الجزائر
أولياء مصابون بأمراض مزمنة يدخلون في نوبات قلق

ارتفاع السكري والضغط الدموي بسب امتحانات الأبناء!

نادية سليماني
  • 372
  • 0
أرشيف

تسبّبت ضغوطات الامتحانات المدرسية، في تدهور الوضعية الصحية لدى الكثير من الأولياء، المصابين بأمراض مزمنة، خاصة داء السكري وارتفاع الضغط الدموي، ما جعل الأطباء ينصحون بتعامل العائلات مع أولادها الممتحنين بلين وهدوء، لأن الامتحانات، مع أهميتها، تعتبر مرحلة عابرة في حياة التلميذ، ينصح بالتحضير لها من الطرفين، على مدار السنة، وليس في آخر أسبوع قبل الامتحانات، لأن الفشل في هذه الأخيرة يمكن استدراكه، ولكن الصحة إذا تدهورت لن تعود كما كانت من قبل.
ويستقبل أطباء علاج الغدد، ومختلف أمراض القلب، يوميا، عشرات الحالات لمرضى تدهورت وضعيتهم الصحية بسبب الضغوطات التي تسبّبت لهم فيها امتحانات أولادهم، وخاصة منهم المصابين بداء السكري وأمراض ارتفاع الضغط الدموي.
وقال في هذا الصدد، الطبيب المختص في علاج أمراض الغدد والسكري، عبد الرحيم بونقطة، إنه فوجئ من الحالة التي وصل إليها أولياء التلاميذ الذين يتابعون عنده العلاج خلال فترة الامتحانات.
وأكد قائلا: “يأتون إلى العيادة وهم في حالة قلق وتوتر شديدين يعانون من ارتفاع في نسبة السكري بالدم، وآخرون نسوا تناول دوائهم والبقية نسيت موعدها الطبي..!
واتضح- بحسب ذات المتحدث- أن هؤلاء الأولياء، كانوا تحت ضغط القلق والتوتر، بسبب امتحانات فلذات أكبادهم، فعندما سألهم عن سبب هذا التهاون أو الإهمال في أخذ العلاج، أجابوا: “إن ذلك يعود إلى ضغط امتحانات أولادنا”.
وذكر المختص أن انتكاسة الحالة الصحية لدى الكثير من أصحاب الأمراض المزمنة، خلال فترة الامتحانات المدرسية، ترجع إلى سبب رئيس، وهو إهمال بعضهم مراقبة ومتابعة أطفالهم المتمدرسين طيلة السنة الدراسية، وبعد ذلك ينتظرون منهم أن يحصلوا على نتائج جيدة في الامتحانات.
ويرى بأن التلاميذ يعيشون ضغوطات نفسية، يتقاسمونها معهم الأولياء الذين تدهورت حالتهم الصحية، وتأزمت بسبب إصابتهم بأمراض مزمنة، في حين أولادهم لم يضف إليهم التوتر إلا نتائج ضعيفة في الامتحان.
وقال بونقطة إن إحدى السيدات المتابعات عنده العلاج، فضفضت له عن معاناتها مع ابنها، الذي رفض مراجعة وحفظ دروسه، فكان تصرفه هذا وراء حالة القلق، والتأثير في حالتها الصحية.
وبحسب ذات المتحدث، فإن مريضا آخر، قال له إن سبب ارتفاع نسبة السكري لديه، قلق وتوتر من امتحانات ابنه المدرسية، وخوفه من فشل وعدم نجاح ابنه وتحصيله نقاطا ضعيفة.
وأكد الطبيب عبد الرحيم بونقطة، أن هذا المريض ارتفع لديه السكري خلال مرحلة الامتحانات المدرسية، التي كانت سببا في وضعه الصحي المتدهور، موضحا أن هناك أولياء يتابعون عنده العلاج، اتضح جليا أن امتحانات أبنائهم تركت أثرا واضحا في حالتهم الصحية، لأن سيدة أخرى اشتكت من تراجع ابنها في دراسته، بعد أن كان متفوقا، ولا يتحصل على معدل أقل 17 من 20، مشيرا إلى حالة أخرى لأم تدهورت حالتها الصحية بعدما تجرأ فلذة كبدها وقال لها بصوت عال: “كرهتولي القراية”.
ونصح المختص في علاج الغدد والسكري، الأولياء بتجنب الضغط المبالغ على أولادهم في فترة الامتحانات، وبأن يتركوا لهم الحرية، في مراجعة دروسهم كيفما يرونه مناسبا، وبحسب الطريقة التي تعوّد عليها الطفل في الحفظ، لأن الضغوطات الزائد من العائلة، بحسبه، قد تجعل التلميذ ينفر من الدراسة ويصيب الكبار بالقلق والتوتر.
ودعا في السياق الكبار والصغار إلى شرب دواء المغنزيوم خلال هذه الفترة لتهدئة الأعصاب، والإكثار من مشروبات الأعشاب المهدئة ومنها النعناع والمريمية، زيادة على الابتعاد عن الهواتف النقالة والنوم باكرا، حفاظا على صحة الجميع.

مقالات ذات صلة