الجزائر
الأسعار وصلت لـ 5000 دج لليوم وعائلات تلجأ للفيسبوك بحثا عن "حمار"!

ارتفاع أسعار كراء الأحمرة لنقل الزيتون بالمسالك الجبلية بالبويرة

فاطمة عكوش
  • 4177
  • 5
ح.م

ارتفعت منذ انطلاق موسم جني الزيتون أسعار كراء الأحمرة بقرى ومداشر ولاية البويرة بسبب قلتها وازدياد الطلب عليها، حيث يقوم بعض الفلاحين بكرائها للعائلات من أجل نقل الزيتون بالمسالك الجبلية الوعرة بمبلغ يتعدى أحيانا 5000 دج لليوم الواحد مع ضمان المعاملة الحسنة وعدم تعنيفها.

ارتفعت من جديد بورصة أسعار “الأحمرة”، “أكرمكم الله” منذ بداية انطلاق موسم جني الزيتون بولاية البويرة، فقد أصبح خلال هذه الأيام العثور على حمار لنقل الزيتون من الحقول إلى غاية المعصرة كمن يبحث عن عمل، أو زوجة أو زوج صالح، وهذا يعود إلى قلة بل إلى ندرة الأحمرة بالمنطقة، ما جعل بعض الفلاحين الذين يملكون الأحمرة يستغلون موسم جني الزيتون لكسب المال عن طريق رفع ثمن كرائها، خاصة وأن الحمار ما يزال الوسيلة التقليدية الوحيدة الذي حافظ على مكانته بين العائلات في المواسم الفلاحية، والذي يستطيع المرور من المسالك الضيقة والدروب الواعرة وهو محمل بأكياس الزيتون، وعادة ما يقوم الفلاح بالتفاوض مع صاحب الحمار على المدة التي يستعمل فيها الحمار والثمن، مع التحذير من أن يتعرض الحيوان إلى الضرب المبرح من طرف الأطفال أو تحميلها فوق طاقاتها.

ويعود الحمار مصدر رزق لأصحابها، حيث ترتفع .قيمة الحمير مع جني محصول الزيتون بقرى تسالة اسيف ندهوس، تيكوفاف، املاوة، ازكنون، بوحياني بالاسنام، بشلول، وحيزر ، حيث تعرف هذه المناطق بصعوبة المسالك بحقول الزيتون، وهو نفس المشكل المطروح بقرى الزاوية والمرارشة ببلدية المقراني، إذ وصل الحد ببعض العائلات إلى نشر إعلانات في مواقع التواصل الاجتماعي الفايسبوك لكراء أحمرة لإخراج الزيتون من الحقول إلى المعصرة القريبة من المنطقة، وعادة ما ينقل أكياس الزيتون المعبأة على الحمار نظراً لصعوبة معظم الطرق بين الأراضي الزراعية خاصة في المناطق البعيدة وغير المعبّدة.

للتذكير فإنه في السنوات الماضية وخاصة السنوات السبعينيات معظم العائلات بقرى ومداشر البويرة تملك أحمرة أو بغال تستخدم في نقل الزيتون وغيرها من الأغراض خاصة وأن أكثرهم يملكون أراضي متاخمة لجبال جرجرة أو أراضي جبلية، ولكن في السنوات الأخيرة أغلبية العائلات تملك جرارات وشاحنات واستغنت عن الحمير والبغال، حتى أنه من النادر أن تشاهد حمارا أو بغلا بالمدن الكبرى للبويرة، حيث تم الاستغناء عن الحمير لأن الطرقات شقت وبكثرة في أغلبية المناطق الجبلية مع وجود الجرارات بكثرة، لكن رغم تطوّر ظروف الحياة، إلا أن بعض كبار السن بقرى البويرة لا يتغيرون، فقليلون هم الذين يفضلون ركوب الحمار على السيارة، وهذا رغم التطور الذي واكب شتى مناحي الحياة، لأن – حسبهم – موسم جني الزيتون من دون حمار “كالخيمة بلا أوتاد”.

مقالات ذات صلة