوث العلمية والترجمات.. وكان قبل ذلك مهد بروز الحرف واول من وضع علم الترجمة.
• العراقيون اليوم بالملايين يجوبون أرض الله الواسعة التي اصبحت ضيقة امامهم.. فلكم كانوا أعزة في بيوتهم وكانوا كراما لمن قصدهم وكانوا النخوة في ذروتها اذا ما استجار بهم ملهوف.. جيوشهم حمت دمشق من السقوط وبترولهم اضاء شوارع عمان وبيوتها.. وموازنتهم كانت للعرب وثوراتهم في الجزائر وفلسطين.. كانوا مجندين لنصرة السودان واليمن.. كانوا للعرب خير مغيث بلا منّ أو أذى..
• العراقيون اليوم قد حلت بهم النكبة الكبيرة بفعل الغزوة الأمريكية الشريرة وبفعل الأذلاء الذين وطأوا للمحتل واصبحوا عيونه وآذانه ويده الباطشة، فدمروا البلد وفسخوه وشردوا أهله..
• العراقيون اليوم تغلق امامهم حدود العرب وتلقى أسرهم على قوارع الطرق في عواصم العرب.. يبحثون عن العمل وعن لقمة العيش بأي ثمن!! اصبحوا بلا مغيث وبلا ناصر وقد تقطعت بهم السبل.. واذا بالكرام لا قوت عندهم!! واذا بأهل النخوة ينتظرون من ينتصر لهم!! واذا بالأعزة تكسرهم الحاجة للقمة الخبز!!
• لماذا لا تقوم الجمعيات والمؤسسات والحكومات برعاية ملايين العراقيين الذين يدفعون من كرامتهم والتي هي أغلى ما عندهم بحثا عن الحياة في حدودها الدنيا.. كل الشرفاء في أمة العرب والاسلام مدعوة ان تنهض لإغاثة العراقيين..
• عجيب أمرنا!! عندما احتل الروس افغانستان قامت كل الجمعيات والهيئات لإغاثة اخواننا المسلمين الأفغان.. وعندما حدثت مشاكل البوسنة والهرسك نهضت التليفزيونات الخليجية والعربية لنجدة إخوة العقيدة.. فما بالنا اليوم قد انعقدت ألسنتنا بالخرس وتيبست عروق الحياة في ايدينا ونحن نرى أهلنا الأقربين وعشيرتنا الخاصة واخواننا الأشقاء من اهل العراق يلوي اعناقهم الجوع والمرض والتشرد في عواصم العرب.. هل لأننا جميعا صرنا شركاء امريكا في إذلال العراق وأهله ولا نريد ان نزعج امريكا.. قليلا يا عرب من المروءة ومن سد الدين للعراق!!